29- FLASH BACK

379 37 33
                                    




أتذكر

5 ديسمبر 2011

ضوء الغرفه الشاحب في المستشفى.

شمس الخريف الآيله الى الغروب التي تجد صعوبه في اختراق المصاريع.

رائحه الأدويه والأطعمه المقززة

الرغبه في الموت....

مرّت الآن ثلاثة أسابيع على اعتداء أوه سيهون علي، وعلى موت جيسيكا،ألتزم سريري تائهه النظرات ضائع في الفضاء.

حقنة المضاد الحيوي مغروس في ساعدي، رغم كل المسكنات فإن أي حركه تمزق بطني،رغم كل الأدويه المضاده للقلق والانيهار فإن أي فكره صغيره تمزق قلبي.

عندما قادتني سياره الإسعاف إلى المستشفى كنت قد نزفت كثيراً،خضعت لأجهزه أشعه فاحصه أكدت خطور الطعنات.

مزقت طعنات السكين أحد الأورده وتسببت في جروح على مستوى المعده و وصلت إلى الأمعاء.

لم أشعر يوماً بالحاجه الماسه إلى جيسيكا كما شعرت بها في تلك اللحظه،حاجه ماسه إلى أن أحس بوجودها،وأن نبكي معاً متعانقين من شدة الألم،وأن أطلب منها المسامحه والمسامحه والمسامحه......

أخبروني بموتها قُبيل إدخالي غرفه العمليات،انقطعت آخر الروابط التي كانت تشدني إلى الحياه،صرخت من الغيظ والألم وضربت الأطباء الذين كانو يحاولون تهدئتي،قبل أن أغيب عن الوجود بفعل المخدِّر.

بعد العمليه،قالي لي طبيب وغد أني كُنت"محظوظ"

هذه الفكره بالذات هي ما لا أستطيع تحمله

ركبت أمي القطار وأتت لزيارتي،لكنها لم تبقَ معي إلا عشرين دقيقه وترك لي أخي رساله على المجيب الآلي واكتفت أختي برساله SMS.

لحسن الحظ كان نامجون يزورني مرتين في اليوم ويقوم بكل مايستطيعه للسهر على راحتي وتعزيتي.

وأتى زملاء العمل تِباعاً،غير أني كنت أحس من خلال صمتهم خيبتهم وغضبهم ، فأنا لم أكتف بالاستغناء عنهم في القضيه بل أفسدت التحريات في أهم قضيه كلِّفت بها فرقتنا خلال السنوات الأخيره.

من عمق سريري كنت أفاجئ نظراتهم التي لايمكن أن تخدعني نظرات محمله بالمراره واللوم،أعرف جيداً مايفكرون به جميعاً..

central park || YM.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن