فارس الأميرة 1 بقلمي منى لطفي

56.2K 962 31
                                    


فارس الأميرة – الفصل الأول –

ركنت سيارتها امام المقهى ككل صباح حيث تتناول افطارها قبل الذهاب الى جامعتها فهى استاذ مساعد في كلية الاعلام ، دخلت المقهى حاملة حقيبتها اليدوية الجلدية وحقيبة اللاب توب سارت مرفوعه الرأس حتى وصلت الى طاولتها المعتادة غير ملتفته للانظار التى تطل عليها وترمقها من اعلى راسها المكلل بالشعر الأسود الابنوسي المرفوع كالتاج فوق رأسها يتطاير منه بعض الخصلات بحيث تشكل اطارا لوجه على شكل قلب ذو بشره قمحية وعينين واسعتين خضراوين وانف صغير دقيق وفم صغيرفي حمرة ثمرة الفراولة ودقن مرتفع يزينه طابع الحسن يدل على العناد والاباء الى اخمص قدميها في حذائها الجلدي الصنع المنخفض الكعبين مرورا ببدلتها الباريسية الصنع ، وصلت حتى طاولتها فجلست على الكرسي واضعه حقيبتها اليدوية بجانبها والاخرى امامها على الطاولة ونظرت في ساعتها الرولكس لتتأكد من الوقت وابتتسمت فلا يزال امامها وقتا كافيا لتناول قدح الكابوتشينو والكرواسون فهو افطارها المعتاد يوميا ، اعتدلت في جلستها وشدت جاكيت البدلة الرمادية اللون التي ترتديها وتحتها قميص ابيض حريري على الطراز الاسباني ، جاءها النادل مبتسما قائلا :

-اهلا اهلا دكتورة أميرة ، صباح الخير..

ابتسمت ابتسامة صغيرة ترد تحيته قائلة:

- صباح النور ازيك يا ( فؤاد )، واخبار ( هدى ) مراتك وبنوتك الصغيرة عاملين ايه؟..

اجابها مبتسما :

- قصد حضرتك أميرة الصغيرة ؟؟ الحمد لله بخير، بس بتسأل على طول على حضرتك ونفسها تشوفك ...

قالت مبتسمة :

- وانا كمان وحشتني اووي ونفسي اشوفها باذن الله في اقرب فرصة هآجي اشوفها..

اجابها النادل وهو يهم بالابتعاد :

- تنورينا سيادتك ،فطار كل يوم صح ؟؟

فاشارت له برأسها بالايجاب، فأومأ لها برأسه وذهب سريعا ليأتى بطلبها ، قامت باخراج الكومبيوتر المحمول من حقيبته واضعه اياه امامها على الطاولة واخذت تعمل عليه غير واعية لنظرات ابنوسية سوداء كانت تراقبها منذ دخولها من باب المقهى وكان صاحبها ممسكا لورقة وقلم وكان يبدو شديد الانهماك وهو يخط بقلمه على الورقة التى في يده متطلعا ناحيتها من آن لآخر ...!

أحضر ( فؤاد ) الافطار ل أميرة التي شكرته فذهب بينما شرعت في تناول افطارها وبينما ترشف من كوب الكابوتشينو اذ بشئ يلمع في ذاكرتها فتبتسم ابتسامة شاردة سرعان ما انقلبت الى ابتسامة مرة حزينة عندما عادت بها ذاكرتها الى الوراء الى اكثر من 12 عاما ...

كانت في السنة الثالثة من كلية الاعلام واخيرا صرح لها من تحبه منذ اول يوم لها في الجامعه بمشاعره تجاهها وكيف كانت سعادتها لا توصف وطلب منها ان تخبر والدها برغبته في مقابلته وكيف اقنع والدها بنفسه بجديته والتزامه وطموحه الشديد مع انه لايزال طالبا في الفرقة الثالثة ولكنه مخطط جيدا لمستقبله وكانت عائلته ميسورة ماديا فلم يكن هناك اي عوائق مادية واتفقوا على اتمام الزواج بعد انتهائهما من سنه البكالوريوس على ان تتم الخطبة في اجازة العام الدراسي ، قضت احلى ايام حياتها اثناء خطبتهما وجاءت السنه النهائية وتفوقا هما الاثنان وكان ( عماد ) حبيبها مخططا لنفسه انه سيتم تعيينه معيدا في الجامعه وظهرت النتيجة وكانت المفاجأة ان أميرة كانت هي الاولى على دفعتها بينما هو الثانى وبالطبع وقع الاختيار على أميرة لتتعين معيده في الجامعه ولم يكن بمقدور ( عماد ) تغيير شيئا من ذلك الا اذا تنازلت أميرة عن تعيينها كمعيده فبالتالي تكون الوظيفة من نصيب ( عماد ) ... وحدثت المواجهة ..رفضت ..ورفض ..وخيّرها بين اتمام الزواج او وظيفتها كمعيدة ورفضت الابتزاز واكتشفت صفة فيه لم تكن تراها ألا وهي الانانية وحب الذات متخذا في سبيل تحقيق ما يريد مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، والآن هى لديها من العمر 32 عاما وقد حصلت على منحه لدراسة الماجيستير والدكتوراه في احدى جامعات كاليفورنيا وعادت استاذة في الجامعه بدرجة دكتورة ثم شغلت وظيفة رئيسة برنامج يخص قضايا المرأة بعنوان ( النص االحلو ) يعرض في احدى القنوات الفضائية غير توليها صفحة مشاكل القراء بعنوان ( حياتي ) في مجلة ( هو و هي ) ، وامتلأت حياتها بعملها واكتفت بتجربة الحب الفاشلة التي خاضتها في اول سنون عمرها وقررت انها لن تعيد التجربة ثانية فهي قد خاضت التجربة مرة واحده فقط ولن تعيدها ثانية بأي حال من الاحوال أبدااااا....

فارس الأميرة كاملة بقلمي منى لطفي(احكي ياشهرزاد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن