في أحضان اللوڤر | In The Louvre's Embrace

5

بقِيَت مارلين تُحدّق بي بفمٍ مفتوح من الصدمة بينما ظهرَت خيبة الأمل على وجوه الحاضرين ، همَس البروفيسور موسى بغضب - " كيف لها ألّا تعلَم هذه الأمور ومن المُفتَرَض بها أن تكون في نطاق دراستها الحالية ؟ "

أجاب بروفيسور نيلسون بهمسٍ أيضاً وهو يلُف عينيه بإحباط - " لا عَجَب أن مُؤتَمَرها كان فاشلاً "

فجأة اِندفع الأدرينالين في خلايا مارلين التي اِعتَلَت وجهها ابتسامة مجنونة ولمَعَت عينيها وقالت " لمَ لم يقُل لي أحد ؟! لمَ لستَ مشهوراً ؟! تشرّفتُ بمَعرِفَتِك سيّدي ! "

قُلت " وهذا كان ما هدّدوني به مُقابل أن أُلغي نشر كتابي وأن أتكتّم على ما أعلم "

أبدَت مارلين التساؤل لأُفسّر قائلاً " هددوني بأنهم عندما يقومون بنسخ الموناليزا سيُلصقِون التُهمة بي "

قال بروفيسور داميون - " هذا سبب فشل مُحاولاتِهم لاغتيالِك "

نظرنا له بتساؤل ليُفسّر - " أنت الوحيد القادر على نسخ الموناليزا لهم ، لن يقتلوك قبل أن يأخذوا مُرادَهُم منك وما محاولاتهم لاغتيالك إلا لإجبارك على الاستسلام لهم "

قال دكتور ترڤور - " هذا مُقنِع ولكن .. لمَ عسى محاولاتهم لاغتيال الآنسة مارلين تبوء بالفشل أيضاً ؟ هي بالتأكيد لن تُفيدَهم في شيء "

غططنا في الصمت قليلاً ليقول بروفيسور نيلسون كأنه أدرَك شيئاً - " لربما يحتاجون الآنسة مارلين للإيقاع بالسيد أوليڤيرو ! "

أبدينا الاستغراب لاقتراحه ففسّر - " هم يعلمون أن السيد أوليڤيرو يعلم بشأنهم ويعلمون أن الآنسة مارلين تعلم بشأنهم الآن ، ولربما توقّعوا أنها ستتباحث وستُصادف واقع أن السيد أوليڤيرو يعلم بشأنهم وستحاول التواصل معه لطلب عونه وبالتالي فهم تركوها حية هي الأخرى حتى تجتمع بالسيد أوليڤيرو في مكانٍ واحد وسيتمكنون من القبض عليهم مرة واحدة ويضربون عصفورين بحجرٍ واحد ! "

قال دكتور ترڤور - " يتخلصون من التي تعلم أكثر  من اللازم ويستفيدون مِمَن لديه المهارة التي يحتاجونها "

قال بروفيسور داميون - " إنهم يُراقبون المتحف الآن بالتأكيد إن كانت جريمتهم ستحدث يوم الجمعة ، وهذا يجعل اللوڤر هو المكان المُناسب الذي سيجتمِع فيه العصفورين الَّذَيْن يُريدون التخلُّص منهما بحجرهم الواحد "

قال بروفيسور موسى وقد أخذ وضعية الدفاع - " وكونهم يُراقبون المتحف الآن يعني أنهم يُراقبون اجتماعنا هذا وبالتالي يعني أنهم علموا أننا علمنا بشأنهم وما يُخططون لفعله للتخلص من الآنسة مارلين والسيد أوليڤيرو ! "

قُلت وأنا أهمّ بالنهوض - " علينا مُغادرة هذا المكان حالاً "

وبالفعل خرجنا من المتحف بأقصى سرعتنا ولم نتوقف إلا عندما وصلنا كنيسة سان جيرمان ليكيروا.