عودة الابنة الضالة

535 24 3
                                    


مرت عدة ساعات بعد ذلك اللقاء العاصف مع رايان ولا زالت تشعر برغبة في التقيؤ كلما تذكرت كلماته ....وتتمنى لو أنها سددت له صفعة إزاء تهديده الهمجي ....كيف يجرؤ ؟؟؟

على الرغم من إرهاقها إلا أنها لم تستطع النوم ....لقد أخطأت في تحديه !فهي لا تعرف ما قد يفعل ,لا سيما وهو يعتقد بصدق أنها صائدة ثروات .......صائدة ثروات !!!!!!!!!!

يا للكلمة البشعة التي لا تنطبق عليها لا من قريب ولا من بعيد ..

هي التي لم تنتهك القوانين في حياتها قال لها هذا ....جلست على السرير ومررت يدها في شعرها الكستنائي بتعب وتأوهت ,ماذا ستفعل الآن ؟ كيف تغير رأيه وتجعله يستمع إليها ؟؟؟

*لا شيء* تردد صوت في داخلها *لا شيء ستتصرف على طبيعتها ولن تقوم بأي جهد لتغير رأيه فهو لا يهمها ....

لكن إذا كان لا يهمك فلماذا أمضيت ساعات تفكرين فيه؟!!!!

*إنك حمقاء للغاية * تمتمت لنفسها وشدت الغطاء لتنام ...

كان نومها مضطربا مع أنه كان يخلو من الأحلام والكوابيس إلا أنها عند استيقاظها أحست وكأنها لم تنم , نزلت إلى كافيتيريا الفندق المتواضع وقد ارتدت بنطال جينز وقميص كحلي بعد أن استحمت ....كان الفندق جميل وصغير ليس لأنها لاتستطيع أن تتحمل تكاليف الفندق الغالي الثمن لكنها تفضل المريح وهذا يناسبها جدا ,قفز عقلها إلى رايان الذي اتهمها ...لو يعلم هذا الأحمق كم تملك من المال لما قال ما قاله !!

تناولت فطورها وهي تفكر كيف كان لقاءها مع والدها وعائلته ..لقد أحبتهم ما عدا رايان ,لماذا أخذ موقف الهجوم ضدها ؟أهو بسبب ما قالته في نيويورك .....إنها لاتلام فقد كانت متألمة ومستاءة من والدها لكن بعد أن رأته لم تستطع أن تحمل استياءها في قلبها تجاهه ...لكن هذا لن يمنعها أن تسأله عما حصل بينه وبين والدتها ...

إن والدتها لم تنظر إلى رجل آخر بعد انفصالها من جوناثان مع أن لديها مقدارا وافرا من الجمال ,فقد كانت ذات شعر بني كشعر ابنتها طويل وأملس ولها عينان عسليتان وكأنها حجران من التوباز تتناقض مع لون شعرها مما أضفى عليها سحرا وجاذبية .لم تكن دانييل تشبه والدتها إلا في لون الشعر أما تصرفات دانييل فكانت متزنة فهي لم تكن كوالدتها تثير الأعصاب أو كوالدها الهادئ إلى درجة السلبية مع أن دانييل عصبية إلا أنها لم تكن كوالدتها ..

غريب كيف أن والدتها لم تحب رجلا بعد والدها وتتزوج كوالدها ..لكنها كانت تعلم السبب ولم تفتش كثيرا ,فالحقيقة أن أماندا باركر كانت تحب جوناثان بعمق لدرجة أنها عقدت على نفسها عهدا ألا تحب رجلا بعده ,,لم تفهم دانييل هذا النوع من المشاعر لأنها لم تختبره بعد فقد كانت تستخف بوالدتها عندما كانت تقول لها وهي في الثامنة عشرة بأنها عندما تلتقي برجل الأحلام لن تقدر على المقاومة وستصبح بلهاء مرتبكة عندما تكون بجانبه فتضحك دانييل قائلة لأمها ( كم أنت رومنسية يا أمي ,لن يحدث هذا لي أبدا .لأن لا أحد سيحبني ولن أحب أحدا لأنني لا أريد أن يعاني أولادي ما عانيته من انفصال والديّ )وتذهب تاركة والدتها حزينة لطريقة تفكيرها ....

عيناك عذابيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن