اسرار و ذكريات

590 22 0
                                    


أحست برغبة قوية في الركض بعد خروجها من المطبخ ,,لقد كانت تكذب على نفسها .إنها تحبه بل هي غارقة في حبه حتى أذنيها ,إنهاتعترف بهذا ,نعم تعترف به لقد أحبته لكن الذي أشعرها بالتعاسة هو مصير هذا الحب ,,صحيح أنها تحبه لكنه لايحبها بل هو واقع في حب تلك المتعجرفة الحمقاء والتي منالواضح أنها واقعة في غرامه

إنها تكره نفسها لماذا زجت نفسها في هذه المعضلةالتي ليس لها حل فالحب من طرف واحد ليس فكرتها عن الحب ,,لقد كانت تشك في أن تلتقيبالرجل الذي تحبه والذي يكون مثالا للرجل في الحياة لكنها التقت به ولكن ولسخريةالأقدار لم يكن لها بل لامرأة أخرى جميلة وجذابة ومثال المرأة اللامعة ,,امرأةأعمال واثقة من نفسها ,,ليست مثلها ,,الفتاة التي تستمتع باللعب مع الأطفال ولبسالجينز والسراويل العالية الملطخة بالوحل والتي تدفن وجهها في الكتب والروايات ,ملاذها الوحيد من هذا العالم المحمرة الوجنتين خجلا ,,تنهدت بغضب ,الشيء الذيلاتفهمه هو موقف رايان منها ,,فقد أصبح لطيفا فلماذا يفعل ذلك ؟

*سأبقى أراقبك* تردد هذا الصوت البارد الغاضب داخل عقلها ,,لقد كان صوت رايان وهو يهددها عندما أتتإلى البيت وأراد رشوتها لتعود إلى نيويورك

*رباه* أهذا ما يفعله ؟ألهذا أخذ يمازحها ويضحك معها ؟أكل هذا جزء من خطته الدنيئة لكشف نواياها ؟إنها لاتصدق ذلك ,,*بل صدقيه*أخذ صوت صغير يهمس في داخلها ,,فكل شيء يشير إلى صحة ظنونها ,,أولاتهديد ثم رشوة ثم هدنة ولكن ليس طويلا فمن الواضح أنه يقوم بتنظيم شيء في ذهنه ,,ضربة ساحقة لها

*ياإلهي * صرخت في نفسها *لقد أصبحت مصابة بجنون الارتياب *فربما تكون نواياه طيبة ,قد يكون أصلح من رأيه فيها وقد رأى بأم عينه كيف أنهاكانت مخلصة ومتفانية لعائلتها خلال الأيام الماضية ,,ليس أنها قامت بذلك بداعيالسمعة بل لأنها كانت محرومة من العائلة منذ سنوات ,,

*إنني متعبة جدا * قالتوقد استندت إلى جذع شجرة ,,لم تجلس على كرسي منذ أن استيقظت وذهبت مع كايت للتسوق ثم ساعدت مورا وكايت في كتابة بطاقات الدعوة للحفلة ثم ساعدت مورا في الحديقة والآنهذا المجهود الفكري والبدني الذي بذلته ,,أراحت رأسها على جذع الشجرة القاسيواستمعت إلى صوت النسيم الذي يداعب أوراق الأشجار وكأنها سيمفونية وتنشقت رائحةالجذع الرطبة الجميلة *سأغفو لدقائق فقط *رددت لنفسها

ماإن مرت خمس دقائق حتىسمعت صرخة تشق السكون من صوت مألوف لها فأجفلت واستقامت جالسة لتتأكد من أنها لمتكن تتخيل تلك الصرخة لكنها عادت تسمع صرخة ذعر من ماكانت متأكدة أنه صوت طفل ,,ركضت وهي لاتعلم وجهتها كل ماكان يسيطر على تفكيرها هو أن تصل إلى ذلك الطفل ,,وهي تركض كانت تسمع همهمات قريبة ,,لابد أنها تكاد تصل, اصطدمت بشخص بقوة وكادت أنتقع لكنه أمسك بذراعها بثبات ,,كان رايان

عيناك عذابيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن