3

3.6K 442 255
                                    

غادرتُ المَتحَف برفقة الأربعة الآخرين. قال البروفيسور نيلسون في الطريق - " لا أريد أن أشعر بالذنب ، رجاءً قولوا لي أنني لستُ الوحيد الذي لا يأخذ كلام مارلين بجدّية "

قال بروفيسور داميون - " لا تقلق ، لستَ وحدك "

قال لي دكتور ترڤور - " اتنوي إطلاعها على ما كُنتَ ستنشره في كتابك حقاً ؟ "

قُلت " لا أدري ، لا أعتقد ذلك ولكن لا مانع من أن أدرس الأمر قليلاً فلربما لدى هذه الطفلة شيءٌ مُهمٌّ بالفعل "

همهم دكتور ترڤور بينما قال بروفيسور موسى - " لا داعٍ لإضاعة وقتك مع ألعابها الطفولية ، لربما فهِمَت الموضوع خطأً "

قال بروفيسور نيلسون " ولكنك سمعتهم في التسجيل بنفسك وهم يقولون أنهم سيسرقون الموناليزا "

قُلت " وكما قالت فإنني أعلم تفاصيلاً بشأن هذا الموضوع "

قال بروفيسور موسى - " إذاً الأمرُ جديّ ! " وضع يده على كتفي بحزمٍ وتابع " عليكَ إطلاعنا على التفاصيل في هذه الحالة سيد أوليڤيرو "

قُلت " سأُفكّر ، لا تنسَ أن حياتي هي التي على المِحَكّ هنا "

انفضضنا ليتجه كلٌّ منا إلى طريقه فركبتُ سيارة أُجرة إلى فُندُق أوبيسون حيث قطَنتُ.

تناولتُ البريوش مع جُبن البورسين كوجبة خفيفة ثم تخففتُ من بذلتي الخانقة وشغّلتُ سيمفونية " رائعة - fantastique - " لهيكتور بيرليوز حيث أخذتُ أُدندِن معها بهدوء وأنا أُزيل الغطاء عن لوحتي كما لو أنّني أُزيل فُستاناً حريرياً عن مرأة لعوب.

أخذتُ أُكمِل لوحتي باندماجٍ حتى شعرتُ بالنُعاس فأنفقتُ خمس ساعاتٍ في النوم كما اعتدتُ أن أفعل.

•••

رن هاتفي النقّال مقاطعاً نومي ، " ألو ؟ " أجبتُ بصوتٍ ناعس.


" أنهيتَ اللوحة ؟ " قالت السيدة إيما موقظة إياي بصوتها الجاف الحازم.

" ليس بعد ، بقي القليل " أجبت بضيقٍ وأنا أمسَح وجهي بقرف.

قالت باستنكار - " أنت تعرف أن مقاييسك تختلف عن مقاييس البشر العاديين ، أليس كذلك ؟ ما الذي تعنيه بالقليل ؟ "

قُلت بضيق - " القليل "

صمتَت قليلاً ثم قالت " يبدو أنك ثَمِل ، رائع ! ذهبتَ إلى باريس لتثمَل واصطحبتَ معك لوحة قيمتها أكثر من خمسة عشرة مليون يورو ! "

قُلت وأنا أُقاتِل الصُداع الذي يكاد يَفتِك بجُمجُمتي - " لا تقلقي إيما ، اللوحة بخير ، والآن عليّ الذهاب ، وداعاً " وأغلقتُ الخط دون أن أترك لها فُرصة للكلام.

في أحضان اللوڤر | In The Louvre's Embraceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن