تَذكِيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّب القٰلوبِ، ثَبِّت قَلبى عَلى دِينِك.* * * * * * * * * *
"أأحبَبتِ قَبلًا؟"
"ومَن لَم يَفعَل؟"تنَهَّدَت ليليان بشبَحِ إبتِسَامَةٍ ليَعبَس لوى..
"عَلى الأقلِّ ليسَ بَعدَ الآن، صَحيح؟"
"لَمْ يَعُد لَه مَكانٌ بقَلبي، لا تَقلَق."
أفصَحَت بضَحِكَةٍ صَغيرَةٍ ليَتنَفَّس لوي الصَّعدَاء وهُوَ يُتَمتِم بـ 'هذَا أفضَل'."امم لوي؟ أنتَ لَمْ تُخبِرني أبَدًا عَن عَائِلَتَك أو مَا إذَا كانَ لدَيكَ حَبيبَةٌ.. سَابِقًا بالطَّبعِ."
فَجأة سكَنَ لوى عَن الحَرَكة وكَأنَّهُ تَذكَّرَ شَيئًا مَا كَانَ قَد نَسيَهُ مُنذُ مُدَّة، فِالوَاقِع كانَ شَريطُ حَيَاتهِ البَائِس يَمُرُّ أمَامَ عَينَيهِ بتِلكَ اللَّحظَة.. كُلُّ مَا حدثَ لَهُ بالمَاضِى قَد خَلَّفَ نُدوبًا لَمْ تُشفَ إلى الآن حَتَّى لَو تَظاهَر بذَلِك.شَعرَت ليليان بحُزنِه، وظَنَّت أنَّهَا لَم يَكُن عَليهَا السُّؤال عَن هَذاَ الأمرِ..
"لوى؟ أعتَذِر إن كُنتُ قَد تدَخَّلتُ بأُمورٍ شَخصِيَّة..-"
"لا تَعتَذرِى، أنتِ تَعلَمينَ أنَّكِ أقرَبُ مِن هَذَا."
زَمَّت شَفتَيها بخَطٍّ مُستَقيمٍ ومَازَالَت تَشعُر بالذَّنبِ لِمَا فعَلت.. أغمضَ عَينَيهِ وتَنهَّدَ بصَوتٍ مَسمُوعٍ..
"فَلتَعلمِى أنَّ هَذهِ المَّرَّةُ الأُولى التى سَأُخبِر بِهَا أحَدًا هَذَا الأمرِ.. وأنتِ الأُولى التى سَتَعلَمُ بشَأنهِ."
"ولِمَ إنَا؟"
"سَأُخبِرُكِ بالنِّهَايَة."إبتَسَمَ لهَا حَتَّى تَشعُرَ بالرَّاحَةِ قَليلًا عَن تَوتُّرِهَا الظَّاهِر، وبالفِعلِ نَجحَ الأمرُ.. فقَد إستَرخَت فى جَلسَتِهَا وتوَقَّفَ قَلبُهَا عَن النَّبضِ بِشِدَّة.
"بِدَايَةُ الأمرِ لقَد كُنتُ مِن عَائِلَةٍ ثَرِيَّةٍ جِدًا، كَانَ أبي فى عِقدهِ الخَمسين رَجُلًا مِن رِجَالِ الأعمَالِ صَاحِبُ أكبَرِ شَرِكَةٍ بمَجَالهِ، ذُو وَقَارٍ مُهيبٍ حَتَّى أنَا كُنتُ أُعجَبُ بهِ فى بَعضِ الأوقَاتِ لمَظهَرهِ الرَّاقِىِّ، أُمِّى كانَت مِن النِّسَاءِ المُتَكَبِّرَات بطَريقَةٍ تُغضِبُني، كَانَت تَدعُو صَديقَاتِهَا دَومًا ليتَنَاوَلن الشَّاىَّ فى مَنزِلنَا؛ لَكِن لَم يَكُن هَذَا غَرَضُهَا، بَل حَتَّى تَتبَاهَى بكَثرَةِ أموَالِهَا ومَلابِسهَا الغَاليَة وسَيَّارَاتِهَا الثَّمينَة.. كُنتُ أكرَه هَذا الجُزءَ بِهَا بِشِدَّة، حينَهَا كنتُ بالوَاحِدِ والعِشرين.. وأصدِقَائى، اممم ماذَا أقول؟ كَانوا مُعجَبِين جِدًا بالفَتَى الثَّرىِّ الذى يُنفِق عَليهُم بمَعنَى أصَحٍّ، لا حَاجَةٍ لذِكرِ تفَاصيلٍ فقَد كنتُ أعلَم بهَذا الأمرِ، لكِِنَّنى كنتُ أحتَاج أصدِقَاءً بجَانِبى حَتَّى لا أكونَ وَحدي بالرُّغمِ مِن إستِغلالِهُم لى إلَّا أنَّنى لَم أعتَرِض مَادَامُوا برِفقَتى، المهم أنَّه بيَومٍ ما قَابَلتُهم وكَانَ مَعهُم فَتَاةٌ جَديدَة.. إلينور."