كن انت... مثلما تريد ليس مثلما يريدونك ان تكون.....
اجلس هنا كالعاده هذا المكان الفارغ الخالي من البشر ... احيانا يأتوا بعض كبار السن هنا لكن لم أجد شخص بمثل سني من قبل ... فقط كبار السن.... قاطع تأملي للزوج سايمون و زوجته نيكول رنين هاتفي....
" اهلا امي! " قلت
" عزيزتي اين انتِ " قالت بقلق؟ ... هه بقلق
" لا تقلقي امي لست في الحانه مثلا " قلت بسخرية اعني حقا امي واخيرا تذكرت اني على وجهه الارض
" چوليا تأدبي " قالت امي بتحزير
" هل هنالك شئ امي " قلت بعدما تنهدت بصوت مسموع
" اجل ايا يكن ما تفعلينه اريدك الان في المنزل " قالت
" فقط؟!! " قلت يتعجب و سخريه في آن واحد
" اجل.. اسرعي الى اللقاء " قالت امي و انهت المكالمه قبل سماع ردي حتى.... واللعنه!!
ادخلت هاتفي بالجيب الخلفي ببنطالي و بدأت بالسير بطريقي الى المنزل.... الجميع في منازلهم مختبئين من طقس لندن البارد عندما تبدأ السماء بالمطر يركض الجميع هربا من قطرات المطر الغزيره.... عكسي تماما فانا لست مثلهم ولا اريد ان اكون كذلك ابدا.... اخرجت يدي من جيب بنطالى الدافئ لأضغط على جرس باب المنزل الكبير الذي نقيم فيه انا و امي فقط و هذا حقا شئ اكرهه.... انتظرت بعض الدقائق حتى فتح باب المنزل و ظهر منه وجهه الخادمه...
" مرحبا جي " رحبت بجيجي التي اصبحت صديقتي منذ ان اتت الى هنا
" اهلا چوليا والدتك تنتظرك بغرفه المعيشة " قالت جيجي بخفوت
" اعع حسنا اراك لاحقا " قلت و قبلت وجنتها و ذهبت لامي
" مرحبا امي " قلت عندما دخلت غرفه المعيشه فابتسمت لي امي و ربطت على رأسي بعدما قبلت يدها..... ذهبت للجلوس على الاريكه المقابله لها...
" اذا؟ " قلت بعدما اكملت امي احتساء قهوتها كأنني لست موجوده
" هناك حفل و.... " قالت امي و لكنني قاطعتها بقولي " امي انت تعلمين اني اكرهه هذا الحفلات اعني ما الفائدة من ان تجتمع انتِ و اصدقائق و بناتهن المتعجرفات و تتفاخرن بهن!!!؟ " قلت بغضب و استقمت من مكاني فهذه ليست اول مره
" هذه المره ليست مثل اية مره چوليا و انتهى النقاش" قالت امى و امسكت بهاتفها تتفحصه
" لا امي لم ينتهي و لن ينتهي... لما تفعلين بي هكذا لما تعاملينني و كأنني لعبه بيت يديكي... امي انا لست صغيره انا ابلغ من العمر ثلاث و عشرين سنه و انتِ فقط تعاملني و تتحكمين بي كطفلة!!! .... " قلت بغضب اكبر مع ارتفاع نبره صوتي
" انتي لا تتصرفين مثل فتاه ابدا فلا تتكلمي بصيغه انثى ابداا قولي لي في ماذا تشبهينهن .... بملابسك بطريقه حديثك في سيرك ام انكِ ارتبطتِ مره واحده على الاقل!!! " قالت هي الاخرين بصوت عالى و استقامت جاءت لتقف امامي
" انا لا اريد ان اصبح مثلهن... اغلبهن ضعيفات اما بالنسبه... للحب... فانا و انتِ نعلم كم اكرهه الرجال " قلت
" واللعنه چوليا لا اريد ان ادخل في تفاصيل كثيره... بعد شهر سيتم الحفل في احد الفنادق الكبيره التي سأبعث لكِ عنوانه في الوقت المناسب و ايضا اخبرتك انها ليست مثل اي مره فهذه المره يجب عليكِ الحضور مع رفيق حفل.... رجل!! حبيب چوليا و انتهى الامر ليست فتاه طائشه مثلك ستهدم كل ما افعله!! " قالت امي بصوت عالى و ذهبت الى الاعلى و صفعت باب غرفتها وراءها...
ما اللعنه التي حدثت للتو ...اخذت طريقي الى خارج المنزل ... الى هذا المكان الفارغ مره اخرى .. البحيره....
امشي في هذه الطرقات الفارغه فالوقت تعدى منتصف الليل .... أحكمت قبضتي حول جسدي لأشعر ببعض الدفء ...
عندما وصلت وجدت شخص نحيل يجلس على الكرسي خاصتي ... حسنا أنه ليس خاصتي ولكن انا منذ أن اكتشفت هذا المكان و انا اجلس هنا .... حسنا أنه .... اعتقد شاب شبه نحيل يرتدي معطف أسود اللون و قبعه غريبه قليلا تغطي شعره .... تهرب من أسفلها بعض خصلات الشعر الشقراء تقدمت قليلا في محاوله مني لرؤيه وجهه ولكن المعطف و القبعه يحجب عني رؤيته هذا بالاضافه الى الضوء الخافت فهذا لا يساعد ابدا.......
" عفوا هذا المكان خاص بي " قلت و انا اقف بالقرب منه
" هنالك مكان بجانبي كما ترين كما أني لم اجد اسمك عليه " خرج صوته مستحشر يبدو أنه يبكى ولكن هذا لا يمنع أنه وقح !! ..... جلست مجانبه .... الكرسي كبير نوعا ما يسع لثلاثه اشخاص تقريبا ...
" اهلا ... ما اسمك ؟ " قلت في محاوله خلق حديث معه لكني لم أتلقى شيء سوى الصمت ....وحسنا هو الان يتجاهلني اي لعنه فلتذهب الى الجحيم السابع ...
جلست افكر في كلمات امي لي .... هل انا حقا لا اتصرف مثل الفتيات ..... اذا لماذا تطلب مني حضور الحفالات معها و ارتداء الفساتين المزعجه و الكعب و وضع مساحيق التجميل و التصرف باسلوب راقي و معين ... و الخ اعني حقا ؟؟ لما لا اتصرف على طبيعتي ؟؟ و بالاصل ما دخلي انا بكل هذا الهراء ... لفقت من شرودي على يد كتله الغموض مجانبي و هي يمد يده بمنديل ...منديل ؟؟! ... اللعنه انا ابكي ؟؟! من اين اتت تلك الدموع اللعينه الان ؟؟ ...
" شكرا " تمتمت له بها و اخدت المنديل من بين اصابع يديه بسرعه لامحي اثر البكاء من على وجهي ... فانا لم ابكي من قبل ... على ما اعتقد ... فانا لست ضعيفه مثلهن...