-مين يونقي
اعتقد ان في داخل كل شخص شخصاً
آخر، غريباً ، ومتآمراً ، ومحتالاً
ستيفن كينغ
هناك أولاً ريح بارده تُلامس وجهاً
وحفيف خفيف يصدر عن أوراق الأشجار. وخرير مجرى مائي بعيد. وزقزقه عصافير خافته. أشعه الشمس الأولى تُستشعر خلال جفون منسدله.
ثم خشخشه الأغصان ورائحه الأرض المبلله، وأوراق الاشجار المتحلِّله.
وبعيداً عن المكان أزيز يكاد لايسمع كأنه حلم صامت.
.
فتح يونقي شفري عينيه بصعوبه، كانت الشمس الأولى تحجب عنه الرؤيه، وندى الصباح يعلو ملابسه، كان يرتعش من شده العرق، ويحس بحنجرته جافه، وبطعم الرماد في فمه، وبألم في مفاصله وكل أعضائه المتجمده، وبفتور في همته.
.
عندما انتصب جالساً أدرك أنهُ كان متمدد فوق مقعد قديم من خشب خشن، واندهش حين اكتشف فجأه أن جسد رجل ثقيل يتكئ عليه.
كتم يونقي صوته وحاول ان يتخلص من الجسد بأن مال نحو الأرض قليلا، ولكنه كاد يسقط لولا أنه تدارك نفسه، في تلك اللحظه رأى أن يده اليمنى مقيده إلى يد الرجل الغريب اليسرى،تراجع الى الخلف قليلاً إلا أن الرجل لم يتحرك.
اللعنه!
ألقى نظره على ساعته «الباتيك» فرأى أن إطارها مخدوش إلا انها لم تكن معطله،كانت تشير إلى:الثامنه صباحاً من يوم الثلاثاء 8 أكتوبر .
اللعنه ، أين أنا؟ تساءل يونقي وهو يمسح العرق عن وجهه.
.
نظر حوله مستطلع الوضع:إنه في قلب غابه في فصل الخريف، غابه ذهبيه الألوان متعدده النباتات، والمكان هادئ محاط بأشجار البلوط، وبأدغال كثيفه وصخور ناتئه، لا أحد حوله، وبالنظر الى الظرف الحالي فإن ذلك أحسن من دون شك.
رفع يونقي عينيه، ضوء النهار جميل، عذب، ويكاد يكون خيالياً، والندائف تلمع من خلال أوراق شجره دردار كبيره مشعه تمزق جذورها الأرض والأوراق المبلله
هل هي غابه رامبوييه؟ام غابه فانتنبلو؟ام غابه فانسن؟
تساءل محاول التخمين.
إنه في قلب لوحه انطباعيه يتناقض هدوئه مع عنف هذا الاستيقاظ السُريالي إلى جانب رجل غريب.
انحنى إلى الامام لتتبين وجهه أكثر، إنه وجه رجل بين الثلاثون والعشرون، ذو شعر كستنائي
جثه؟!
جثى على ركبتيه ووضع ثلاثه أصابع على عنقه، يمين الغده الدرقيه. أحس بنبض قلبه فأطمئن، كان فاقداً الوعي، لكنه لم يكن ميتا، تأمله لحظه، هل يعرفه؟ هل هو مجرم سبق له أن ألقى القبض عليه؟ صديق طفوله نساه؟ لا ، قسمات وجهه لا توحي له بأي شيء.
أبعد يونقي شعره الاشقر عن عينه ونظر إلى الأساور الحديديه التي تقيّده إلى ذلك الشخص، إنه نوع متداول من الأصفاد يتسعمله عدد كبير من قوات الأمن والمكلفين بحراسه الأشخاص عبر العالم، وهناك احتمان أن تكون تلك الأصفاد أصفاده الخاصه، بحث يونقي في جيب سرواله الجينز متمني أن يعثر على المفتاح.
أنت تقرأ
central park || YM.
Mystery / Thriller"لا يجدّي الفِرار إذّا كان هُنالِك من يتتبّع حركاتُنا بدّقه!" 𝘁𝗵𝗲 𝗿𝗲𝗮𝗹 𝗯𝗼𝗼𝗸 𝗯𝘆 𝗚𝗨𝗜𝗟𝗟𝗔𝗨𝗠 𝗠𝗨𝗦𝗦𝗢 ^نهايه غير متوقعه^
