مرّ يومان بسلام ، رحلَت السيدة هيباتيا وابنتها مِريام وهرّها ماريو ، عاد بروفيسور داميون لطبيعته الجامدة المُعتادة ، والأهم ؛ انتهَت اللوحة ولم يتبقى سوى بعض اللمسات الأخيرة التي ستُضفي على اللوحة طابع تاريخي ، ولكن عيناي تترجيانني للقليل من النوم ؛ فقد بقيتُ مستيقظاً طوال الليل أعملُ بجِد.
•••
استيقظتُ فترة العصر لأجد أن السيدة يوجينيا تستعد للخروج بينما مارلين تترجاها للخروج معها وفيما يبدو أن السيدة يوجينيا غير موافقة على اصطحاب مارلين ، أرى أنها يجب أن تأخذ مارلين معها ؛ فعندما تتعرض للخطر تتجمّد ويُمكن استخدامها كسلاح.
نزلتُ لغُرفة المعيشة مُفسراً لمارلين كيف أنه من الخطر أن تُشاهَد مع السيدة يوجينيا في الشارع ؛ فذلك سيُعرّضها ومنزلها للخطر لتقول السيدة يوجينيا أن هذا ما حاولَت قوله بتهذيب.
رحلَت السيدة يوجينيا لأبقى أنا ومارلين المُتضايقة وحدنا في غُرفة المعيشة لواقع أن الباقين نيام ، تشاركنا الأريكة دون اتصال بصري لتقول دون أن تُعدّل من نبرتها المُتضايقة - " كيف اللوحة ؟ " مارلين خاصمتني منذ أن دخلنا هذا المنزل وتوقّفَت عن التحدّث معي أو تفقّد أحوالي أنا واللوحة ، وكانت هذه أجمل ثلاثة أيام في رحلتي هذه لباريس.
أجبتُ - " اِنتهيتُ منها هذا الصباح "
قالت بحماس مُتناسيةً خِصامنا - " حقاً ؟ رائع ! إذاً علينا استبدال الموناليزا قريباً ! "
قُلت " ليس بسُرعة ، بقي بعض اللمسات "
قالت باستغراب - " أكمِلها اذاً "
قُلت بضيق " ليس الآن ، أرغب في أخذ إجازة ؛ لقد كُنت أعمل على اللوحة باستمرارٍ منذ أن جئتُ إلى هنا كما لو أن حياتي كلها تعتمد عليها "
قالت بانفعال - " حياتك كلها تعتمد عليها بالفعل ! هيا قُم وأنهها ! كُلما أسرعنا في تحرُّكاتنا كُلّما صعُب على العصابة التنبؤ بنا "
قُلت بضيق - " لا ، لقد قُلت لكِ أنا في إجازة "
قالت بغضب - " أنهها ! "
قُلت وقد ازداد ضيقي - " لا ! "
زمجرَت مارلين بغضب ثم جلسَت في صمتٍ لوهلة تبعها نهوضها بكبرياءٍ وتوجّهت للمطبخ ، تأخّرَت هُناك لبعض الوقت وعادَت بصحن مُحمّل بالبريمر كلابين ثم وضعَته أمامي على طاولة القهوة الصغيرة ، قُلت باستغراب - " الألمانيون يحتفلون بعيد الميلاد في أوقاتٍ غريبة "
أنت تقرأ
في أحضان اللوڤر | In The Louvre's Embrace
Misterio / Suspensoفي أحضان اللوڤر .. حدث أمرٌ بشع ! C1