تَذكيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
اللَّهُمَّ بَاعِد بَينى وبَينَ خَطَايَاى كَمَا بَاعَدتَّ بَينَ المَشرِقِ والمَغرِب.
* * * * * * * * * *
رُتِّبَ كُلُّ شَئ لإعدَاداتِ الحَفلِ واستِقبَالِ نايل، عُلِّقَت البَالونات وزُيِّنَت الجُدرَان بالأضوَاء المُلوَّنَة وتدَلَّت الزِّينَة مِنَ السَّقفِ معَ الأشرِطَة المُلَوَّنَة أيضًا.. وكَعكَةٌ كَبيِرَةٌ على طَاوِلَةٍ فى المُنتَصَف.
كُلُّ هذا كانَ تَحتَ إشرَافِ و تَنفِيذِ بيرى بالطَّبعِ، وبـمُساعَدةِ إيڤانچلين ولمَساتِها، وتَعليقَاتِ لوى السَّاخِرَة التى جعَلتهُم يَطردُونَهُ خارِجَ المَنزِل فى الأخيرِ.. خرَجت المُفاجَأة كمَا هىَ الآن.
"متَى سيَأتى نايل؟ لَقد تَعِبتُ مِنَ الإنتِظار." قالَت إيڤانچلين وهىَ ترتَمى على الأريكَة وشارَكتهَا بيرى، أمَّا هارلى فخَرَج للحَدِيقَة.
"لا أعلَم، لقَد قالَ فى الثَّامِنَة." قالَت وهىَ تتَنهَّد.
"لِمَ كُلُّ هذا التأخِير!" قالَت إيڤانچلين بـعصَبيَّة لـتَردُّ بيرى.
"فى الطَّبيعىِّ يَظلُّ طوَالَ اليَوم."
"فى الطَّبيعىِّ؟" اعتَدلَت فى جَلسَتِها لـتُقابِلَها الأُخرَى.
"نَعم، هُنَاكَ يَومان فى العَام يَقضيهُم نايل خَارِجًا وَحدَهُ ويَرفُض ذهَاب أحَدٍ مَعهُ وأيضًا لا يُخبِرُنا أينَ يَذهَب وهذَا هوَ اليَومُ الأوَّل."
"لِمَ؟ مالذى يُخفِيهِ؟ وما اليَوم الآخَر غَير يَومِ مِيلادهِ؟" سألَت فى حَيرَةٍ فـلَم تَتوقَّع أن لـنايل جانِبٌ آخَر لـنَفسهِ، لقَد ظنَّت أنَّهُ شَخصٌ مُنفَتِح.
"تَسألِينَ كَثيرًا" تذَمَّرت بيرى وقلَبَت عَينَيها بِمُزَاحٍ.
"لَكِن لا أظنُّهُ يُخفى شَئ فَظيع، أعتَقِد أنَّهُ يُريدُ بعضَ الخُصُوصيَّة لـنَفسِهِ ولا مانِع صحيح؟ أمّا عَن اليَوم الآخر فـلا أعلَم حَقًا ما سِرُّهُ."
ردَّت مُفَكِّرَةً فى حَالِ نايل أيضًا أمَّا إيڤانچلين فالفُضولُ يأكُلُها حيَّة لـمَعرِفَة الأمر.
"سأتجَوَّل فى الخَارِج قَليلًا."
أعلَنَت واستقَامَت فى وَقفَتِها لـتُهَمهِم لها بيرى
"لكِن حاوِلى ألَّا يَرَاكِ نايل حتَّى لا تُفسِدينَ المُفاجأة؛ أُريدُه أنْ يُصابَ بالصَّرَعِ مِن شِدَّةِ فَزَعهِ."
أخبَرتهَا بيرى وهىَ تتَثائب وتتَقلَّب على الأريكَة لـتُقَهقِه إيڤانچلين بشِدَّة وتُومِئ لها ثُمَّ تَخرُج إلى الحَديقَة.
Evanglin's P.O.V
لفَحَنى الهَواءُ البَارِد لأُغمِضَ عَينَاى بابتِسَامَةٍ وأشدُّ السُّترَة على جَسدى للتَدفِئَة، لا يُوجَد أفضَل مِن بِداياتِ الشِّتَاء على الرُّغمِ مِنَ هذَا السَّقيعِ.
