الخداع

634 21 1
                                    


استغرقت دانييل في التحضير لحفلة ميلاد ميا السرية لكن ذلك أسعدها وملأ أوقات الفراغ التي كانت تشعر بها ,,,والأهم من ذلك جعلها تنسى المشاعر الغريبة تجاه رايان ,,,لم تشعر بهذه المشاعر طوال حياتها ,,إنها مزيج من الخوف والارتباك والاضطراب ,,طوال حياتها كانت تتعامل مع مختلف الأشخاص من خلال عملها ,,فقد صادفت كل أنواع الآباء والأمهات ,,منهم المتطلب والمهتم والمخيف والمثير للإضطراب والمتكاسل ,وتعاملت مع كل منهم فحاولت أن تلبي طلبات ذلك المتطلب لكن ليس إلى الحد الذي يجعله يتدخل في عملها بل وضعت له الحدود لتطلبه وطمأنت المهتم ووقفت في وجه المخيف ,فلماذا يصيبها الارتباك كلما رأته ؟؟أهو بسبب تلك العينان التي تطل منهما المودة والدفء ....غريب كيف أنها عندما رأته لأول مرة ظنت أنها باردتين لأنها رأت البرودة فيهما تلك الليلة عند الشرفة عندما أخذت تثرثر عن تلك المرأة التي استغلته كما قال ...

من هي يا ترى ؟أهي مميزة بالنسبة إليه ؟؟لابد أنها كذلك

وإلا لما بقي مريرا إلى الآن!!!لابد أنه أحبها كثيرا

ليصاب بخيبة الأمل هذه !!!

استحمت دانيل بعد أن ركضت قليلا في الصباح ثم جلست عند ضفة البحر لتشاهد الشروق ...فهي دائما تقوم بالهرولة ..لأنها تجعلها تشعر بالانتعاش ...أخذت تنظر إلى ثيابها المعلقة في خزانتها . كانت قد جلبت ثلاثة فساتين بسيطة إلى جانب فستان السهرة الذي أصرت جيسيكا على أخذه .

لقد أصيبت بالملل من تلك التنانير الطويلة وسراويل الجينز ..سترتدي شيئا مختلفا اليوم ,ذلك لأن مزاجها كان ضبابيا ولاتعرف لماذا ؟ والأكثر أهمية هو بسبب نظرات تلك المرأة لها ,,مديرة كايت في العمل التي أتت لتزور والدها ,لقد كانت جميلة جدا بذلك الثوب الأسود الصوفي الذي كانت متأكدة من أنه من إحدى الماركات العالمية ,قد تكون من سان لوران أو ديور ..

ضحكت باستخفاف ..لقد رأتها تلك المرأة في أسوأ حالاتها فقد كانت ترتدي بنطالا عاليا يصلح لطفل صغير أكثر منه لامرأة راشدة لونه كحلي ولبست تحته بلوزة خضراء بلون العشب وقد كانت تمشي بجوار المنزل حين هطل المطر فجأة فركضت نحو المنزل لكن بلا فائدة فقد التصق الوحل في بنطالها ووصل الى كاحلها وعندما دخلت المنزل وجدت تلك المرأة الأنيقة الجذابة التي تجلس بكل وقار مع رايان في غرفة الجلوس فنظرت الى دانييل بعبوس وكأن دانييل آتية من المريخ لكنها لاتلومها ,,,

لكن الذي أغضب دانييل حقا هي نظرات الدهشة والازدراء من رايان ...فليذهب الى الجحيم ذلك الأبله ,انها لاتهتم به ولابرأيه ,لابد أنه يراها كالفأرة المبللة بشعرها المبلل وثيابها المتسخة

كانت تلك المرأة تجلس مع والدها ومع مورا ورايان في غرفة الجلوس وكان اسمها كلوديت ماننغ ,لقد ذكرت كايت

عيناك عذابيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن