الدَّم المُحرَّم / FORBIDDEN BLOOD - 「مُكتمِلة」

vi - البَهاء

「يتألَّق مزهُوًّا.
فردٌ أنِيق، لم يُشابِههُ كائنٌ فيمَ مَضى،
و لا فيمَ هوَ آتٍ.
الظِّل يزدَادُ طُولاً كلمَا اقترَبت الهيئة من النُّور.
الشَّريد يعرِف لونَ التِّيه،
مِيثاقُ وجُودِه المُرتبِك خلفَ أحداقِه حُمّى.
يُعرَف القليل و يُدَّعى بإحاطَة كُل شيءٍ،
حِينَ خطِيئة الآخرين مختُومَةٌ في الدَّم المستُور. 」
-
-
- - -

أحدَاث السّاعات الماضِيّة أثقلتْ جَوَّ الرٌّدهة.
في سَكِينةٍ يجلس كآسيُوس على الأريكَة يقِف خلفَها و خَلفَ سيّدِه، الخادِم جِيرمايَآه، بَينمَا مُنكِسًا رأسَه، البُستانِيّ البشرِي، جورج، جالسًا على أريكة جانبيّة.
- أترغَب في أن تعلمَ سبَب رضايَ بوجُودِك في هذا القصر؟
ابتدأ كآسيُوس حدِيثه المُوجّه إلى جُورج بينما عيناه لا زالت مُغلقةً مُنذ أن اعتدَل في جِلستِه.
- لأنّ الشّخص الذي رعانِي كان بشرًا.
- مَآستر..!
علاماتُ التفاجُؤ غيّرَت سُحنة جُورج لكنه لم يقدِر على رفع رأسِه لينظُر في وجه سَيد القصر بينما جيرمَايآه لم يرغب أن يُخبِر كآسيُوس عن مَاضيه إلى البشريّ الّذي آذاه رغمَ كرمِه معه، لكن نداءَه لم يَصِل وَعي كآسيُوس الغارِق في نفسِه.

- ليسَ أمرًا طبيعيًّا. أُنقِذتُ أجل و لكِن.. كانَت هنالك فِدية. البشَر يُثبتُون، على الدَّوام، تشابُههم.
ألقَى كآسيُوس نظرَة مُختلِسة إلى جُورج ثُمّ التفتَ ليُحدِّق في نَار المَوقد لبُرهة.
- بما أنّهُ حظر التّجوال الآن، إذهب و اجمَع أشياءك. لا أرغَب في الشّعور بتواجُدِك داخِل أسوار هذا المنزل مساء الغَد. غادِر.
- مَاستَر!
- اِهدأ.
كان واضِحًا على وجه جيرمايآه انه يودّ فصلَ رأسِ جورج عن جسدِه و استخدَام دماءِه لتغذيَة رُوحِه التّائقَة للإنتِقام لكنّ أمرَ سيِّدِه حتمِيّ؛ فأمسَك زِمام نفسِه على مضَض.
نهضَ كآسيُوس عن مجلِسِه و خرجَ هامِسًا إلى جيرمَايآه أنه "سيَقُوم بجولة خارجَ القصر و سيَطلُبه إن احتاجَه،" حَيث يرغَب في أخذ وقتٍ لوَحدِه.
جورج لازالَ في رُكنِه صامِتًا. لكنَّ فِكرة واحِدة تُدلِّل عقله بقليلٍ من الرِّضى:
"تمّ اختبَارُ الأمر بنجاح."

- - -

"أشعُر بِه قريبًا!"
ابتسامَة مُرّة تعلُو الوجه حَسَن المَظهر لفتَى الدَّلال، كلآودِي. كانَ واقفًا على حافَة سطح أحد منازِل المدِينة، حيث اعتادَ التجوال ليلاً ليَتسلَّى عندما لا يكُون لدِيه مواعِيد.
الظّلام شدِيد لكن ليسَ على الأحدَاق الحمرَاء. كانَ كلآودِي يعلم بأنَ كآسيُوس في أزقّة المدِينة، يُمكن لمصّاصي الدّماء الشعُور بهالات بعضِهم بسهُولة، ها هوَ يَسعى للبحث عن رائحتِه في أيّ قعرٍ عاتمٍ كان!
انطلَق يتنقَّل بينَ سطُوح البنايات العالِية و أعمِدَة الإنارة بخِفَّة تُرافِق ذلك ضحكاتٌ خافتة مجنُونة تعِيثُ في سكُون الظّلام.