15

4.8K 513 635
                                    

جلسنا على الأرض جميعاً بهدوء تاركين لنسيم الليل حُرية لفح وجوهنا ، لقد كان هذا مُرهِقاً ، لم أبذُل مجهوداً بدنياً جبّاراً كهذا منذ آخر مرة ذهبتُ فيها للنادي الرياضي قبل ٦ سنوات.

قال بروفيسور نيسلون مستغرباً كاسراً للصمت - " لقد بدّلوا العديد من التماثيل في المتحف ! "

قال بروفيسور داميون - " هذا يعني أنهم .. حصلوا على الحقيقية .. "

قالت مارلين بفقدان أمل - " أي أن هذه لم تكُن محاولة لسرقة الموناليزا فقط ؟! "

قُلت " بالتأكيد لم تكُن لسرقة الموناليزا فقط ! لقد كانوا يحبكون خطّتهم منذ أكثر من خمس سنين " بغضب قبل أن أملأ حلقي الجاف بما تبقى في قارورة الماء البارد.

قال بروفيسور موسى بيأس - " وماذا الآن ؟ نحن لم نتمكن سوى من إنقاذ الموناليزا بينما تمكنوا هم من الحصول على ڤينوس دي ميلو ، ڤينوس من آرل ، باثر ، شريعة حمورابي ، عذراء المستشارة رولين وقبر الفارس فيليب بوت "

زفرنا جميعاً بألم في نفس الوقت دون أن ندرك ذلك لتقول مارلين بأسف - " أنا آسفة ، لقد ضيّعتُ وقتكم وحسب ، لو أنني ادعيتُ أنني لم أسمع شيئاً لما عانينا كل هذا للا شيء ، ولربما كان المتحف سيدفع الفدية ويستعيد التُحَف وحسب ولكن الآن سيدفع المتحف الفدية بينما ستحاول العصابة التخلص منّا لئلا نفضح هوياتهم " وأخذَت تذرف الدموع بيأس.

ربّت بروفيسور داميون على كتفها بينما نهضتُ لأجلس بجوارها من الجهة الأخرى وضممتها لحضني وقُلت " لا تقولي هذا ، لقد فعلتِ الصواب مارلين "

تشبّثَت في حضني وبكت بحُرقة وقالت " الآن كلكم في خطر ! حتى حماة السيد داميون في خطر ! وأنت بساق مُصابة والدكتور ترڤور تعرض لتجربة فظيعة مع رهابه من الأماكن المُغلقة ! وهذا كله بسببي ، بسببي أنا وسذاجتي ! "

قُلت بعد أن عضضتُ على شفتي بألم - " بل بسببي "

توقّفَت عن البكاء باستغراب ليُشاركها الباقين النظرات ، فسّرت بابحاط - " أنا السبب في ضياع كُل تلك التحف الفنية ؛ لقد كنت أعلم أنهم سيسرقونها ، تُحفة تُحفة ، ولكن أبداً لم يبدُر إلى ذهني أنهم سيسرقونها كُلها في ليلة واحدة ؛ لهذا لم أبُح بالأمر لكم ظناً مني أنه لن يُفيدنا في شيء "

قال بروفيسور داميون بهدوء - " ما حدث قد حدث ، وهي ليست غلطة أي أحدٍ منا ، هم المجرمون هنا وليس نحن "

قال دكتور ترڤور بإرهاق - " لنعُد للمنزل ، الليلة كانت مُرهِقَة للجميع والنوم سيُساعد على تحسين وضعنا قليلاً "

اتّفقنا معه وقررنا العودة إلى منزل السيدة يوجينيا سيراً على الأقدام.

•••

في أحضان اللوڤر | In The Louvre's Embraceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن