فتُح باب المنزل وأدخلت حقائبها بصعوبة إلى الداخل ..أضاءت النور فغرق البهو بالإضاءة ...
لقد عادت إلى المنزل !!!
عادت إلى الأمان والسكون
لكن قاطع السكون صوت سيارة شرطة قادم آتٍ من البعيد ...
هاه !! أي سكون هذا ؟
جرجرت قدميها إلى المطبخ ثم فتحت أحد الأدراج ووجدت بسكويتا لم يفتح بعد ثم جلست إلى الطاولة في المنتصف ..لقد كانت جيسي تعتني بالمنزل في غيابها وهذا واضح من الأزهار الموجودة في المزهرية بمنتصف طاولة المطبخ والتي توشك على الذبول ....
قضمت البسكويت وبينما هي تمضغه تدفقت الدموع من عينيها كالنهر الفائض ..أخذت تبكي بكاء مريرا على ماحدث فوضعت رأسها على الطاولة وبكت .....
في تلك الليلة لم تبكِ بل أقفلت الغرفة على نفسها وأخذت تحدق في الظلام.. كانت تحت تأثير الصدمة وعلى الرغم من رغبتها في البكاء إلا أنها لم تستطع البكاء ..
بعد وصولها بحوالي العشر دقائق ..سمعت صوت سيارته وصوت خطواته السريعة على السلالم ثم وقوفه أمام غرفتها مناديا باسمها (يجب أن نتحدث يا دانييل ..) وعندما لم يسمع جوابا منها أردف بصوت أجش (أرجوكِ )
لكنه لم يسمع صوتا منها فقال باستسلام ( حسناً سنتكلم في الصباح الباكر!)
لكنها لم تدع الفرصة تسنح له ..فلا يوجد أي مبرر لفعلته الشنيعة تلك !
كيف يفعل ذلك بعد أن أمضيا كل ذلك الوقت معاً ؟
بقيت مستيقظة طوال تلك الليلة ثم ادعت النوم عندما سمعت صوت والدها يدخل غرفتها وما إن طلع الصباح حتى انتظرت تجمُّع الجميع في المطبخ لتخبرهم بقرار رحيلها بعد الظهر ...
(لماذا هذه السرعة ؟ ) قال والدها مستاء ً
كانت قد حضرت كذبتها ..فقالت ( المعلمة البديلة لي ستذهب لرؤية والدتها المريضة لذلك يجب أن أعود ..)
رفعت نظرها فوجدت أن رايان ينظر إليها عند الباب وقد علم أنها تكذب فقالت غير مكترثة بنظراته (سأذهب لأحزم امتعتي )
عندما وصلت إلى السلالم امتدت ذراعه إليها يوقفها وقال
(يجب أن نتحدث ! )
كان العزم والتصميم يبدو على ملامحه ..فنفضت ذراعها من يده وقالت وعيناها تلمعان بالغضب ( على جثتي !)
وسارت إلى غرفتها لكنه لم يتركها وقال (أتهربين؟)
(منك؟ بالتأكيد لا ! ) قالت مشمئزة
(فلماذا ترحلين ؟ )
(حتى لاأضطر إلى رؤية وجهك كل يوم ! ) وصفقت باب الغرفة في وجهه المصدوم ...