9

2.3K 381 278
                                    

تجمّدنا في مكاننا لوهلة قبل أن نلتفِت للرجُلَين اللذان كانا يتقدّمان نحونا بمُسدّسيهما مُسَبِّبَين الرُعب للروّاد.

لم أنتظر وصولهما نحونا فجذبتُ مارلين لنركض بسرعة نحو الباب مُنبطحِين لنسمع صوت طلق نار ! إنهما جادّين !

نظرتُ خلفنا لألمح أحد الرّجُلين يقف على بداية الممر الضيق من الأرفف المُتخمة بالكُتب مصوّباً مُسدّسه نحونا مُستعداً للإطلاق فما كان مني سوى أن قدتُ مارلين إلى الممر الضيق بجوارنا.

كان بإمكاننا سماع خطواتهما الثقيلة نحو ممرنا الحالي فنهضنا وأخذنا نسير بمُراوغة بين الأرفف والطاولات حتى وصلنا إلى مُقدمة المكتبة ، أيُعقل أننا أضعناهما بهذه السهولة في هذه المكتبة البسيطة ؟

وقبل أن نخطوا إلى أي مكانٍ نهض الأمين من مكانه بمُسدّسٍ مصوّب نحونا ، ما كان علي أن أفرح مُبكراً !

انبطحنا بسرعة لنتفادا طلقته الطائشة وأخذنا نزحف حول مكتبه نحو الباب إلا أنه فاجأنا بأن قفز أمامنا وأغلق الباب ثم صوب المُسدس نحونا مُجدداً ، يا له من عجوزٍ مُشاكس !

نهضنا بهدوء ونحن نرفع يدينا باستسلام خوفاً من مُسدّسه ثم أخذنا نتراجع بهدوء ليقول بلكنة فرنسية ثقيلة - " توقّفا عن التراجع ! لا تتحركا ! "

لم نتوقف رُغم ذلك فأنا من يقف في المُقدمة وهم بالتأكيد لا يُريدون قتلي كما اقترح بروفيسور داميون.

اشطاتَ العجوز غضباً لعدم اتّباعنا أوامره فأطلق طلقة تفادتها قدمي بأعجوبة ! يبدو أن اقتراح بروفيسور داميون خاطئ !

لُذنا بالفرار مُنبطحين مُجدداً مُستغلين الفوضى التي حدثَت بين الروّاد للتخفّي ، لن يُفلِتُوا بفعلتهم هذه من عقاب الحكومة الفرنسية ! فإن كان هنالك ما يُغضب الفرنسيين أكثر من الطعام عديم الذوق فهو العبث بممتلكاتهم القيمة !

أثناء ركضنا ظهر لنا الرّجُلين الضخمين بمُسدّسيهما فالتفتنا للاتجاه المُعاكس فإذا به العجوز !

أخفيتُ مارلين خلف ظهري فلربما هناك أملٌ بأنهم لا ينوون قتلي وهذا سيجعلُني درعاً بشرياً مُناسباً. حاولتُ التراجع بهدوء للممر الضيق خلفي إلا أن أحد الضخمين صرخ - " توقف ! " ثم أطلق رصاصة أصابت مُنتصف قدمي !

هبطتُ بألمٍ مُمسكاً بقدمي محاولاً كتم صُراخي ليقول أحد الضخمين - " ستأتيان معنا بهدوء " وأخذ يقترب منا ببُطئ ومُسدّسُه لا يزال موجّهاً نحونا.

أمسك بي من كَتِفي وأقامني ، بينما أمسك العجوز بمارلين المُرتجفة والمُتشنّجة ، من يراها على طبيعتها لن يتوقع أبداً أنها من النوع الجبان.

أعطى العجوز مارلين للرجُل الضخم الآخر بينما عاد العجوز لمكتبه بعد أن فَتح باب المكتبة.

في أحضان اللوڤر | In The Louvre's Embraceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن