تَذكِيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
اللَّهُمَّ لَك الحَمدُ كَمَا يَنبَغِى لجَلالِ وَچهِك وعَظيمِ سُلطَانِك.* * * * * * * * * *
"رِفَاق."
بَدَأ زين ليَلتَفِت لَهُ كُلًّا مِن بيرِى الجَالِسَة عَلى الأَريكَة تَقومُ بتَمسيدِ بَطنِهَا، هارى المُستَنِد عَلى الشُّرفَةِ يَعبَثُ بالهَاتِف، إيڤانچلين التِى تُعِدُّ المَشرُوبَاتِ ونايل الذِى يُشَاهِدُ التِّلفَازَ بمَلَلٍ."لا أَعلَمُ كَيفَ يُمكِنُنى قَولُ هَذَا، لكِن لُوى بحَاجَةٍ إلينَا الآن."
بَدَا زين مُتَوَتِّرًا وكَانَت أوَّلهُم انفِعَالًا هى بيرى."مَاذَا بهِ أَهُوَ بخَيرٍ؟"
"اهدَأي حَبيبَتِي، أتَمَنَّى أَن يُصبِحَ بخَيرٍ.""مَاذَا حَدَثَ، زين؟" لَمَسَ زين القَلقَ مِن عَينَىِّ نايل ليَسحَبَ شَهيقًا بَسيطًا ثُم استَطرَد..
"لقَد أُصيبَ بسَرطَانٍ رُئَوِىٍّ."
حَالَةُ الصَّمتِ والذُّهُولِ التِى وَقعَت عَليهِم جَميعًا كَانَت مُخيفَةً، بيرى بالفِعلِ بَدَأت بَعضُ الدَّمعَاتِ تَتكَوَّنُ بعَينَيهَا ونايل الذِى نَهضَ مِن مَكانِهِ يَرمِشُ بغَيرِ استِيعَابٍ لِمَا قِيل.. إيڤانچلين وقَفَت بدَهشَةٍ وتَصَنَّم هارى مَكَانَهُ.
"أتَمزَحُ مَعنَا؟!"
صَاحَ نايل بـ زين وكَأَنَّهُ يُكَذِّبُ حَديثَهُ فَأمسَكَ زين بيَدِيه وعَلى وَجههِ نَظرَةُ أسَفٍ."أنَا لَستُ أَمزَح، لقَد ذَهَبتُ لَهُ بالمَشفَى مُنذُ يَومَين وتَأَكَّدتُّ بنَفسِى.. لَم أَقِلْ عَنكُم صَدمَةً وحُزنًا عِندَ عِلمِى، لكِن لا يُوجَد هُنَالِك وَقتٌ يَجِبُ عَلينَا أَن نَكُون بجَانِبه الآن."
تَوَقَّف نايل مَكانَهُ واحمَرَّ وَجههُ بحُزنٍ مَكبُوتٍ، هارى اتَّجَه لإيڤانچلين التِى أَمسَكَت برَأسِهَا فى ألَمٍ.
"تَمَاسَكِ بيرى، أَعلَمُ كَم تُحِبِّينَهُ وتَعتَبِرينَه فى حَيَاتِكِ، لكِن أَرجُوكِ.. هَذَا خَطِرٌ عَليكِ وعَلى الطِّفلِ." كانَ زين يَجلِسُ أَرضًا على رُكبَتَيهِ أمَامَ بيرى التِى لَم تَنطِق بحَرفٍ مُنذُ عِلمَهَا.
"خُذنِى إليهِ." نَطقَت بتَقَطُّعٍ ليُومِيء بحَسنًا ونَهضَ مَعهَا لتُبَدِّلَ ثِيَابَهَا.
تَنَاوَلت إيڤانچلين الدَّوَاء وكَانَ هارى بجَانِبهَا لكِن اعتَذرَت مِنهُ وتوَجَّهَت لنايل الذِى وَقفَ بالشُّرفَةِ وَاضِعًا يَدَيهِ بشَعرِه يَشُدُّه بأَلَمٍ.. لَم يَعتَرِض هارى عَلى رُؤيَتِهمَا سَويًّا لأنَّ الظَّرفَ لا يَسمَح، لكِن هَذَا لَم يَمنَع اشتِعَالَ غَيرَتهِ.