تَذكِيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
رَبَّنَا أَخرِجنَا مِن هَذهِ القَريَة الظَّالِم أَهلُهَا، واجعَل لَنَا مِن لدُنك وَليًا، واجعَل لنَا مِن لدُنك نَصيرًا.* * * * * * * * * *
الاشتِيَاقُ..
لَم تَشعُر بهَذَا أَبَدًا قَبلَ أن تَعرِفَهُ، قَبلَ أن يَختَرِق حَيَاتَهَا الهَادِئَة لَم تَكُن تَعلَم بوُجُودِ هَذهِ المَشَاعِرَ دَاخِلهَا.. جَعَلهَا تَتعَلَّم أَسمَى مَعَانىَ الحُبِّ وتَرَكهَا تُصَارِع مَا تَبَقَّى مِن فُتَاتِ مَشَاعِرِهَا.لقَد أهدَاهَا أَثمَن هَدِيَّة بعُمرِهَا، عَلَّمهَا كَيفَ يَكُونُ هُنَالِكَ شَخصٌ يُمَثِّل لَهَا العَالَم بِأكمَلهِ، كَيفَ تَقلَقُ عَليهِ إن غَابَ عَنهَا، أَو كَيفَ تَظَلُّ تُفَكِّرُ بهِ طَوَالَ يَومِهَا.. أَهدَاهَا حُبًّا لا يُعَوَّض.
لكِن كمَا يُقَالُ، تَأتى الرِّيَاحُ بِمَا لا تَشتَهِى السُّفُن، فبَعدَ أَن نَجحَ نَجَاحًا بَاهِرًا فى إيقَاعِهَا لَهُ عَميقًا.. اختَفَى بلَمحِ البَصَرِ، بدُونِ سَابِق إنذَارٍ لَم يَعُد فى حَيَاتِهَا ثَانِيَةً.. لِمَاذَا لأين ومَاذَا حَدَث؟ لا تَعلَم.
مُنذُ ذَاك اليَوم لا تَعلَمُ عَنهُ شَيئًا، فى اليَومِ الذى كانَ مِن المُفتَرَضِ أَن يَكُونَ مِن أسعَدِ أيَّامِ حَيَاتِهَا قَد انقَلَبَ لأَتعَسِهَا عَلى الإطلاقِ، لقَد رَفضَهَا بطَريقَةِ غَيرَ مُبَاشِرَةٍ وأيضًا لَم يَعُد لَهُ وُجُودٌ.
نَدِمَت لأَنَّهَا أظهَرَت مَشَاعِرَهَا بهَذَا الشَّكلِ، لَو لَمْ تَفعَل لكَانَ الآن مَعهَا، بجِوَارِهَا، ليسَ بَعيدًا عَنهَا لهَذهِ الدَّرَجَة، حَتَّى أَنَّهَا لا تَستَطيعُ الإطمِئنَانَ عَليهِ، لا تَعلَم أَينَ يُمكِن أن يَكُون الآن.
قَلبُهَا يُؤلِمُهَا كَمَا لَمْ يَفعَل مِن قَبل، لَم تَظُنْ يَومًا أَنَّ لَهُ هَذَا التَّأثيرَ عَليهَا، أَن وُجودَهُ قَد يُحدِثُ فَارِقًا لهَذهِ الدَّرجَة، لَم تَعلَم أَنَّهَا قَد وَقعَت للحَدِّ الذى أَوقَفَ حَيَاتَهَا مِن بَعدِهِ، هىَ وبِكُلِّ أسَى تُحِبُّه.
"ليليان؟"
انتَفَضَت عَلى صَوتِ صَديقَتِهَا كلارا التى تُحَرِّكُ يَدَيهَا أَمَامَ وَجهِهَا."هَا؟"
"مَا بِكِ؟ أُحَدِّثُكِ مُنذُ مُدَّةٍ ولا تُجيِبين عَلىَّ.. أَهو لوى مُجَدَّدًا؟"
وَضعَت ليليان كَفَّيهَا عَلى وَجهِهَا بتَعَبٍ وبَدَأت بَعضُ الدُّموعِ بالتَّكَوُّنِ دَاخِل عَينَيهَا.
"اشتَقتُ لَهُ كلارا، بكُلِّ مَا أحمِلهُ دَاخِلى اشتَقتُ لَه."
كانَت تَودُّ الصُّرَاخَ بهَذَا لكِنَّهَا لا تُريدُ أَن تُطرَدَ مِن عَملِهَا الوَحيدُ بَعدَمَا تُفزِعُ المَرضَى.