viii - المَأساة

808 78 11
                                    

「خلفَ الأضواء المُبهرجَة،
و الألوانِ الزاهِية،
دائمًا،
يكمُن عُمقٌ داكِنٌ فظيع.
إغفاء.」

-
-
- - -

بدأ الحَفل كعادَتِه بإقفال باب القاعَة الواسِعة التي
ازدحمِ فيها أفرادٌ من ٣ أجناس؛ بشَر و مصآصِي دِماء و شياطِين، أمّا المخلوقات الهجينَة، تلك الوحُوش المأمُورة ذات الأشكال المُشوّهة و الاجساد الضخمَة، فتُركت بالخارِج كحاجزٍ يمنع الخروج أو الدّخُول قبل إنتهَاء المُدّة المُحدَّدة للحَفل.
و الّذي يفتَتِح الحفل هذه الليلة يكُون والِد كلآودِي؛ السيّد ريجِيس.
حيثُ تحدَّث عن الشائعات ساخِرًا و جاذِبًا الحضُور إلى التّصدِيق بكلامِه حينَ يُعلِن أنها محضُ مُحاولات صغيرَة لزعزعة عِلاقة البشر و مصّاصي الدّماء، و لن تكُون ذات تأثير على طِيب الرّوابط بينهم.

ثُمّ و خلال تحيّة الحَشد له بالتّصفيق،
رفع كأسَه ذاتَ لونِ الدّم، المشرُوب المُصنَّع ليُشابِه الدِّماء البشريّة -بحسَب أقوالِهم- ليُعلِن نخبَ ليلةٍ أُخرى من ليَالِي تجدِيد الصّلات بَين الأجنَاس، و مُرخيًا يدَه الأخرَى للمُوسِيقيّين في الزاوية كإشارةٍ لإستِئناف عزف المُوسيقى.

تردّدت أصداء الأحادِيث العشوائيّة على جُدران القاعَة الفخمَة.
كلآودِي كان واقِفًا إلى طاوِلة في آخر القاعَة يتأمّل شرابَه في يدِه. اقترَب مِنه الرّجل المدعوّ آيدِن:
- كانت لدَيك شكُوكك لكنّك لم تتخلَّف.
- تُدرك السَّبب.
- و لم يأتِ ذلك الشّخص.
ملامِح كلآودِي ظلّت بارِدَة و أخذت أحداقُه تُحملق فيمَا حوله. "كل هذه الألوان. كل هذه المظاهِر. محضُ أقنِعة. ما خلفَ ذلك هو نفوس شقيّة. لا شيء منهم جميعًا يُضاهِيهِ هُوَ."
هواجِسُه سلَبت لُبّه إلى أن أرجعهُ نداء آيدِن المُكرَّر:
- ماذا بِك بحقّ! حتّى وجهُك..
- اخرس.
تركَ كلآودِي كأسه على الطاولة، و اتّجه صوب الباب العِملاق ناوِيًا المُغادرة. لحِق به آيدِن:
- أنت تعلم قوانِين هذه التّجمعات!
كان بذلك يُشير إلى أنه لا يمكن لأحد المُغادرَة قبل الوقت المُحدّد إلا أن كلآودِي لم يتوقف عن سَيرِه و واجَه مصّاص الدّماء الذي يقِف حارِسًا على الباب:
- ابتعِد!
- لكن سيّدِي، يُمنع الخرُوج قبل..
-اصمُت، هذه الأمور كلها لم تعُد تهمّني. تحرَّك عن الباب و إلا أجبرتُك!
ابتلَع ريقَه لكنه لم يتزحزَح ممّا أغضَب كلآودِي. فجأةً سُمِع صوت شخصٍ يئن في الجانِب الآخر من القاعَة. أحسّ كلآودِي بشيءٍ يُشبِه أن تكُون الجاذِبيّة إلى الأرض تزدَادُ قوّة. إلتفتَ لينظُر للحضُور، كان عدد كبيرٌ مُلقى على الأرض أو يُقاوِم دُوارَه. الواقفُون واضح أنهم من بنِي البشر و الشّياطِين.
تأكّدت عينا كلآودِي أنّ ما يحدُث حقيقة و أنّ البشَر كانوا يملكُون خناجِر!
"لكِن كَيف، و لِمَ!!"
قاوَم، و لأن الحارِس خارَت قِواه و سقَط أرضًا، كان يمكن لكلآودِي دفعُ الباب ليُغادِر مُتهالِكًا فارًّا من المَشهد الفظيع.

الدَّم المُحرَّم / FORBIDDEN BLOOD - 「مُكتمِلة」حيث تعيش القصص. اكتشف الآن