10

2.2K 358 353
                                    

توجهتُ لغُرفتي لأحزم أغراضي أنا الآخر ثم توجهنا إلى منزل حماة البروفيسور داميون. دقّ بروفيسور داميون جرس الباب لتفتح حماته ، إن كانت حماتُه بهذا الشباب فكيفَ بزوجته ؟! أعتقد أن الأمر يسري في عروق اليونانيين !

رحّبَت به بحرارة وأغرقَتْه بقُبُلاتها بينما كان هو مُهذباً كفاية لئلا يُظهِر لها ضيقه وحرجه من حنانها الزائد ، سَمَحَت لنا بالدخول لتُضايفنا ثم شرح لها بروفيسور داميون قائلاً بأننا نحتاج للبقاء عندها لبعض الوقت بسبب بعض المشاكل التي تمنعنا من البقاء في الفنادق ، لم تتردد السيدة ورحّبت بنا بسعادة لنسمع صوتاً يقول " بااابااا " تبعه خروج فتاة مُراهقة من إحدى الغُرَف وألقَت بنفسها في حضن بروفيسور داميون الذي كان في حالة من الذهول تماماً مثلما كُنّا نحن ، ذهوله هذا يقول لي أنه لربما ليس بابا حقاً.

رفع بروفيسور داميون الفتاة من حضنه وقال بتساؤل - " مِريام ؟ " ثم نظر لحماته بتساؤل ولسببٍ ما ابتَسمَت له بحرَج ، أوه لا ، أشعر بأننا سنشهدُ موقفاً عائلياً مُحرجاً.

خَرَجَت آلهة يونانية أنثى من إحدى الغُرف وقد بدَت غاضبة وقالت " مِريام ! " ثم جَذَبَت الفتاة من بروفيسور داميون المصدوم واستدارَت لحماته وقالت " Μπορούμε να μιλήσουμε για μια στιγμή, μαμά; " ثم غادرَت الصالة برفقة مِريام التي بَقِيَت تنظُر لوالدها.

نهضَت الحماة بحرج واعتذرَت من بروفيسور داميون ثم تَبِعت المرأة والفتاة ، قال بروفيسور داميون - " علينا مُغادرة هذا المكان حالاً ! "

قالت مارلين بأسف - " زوجتك وابنتك ؟ "

لفّ بروفيسور داميون عينيه بضيق وهمّ بالمُغادرة لتوقفه حماته قائلة " لا ! مهلاً داميون ! "

توقف بروفيسور داميون بضيق لتقترب منه حماته وتُمسكه من ذراعه بقوة وتقول " لا ترحل ! إن لجأتم لي فهذا يعني أنه ليس لديكم أي مكانٍ آخر لتلجؤوا له ! "

قال بروفيسور داميون - " سنجد حلاً ، لا تقلقي "

قالت وهي تشد قبضتها عليه - " لا تقلق أنت ، ستعود هيباتيا إلى منزلها غداً مساءً ، هي هنا فقط لأنها لم تجد أي حجوزات لليونان إلا غداً " هيباتيا ؟ زوجته هي هيباتيا الفيلسوفة السكندرية من عام ٤٠٠ م ؟ لا عجَب أنها بدت كآلهة !

زفر بروفيسور داميون وقال " سنحاول التصرُّف حتى الغد "

جزّت الحماة على أسنانها ثم جذبته بعيداً عنّا بينما كان هو يُلقي نحونا نظرات الجُندي الذي تم أسره من قِبَل الجيش المُعادي ويُحذّر رفاقه من الوقوع تحت قبضتهم ، لقد كُنتَ جُندياً شجاعاً بروفيسور داميون ، ستبقى في قلوبنا للأبد.

أخذَت تُحدّثه في زاوية نائية عنّا وقد كانت تبدو غاضبة في لحظات ويائسة في لحظاتٍ أُخرى حتى زفر بروفيسور داميون بيأس وأومأ لها بالفهم وعاد لنا ليقول أن بإمكاننا البقاء هنا وأنه سيتمكن من التصرُّف. حاولنا إخباره أن بإمكاننا البحث عن مكانٍ آخر وأنه غير مُجبر على البقاء هنا إن كان يشعُر بعدم الراحة إلا أنه أصر على البقاء ، لا أدري ما الذي قالته له حماته ولكن إن كانت قادرة على إقناع بروفيسور داميون - المشهور بيبوسة رأسه وعدم اقتناعه بسهولة - بالبقاء في مكانٍ على عكس قناعته فهذه المرأة لديها بعض مهارات النقاش.

في أحضان اللوڤر | In The Louvre's Embraceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن