بونا المجنونة

8

"بونا… لا يوجد حل آخر دعينا نشتري شريحة أخرى ونخدعهم" تفوه توشيرو ببرود

أجابته "ولكن قد نكون تحت المراقبة!"

"لا يوجد حل آخر سأخبركِ بالخطة لنشتت مراقبتهم"

أومأت له وجلست على الأرضية ليجلس أمامها ويتابع "أظن أنه من يراقبنا شخص واحد هو ذاك الذي يرتدي الأسود لذا أنتِ ستذهبين لتشتري الشريحة وأنا سأسير في الشارع وأضلله عنكِ اتفقنا!؟"

أومأت له بعبوس فربت على شعرها ليتلفظ "لا تقلقي كل شيئ سيكون بخير"

بعد دقائق وصلت بونا للمتجر وتوشيرو يسير لوحده بينما يتتبعه ذو الرداء الأسود

اشترت بونا شريحة الذاكرة لتضعها في سلة المهملات كما طلب منهما ثم استمرت نحو البيت وكذلك بدأ توشيرو يقترب

دخل ليزفر أنفاسه براحة فهمست بونا "لقد نفذت كل شيئ"

"ليس علينا الآن سوى أن ننتظر" أنهى جملته ليراقب النافذة بخلسة ينتظر أن يضعوا الطفلان أمام الباب

لكنه تلقى اتصالاً فرد بسرعة ليتحدث الطرف الآخر " يا فتى كم أنك ذكي ولكنك لست أذكى مني عزيزي كيف لي أن لا أعرف شكل شريحتي العزيزة عن باقي الشرائح"

تنهد توشرو ليصرح متمالكاً نفسه "إسمع يا هذا أنا لم أرى أي شريحة في حياتي ولم أشتري أي شريحة رغم ان مساحة تخزين هاتفي منخفضة أتمنى أن تفهم أن شريحتك اللعينة ليست معنا نحن لا نهتم لشريحتك فلماذا سنخبئها لدينا!"

_"همم لا أدري قد تكون أخذتها عن طريق الخطأ إبحث بين أغراضك أو الأشياء التي اشتريتها مؤخراً ولكن أسرع الطفلان سيموتان من الجوع"، أنهى المكالمة ليرمي توشيرو هاتفه على الأرض ليتلفظ "أنا سأطلب المساعدة من رئيس عملي"

شهقت بونا لتتلفظ "أتقصد الرجل في المكتبة!؟"

"أجل" أجابها بينما يضغط على شاشة هاتفه لتصرخ بونا باندفاع "هل أنت بهذا الضعف حتى تطلب المساعدة نحن سنتدبر أمرنا بأنفسنا سأبحث عن الشريحة في كل الأماكن التي زرناها"

"ما بكِ تتغيرين فجأة إجلسي مكانك سيدي سيلفان سيساعدنا فبالنهاية هو أكبر وأفطن"، أمسكت بونا بذراعه لتردد " لا لا لا، أتعلم توشيرو كنت أريد أن أريك شيئ تعال معي" أخذت تسحبه لغرفتها

صرخ توشيرو "بونا هذا ليس وقت مناسب للعب!"

"أنظر هذا دبي توشيرو إنه يشبهك كثيراً" صرحت ببلاهة ممسكة بالدب فتحدث توشيرو بملل "حقاً… بونا أعلم أنكِ تتهربين ولكني سأتصل به شئتِ أم أبيتِ"

ابتلعت بونا ريقها لتتحدث بخاطرها "سيكشف أمري"، صرخت مجدداً "توشيرو!! أرجوك لا تتصل به سأفعل أي شيئ ولكن لا تتصل أرجوك"

ظهرت ابتسامة شريرة على وجه توشيرو ليتحدث "لن أطلب شيئ فقط عانقيني"

عانقته بونا مخفية رأسها لتتمتم "أنت شرير جداً_" بترت جملتها عندما سمعت توشيرو يقول "أجل سيدي أريدك حالاً بشأن ضروري لو سمحت"

فصلت العناق لتصرخ "أنت غشاش! لماذا فعلت هذا!!"

"أنا آسف يا فتاة ولكنني مضطر وشكراً على العناق" أنزل قبعته الوهمية وانحنى بعض الشيئ ليهرع بترتيب غرفة المعيشة

هبطت بونا لتصرح متخصرة بوجه عابس "لن أسمح له بالدخول"

"ما مشكلتك معه!" تفوه توشيرو بينما يرتب المكان

ثم أخيراً سحب بونا وجلس على الأريكة بينما يمسك بمعصمها كي لا تهرب

عندما صار الوقت في الخامسة قُرع الجرس فاندفع توشيرو ليفتح الباب

"أهلاً سيدي تفضل"

"أهلاً بك توشيرو في الحقيقة لقد أقلقتني" جلس على الأريكة

جلس بجواره ليصرح "سيدي لقد حدثت أمور سيئة اليوم ونحتاج لمساعدتك"

"من تقصد بنحتاج؟"

"أنا وبو_" نظر توشيرو لجانبه فلم يجد لها أثر، صك على أسنانه ليبتسم ابتسامة مجعدة فتابع "سأذهب لأستدعي قريبتي سأعود حالاً"

ركض على الدرج ليطرق باب غرفة بونا فتحدث بغضب "بونا أخرجي حالاً"

"لا أريد أخبره أني نائمة!"

صفع جبهته ليتذمر "فقط أرغب بأن أعرف ما مشكلتكِ معه!" هبط بسرعة عند ضيفه فأخبره أن بونا نائمة وعن خطف الصغيران

سيلفان لم يصدق في البداية ولكن تلقى توشيرو مكالمة من نفس الشخص ليلتقط هاتفه من أسفل الأريكة ويرد "مرحباً"

"ماذا ألم تجد شريحتي؟"

"واللعنة دعنا وشأننا من الذي أخبرك أنها معنا ها!"

"أوه بالفعل جهاز التتبع الذي كان معها وجدناه في جيب سترة الفتاة الزهرية تماماً لذا هي معكما بكل تأكيد"

"ماذا! ولكن_" أخذ رئيسه يهمس له عن أقواله فتابع توشيرو "هل يمكن أن نلتقي بمكان ما لنتحدث؟"

"هه بالتأكيد لا يمكن وكما أخبرتك سابقاً إبحث عنها جيداً الطفلان لا يتحملان الجوع أبداً"

خلال ذلك الحديث كانت بونا تسترق السمع ولكنها شهقت عندما علمت أنه كان هناك جهاز تتبع في سترتها

أخذت تبحث في كل جيوب ملابسها عنه لتجده بالنهاية وقد كان أصغر مما توقعت لذا رمته من النافذة

تمددت على الأرض بإرهاق لتتمتم " ياترى هل هي بحوزتنا فعلاً؟… ما الشيء المهم بتلك الشريحة حتى يختطفوا طفلان لأجلها؟"

قاطعها صوت طرق على الباب "بونا أخرجي لقد رحل"

فتحت الباب لتتنهد براحة فصرحت ببلاهة "توشيرو أنت تعلم أنني ذكية صحيح؟"

همس "ليس لديكِ صلة بالذكاء" رفع صوته ليتابع "أجل أعلم "

"رائع لذلك عليك أن تسمعني جيداً لأنه لدي خطة خطيرة"

"خطة! وما هي!؟"

"إقترب قليلاً الجدران تسمع" ، وقفت على أطراف أصابعها وأخذت تهمس له عن الخطة…