ix - السُّكُون

791 66 10
                                    

「ألا يأخُذ الجَميع
على قدر العطاء..؟
ليسَ دائمًا ستكُون في نصابِك.
أن تحلُم طويلاً، يومًا ما ربّما؛
سيُنظر نحوَك.
لكنّها قد لا تكُون الأحداق
التي أمِلت.」
-
-
- - -

"كتابٌ في أصل الأصنَاف، ضخم و مُفصّل لكن في الأخِير لا شيءَ مُهمٌّ عن نوعي؟"
تمتمَ كآسيُوس مُستنكِرًا. بقيَ لأكثر من ساعة يتصفّح الكِتاب بحثًا عن أيّ معرفة تخُصّ النوع الذي ينتمِي إليه. عثر على تحذيرٍ فقط؛ يُنذِر بأنه من المُحرّم اختلاط الدّماء و من ثمّ فإن النّجاة لكِلا الأنثَى و الطِّفل مَعدُومة.
ذلك أشعَر كآسيُوس أنه الوحيد على الإطلاق. لكن ربّما لم يتسنَّ لاَحدٍ دراسة نوعِه و الكتَابة حوله. فحتّى البشريّ الّذي قام بتربيتِه كان يجهلُ أنه ليس مصّاص دِماء و حَسب.
نهضَ من مكانِه و أعادَ الكِتاب إلى الرّف و تأمّل العناوين الأخرى بجانِبه. حينها شعرَ بحضُور جيرمايَآه إلى القصر و لم يكُن وحيدًا فاطمَأنّ بالُه قليلاً و انتظَر قدُومَ خادِمه إلى موقعِه.

- - -

"ياللفَظاعة."
"لكنهُم يستحقّون!"
"هذه البداية و حَسب!"
"ظننتُ الأمر لن يكون .."
تعليقاتٌ و همساتٌ تسري بينَ مَن هُم باقُون أحياءً في قاعة الحَفل التي غدَت قاتِمة بلون الدّم من بعدِ أن كانت في أبّهَة الاضواء تنعُم. لم يُقضَ على مصّاصي الدّماء المسؤولين عن الحَفل، أي والِد كلآودِي و اثنانِ معه بل أُخذُوا للحَبس.
حِياد الشياطِين أراحَ البشَر إلى مساعِيهم، فالشياطِين لا تحتاج دِماء البشر، و تعيشُ في سَكِينة تقوم على شؤونها في نَأي. رُفِع الحَفل، خَرَج الحضُور من القاعة و تفرّقوا في بناء القصر نظرًا لقانون حظر التجوال على البشر. القصر بكُلّ الأحوال ينتمِي إلى عائلة نافِذة من البشر. طُلِب من المخلوقات الهجينة تنظيف القاعَة من الجُثث و حرقها في الباحة، تمّ ذلك على عجلٍ لأجل أن يتخلّص البشر من الشعور بالقرف ممَّ ارتكبُوه بأقرب وقتٍ ثُمّ ليَنعمُوا بلذّة نصرٍ صغيرٍ طويلاً خلال امتداد اللّيلة.

- - -

دُون أن ينطِق، وقفَ جيرمايآه على عتبة باب المكتبَة
حامِلاً على ذراعيه كلآودِي الذي كان خائرًا لا يستطيع أيّ حركة.
- هل نجَى أحد آخر؟
- عددٌ قليل.
- خُذه إلى إحدَى غُرف النوم للضّيوف.
انصرفَ جيرمايآه بهدُوء كانَ يُحاوِل به إخفاء الفوضَى في رأسِه. كُلّ الذي يجري كأنه حِكاية ليست من صنيع ذهنٍ سليم.

ما فعله البشر قطعًا لن يجلب نهاية بل حربًا.

بقيَ كآسيُوس يتأمّل رفوف المكتبة إلى أن شعر أن لا جدوَى من ذلك، فغَادرها.

- - -

- لم أظن..
آنثوني جالِسًا يُتمتِم مبهوتًا على كرسيّ منفرد في غرفة نومٍ واسعة.
كان ذلك منزل صاحبِه الذي آواه بعد خسارته مكانه في قصر كآسيُوس.
هذا الصباح ورَدت إليه أنباء الليلة الماضية. لم يعلن كيف تسرَّب الدواء لكن أول شكوكِه كانت في صاحبه هذا، فمن نقل إليه الاخبار هوَ أحد الخَدَم بينما صاحبه تصرّف على مائدة الإفطار قبل دقائق و كأنَّ العالم بأكمله بخيرٍ و يُهلّل بالهناء.
- ألهذا كنت لا تثق بالبشر، كآسيُوس..؟
ابتسامَة باهتَة على وجهِه المغمُوم مُسْودًّا و الحيرة تلعبُ في ما تبقى من العقل الفطين لديه.
ما الفائدة لو واجه صاحبه الآن؟ الأمر بدأ و لن ينتهِي بدقائق على أيّ حال.

الدَّم المُحرَّم / FORBIDDEN BLOOD - 「مُكتمِلة」حيث تعيش القصص. اكتشف الآن