21-قَلبُ الألّمْ

437 50 15
                                    

لا أعرف كيف أحتفظ بالأشخاص إلا بعد أن يهجروني.
ديديه فان كولارت

منتصف النهار

ضوء الخريف يُلطّخ أرضيه المحطة.
غادرا المحطه المشمسه ومضيا وسط حشد زبائن السوق تحت بنايه المترو الحديديه، كان جيمين قد اشترى تذاكر ستأخذهما من كروند سنترال إلى شارع لوكسنتن،ومن هناك إلى شارع أستوريا.

لم تستغرق المسافه إلا عشرين دقيقه غير ان المشهد قد تغيّر تماماً،إذّ حلت محل ناطحات السحاب التي من زجاج وحديد،عمارات من آجر تقليدي.

-"هل تعرف العنوان على الأقل؟"،سأل يونقي جيمين حين رأه يتردد في تحديد اتجاهه.

-"لم أتِ إلى المنزل إلا مره واحده أو مرتين" دافع عازف الجاز عن نفسه "لكن أتذكر أن نوافذه تطلّ على شارع ستانواي"

-"اسم يليق بفنان" قال يونقي مازحاً.

سألا رجلاً عجوزاً يبيع سفافيد لحم البقر المشويه عن العنوان.

مضيا بحسب توجيهات العجوز في زُقاق طويل مُحاط بالأشجار ومنازل تذكّر ببعض أحياء لندن،ثم دخلا إلى زقاق يعجّ بالحركه والحيويه،ويمتزج فيه بائعين المأكولات اليونانيه ببائعي المأكولات اليابانيه والكوريه، في تناغم يمتد على مساحه طويله من الزُقاق.

حين وصلا إلى شارع ستانواي،وجدا نفسيهما وسط معالم أخرى مختلفه،كان المشهد هذه المره يذكر بالضفه الأخرى من المحيط الأطلسي.

-"يطلق الناس على هذا الحي اسم مصر الصغرى أو المغرب الأصغر"وضّح جيمين.

لقد كان كلامه صحيح بالفعل،فبقليل من الخيال،يمكننا الاعتقاد أننا أنتقلنا إلى العالم العربي،إلى أحد أسواق مصر أو مراكش،كان الزُقاق يعبَق بروائح العسل،والشيشه التي انتشرت حاناتها في هذا الحي.

مرّا بمحاذاة مسجد ومجزره للحوم الحلال،ومكتبه للكتب الدينيه،أثناء الأحداث المتبادله كانت اللغتان العربيه والانقليزيه تمتزجان بشكل طبيعي.

-"أعتقد أننا وصلنا" قال جيمين حين وصلا أمام عماره من حجر أسمر ذا واجهة مشمسه.

central park || YM.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن