「حِرصُك على ذِكراكَ الجيّدة
أن تُدِير ظهركَ إلى الكُلّ
تترُك الأيدي المُمتدَّة نحوكَ مُعلّقة
تذهبُ دُون أن يَعرِف أيّ أحدٍ
عنكَ أيّ شيء.
ربَّما يومًا ما ستجِد لرُوحِك التي
لم تعرِف ليومٍ رفاهيَّةَ السّكُون
مرفأً، و لا تكترِثُ من بعدها
ماذا سيحدُث لجسدِكَ البارِد
أو لمَن خلَّفتهُم ورائك.」
-
-
- - -
"جيرمايَآه، هل كُنتُ سيّدًا جيّد لك؟"
سمِعَ جيرمايَآه صوتَ كآسيُوس عبر التواصُل الذّهنيّ بينهُما فتسمَّر بمكانه في رُدهة قصرهِم حيثُ كان يحاول مع كلآودِي أن يعرِفا كُنْه مكِيدة البشر فيصِلا لرابط اختفاء كآسيُوس بذلك.
- مآستَر!! أين أنت؟
كلآودِي الجالِس بحُنقٍ على الأريكة حملق في جيرمايآه مُتفاجِئًا.
"ليسَ هنالك وقتٌ كثير. عليكَ أن تختبِئ أنتَ و كلآودِي."
- بربّك، أخبرني أينَ أنتْ سآتيك حالًا!
"جيرمايَآه، أُحرِّرُك من قيدِ خدمَتي."
- مَآستَر!!
لحظتها شعرَ جيرمايَآه بألمٍ فظيع يجتاحُ جسدَه مُتمركِزًا في صدرِه فسقطَ على رُكبتَيه مصعوقًا مُتوجّعًا بينما كلآودِي يحدّق فيهِ مُتعجّبًا و تملأهُ الحَيرة.
"أنتَ حُرّ ...جيرمَايآه."
كانت آخر همسةٍ سمِعها من كآسيُوس و مع ذهابِ صوتِ سيّدِه تلاشى ألمُه تدريجيًّا خلا من صدمتِه التي أبقتهُ في مكانِه.
- لقد.. ألغى العقدَ بيننا.
عقدٌ بين مصّآص دِماء و خادِمِه يُعطِي الأوّل تحكّمًا مُطلق بالثّاني و يُوجِد رابطة أثيريّة بين الإثنين لكنَّ الخادِم لا يمكنه أن يتعرَّفَ على مكان أو حالَة سيِّدِه إن كانَ قد أراد السيّد ذلك.
نهضَ جيرمايَآه يهِيم بالرُّدهة دون أن ينظُر إلى كلآودِي الذي ما انفكّ يُراقِب و الاستغرابُ أمسك لِسانه. فِكرُه أنه سيفقِد كآسيُوس.. نهائيًا.
- أظنّ.. ذلك الشّخص قد يعلم.
تمتمَ جيرمايَآه بعد بُرهَة، ثمَّ التفتَ إلى كلآودِي. فزادَ اضطرابُ كلآودِي الذي لم يعُد يُدرك ما يجري و ذلك أزعجهُ كثيرًا.
- ذلك الشَّخص؟
- أرشَدنِي إليك. قد يفعل الآن. لنبحث عنه.
خرجَا إلى المدِينة. الفجرُ قد انجلى إلى صباحٍ باهتِ اللَّون و كُلّ شيءٍ يغشاهُ البياضُ المُغبرُّ و الضّباب. أهلُ المدينة لم يعودُوا ساكنِينَ شوارعها، كانت خاوِيَة على ما فيها من السّوادِ و المرَض.
سواءً كان مرضًا أو جوعًا أو قتلًا فقد قلّ عدد القاطِنين هنالك من جميع الأجناس.
- كيفَ سنعثُر على شخصٍ مِثله بحقّك؟ أنتَ فعليًا لا تعرف أي شيءٍ عنه. و أنا لم أرَه أو أسمع عنه حتَّى.
جيرمايَآه مغمومًا و حانِقًا يحاول التّماسُك و التّشبُّث بفكرة أن الشّيطان آرشي يُمكن أن يُعينه الآن مجددًا بقدراته أو أيًّا كان، المُهم أن يكُون ذلك ممكنًا لأنه لو وجدَ عكسَ ذلك.. سيحدُث ما لا يُحمد.
- لماذا تصمُت كثيرًا؟ نحنُ بنفس الموقف الآن!
- اخرس!!
زعقَ جيرمايَآه إلى كلآودِي فلم يعُد يُطِيقُ صوته أو رؤيته بجانبه حتّى و مسألة أن كآسيُوس أولى اهتمامًا لشخصٍ مُثير للإستفزاز هكذا تسكُب زيتًا على نار.
لمَحا هيئةَ طِفلة بفُستانٍ واسعٍ كثير الزخرفة تقترب منهم عبر الضَّباب و في هِيَامه على وجهه لم يخشَ جيرمايَآه من هالتها القويَّة كما بدى على كلآودِي الذي أخذ ينظُر بعبُوس و تجهُّم. حينَ بانَتْ ملامحها أمامهما عادت ذاكرةُ كلآودِي عن الشقيَّة تلك التي أخذت منه كآسيُوس في ليلته الإستعراضية، لكنه لم يقُل شيئًا عن ذلك جرّاء غضب جيرمايَآه، و كذلك جيرمايَآه تذكَّرها فنظرَ إليها و الأمَل ينتعِش في قلبِه. ابتسَمتْ الفتاة لهُما.
- تبحثَان عنه؟ اتبعانِي.
أنت تقرأ
الدَّم المُحرَّم / FORBIDDEN BLOOD - 「مُكتمِلة」
Vampirosالعالَم حالِك ؛ مَا عاد لمخلُوقات الظَّل سببٌ للإختباء . بينَ تلك الأجناسِ هُنالِك قوانِين / و الذُّنُوب ستُعوَّض بالدَّم . - [ القِصّة خيالِ و خوآرِق؛ قَد لا تَروق الجَمِيع لكنّي لستُ أكتُب لرضَى أحد سِواي ].
