الفصل التاسع

644 24 2
                                    


أرادت أن تتصل بترافيس الساعة الرابعة فجرا ,,فهي لم تذق طعم النوم ,,طوال الليل أخذت تتقلب في فراشها ..وتحلم بكوابيس مزعجة جعلتها تستسلم وتستيقظ ...أرادت أن تخبر شخص ما عما يقض مضجعها ,,رفعت سماعة الهاتف في غرفتها لكنها أحست بتأنيب الضمير ...قد يكون نائما لكنها تريد أن تخبره أو تخبر جيسيكا ..وضعت سماعة الهاتف ثم رفعت ساقيها وجلست جاعلة ركبتيها تصل إلى صدرها وأخذت تفكر ..مالذي جعل والدها يعطي والدتها ذلك المبلغ الكبير من المال ومن شركة ليست شركته وحده بل هي شركة مورا وابني أخيها وابنته الصغيرة ..ليس لديه الحق ..حتى ولو كان ذلك هو ثمن ابتعاده عنهم ..وثمن نفقتها هي ووالدتها ...هل كان يظن أنه بهذا المال سيشتري سعادتها ؟ هل يظن حقا أن ذلك المال سيعوض سنين من الاشتياق له ومعاناتها من فقدان حبه ..كلا ! لن يعوض أبدا ,,هل نسي الحب والعطف الذي كانت تنتظره ؟ أو مجرد وجوده عندما كسرت ساقها بعد طلاقهما مباشرة ,, كانت تتجه إلى المدرسة على دراجتها عندما خرج شخص من اللامكان وكادت أن تصطدم به لكنها انحرفت بدراجتها وانقلبت ,,كان ذلك الشخص هو ترافيس وهكذا التقت به وبوالده الذي أخذها إلى المشفى مباشرة ,,غالبت دموعها وألمها ذلك لعدم تواجد والدتها لأنها كانت في جلسة استماع في المحكمة مع أحد زبائنها وشعرت بحزن عظيم لعدم تواجد أبويها معها في ذلك اليوم المشؤوم ,,,ومنذ ذلك اليوم بدأت صداقتها مع ترافيس وعائلته اللطيفة .كانت والدتها قد عادت إلى ممارسة المحاماة التي تركتها عند زواجها واكتفت بكونها أستاذة حقوق ,, مما أشعلها عنها ..

تدحرجت دمعتان على خديها وهي تتذكر المرات التي تأخرت فيها في المدرسة والمسرحيات التي كانت تعزف فيها والتي لم تحضرها والدتها أو حتى تأخرت في حضورها ,,

رمت بنفسها على الوسادة ودموعها تتساقط على وجنتيها كالشلال وهي لاتزال تشد على صدرها بساقيها ,,لم تكن تريد أن تذهب للركض ,,ضحكت بسخرية من نفسها ,,لطالما كان الركض دواءها إلى جانب الموسيقى والقراءة من الأحزان لكنها لاتريد أن تذهب ,,,,

مرت أكثر من عشرين دقيقة وهي مستلقية بدون أي حركة ,عندها قررت أن تخرج للركض.

ارتدت ملابس الركض وعقصت شعرها ,,لقد ذهبت مبكرة عن موعدها الاعتيادي لكنها لم تهتم .نزلت السلالم بهدوء يعم الأرجاء ..وصلت إلى الباب الأمامي( أليس الوقت مبكرا قليلا على الركض؟) جاءها صوته الساخر وتسمرت مكانها

رباه! هل من المعقول أنها من كثرة حبها له أصبحت تتخيل صوته ,,

استدارت نصف استدارة ويدها على مقبض الباب ,,إنه هناك يقف عند نهاية السلالم بجانب غرفة الجلوس

تسارعت نبضات قلبها لرؤيته ..فعلى الرغم من منظره في عباءة النوم وشعره المبعثر والذي يدل على أنه استيقظ من نوم مريح إلا أن هناك هالة من الجاذبية والثقة تحيط به

عيناك عذابيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن