الفصل العاشر

24.9K 767 297
                                    

بقلم بوفارديا
أتمنى لكم قراءة ممتعة

*********************

حدجته غاضبة وهي تصلح فوضى شعرها المشعث .
:- وهل أعطيتني فرصة ؟!! ، ستفضحنا أختك ، لديها لسان بطولها .

ضحك على مظهرها ، وهي تخرج من المكان تلحق بــبسمة ، وتلاشت الضحكة من وجهه ، وأغمض عينيه بشدّة ، ويديه قبضتين ، يكره نفسه ، إنه يكره نفسه كلما نظر إليها ووجدها تنظر إليه ، نفس النظرة حين كانت مراهقة ، تلمع عينيها بحب .

لقد تركت الجميع من أجله ، بينما هو !! ، لم يستطع أن يكون مخلصاً لها تمام الإخلاص ، كيف لهُ أن يكونَ بهذهِ الوضاعة !! .. إنه حقاً يكرهُ نفسه بشدة ، أسند رأسه على حافة الطاولة الرخامية مغمضاً عينيه ، ودون إرادةً منه ، كانت الذكريات تترائى في عقله ، ولا يستطيع منعهم ...

كانت فاتن هي ما شاهدها في ذكرياته ، تقترب منه ، راودته عنّ نفسِه وقالت هيت لك ، كل ما تذكره أنه قبّلها بشدّة حتّى كاد يمزق شفتيها ، ولا لم يكن حُب ، وربّما ليس شهوة حتّى ، لأن لا إمرأة تأخذ مكان جوليا ، لكن كان إنتقاماً من نرجسيتها ، كان إنتقاماً حقيراً أهانَ بهِ نفسه قبل أن يُهينها .. كان حينها قد تشاجر معها ، وطبعاً كان ذلك بعد إختبار حمل فاشل ، قلب مِزاجُها رأساً على عقب ، وتركها بنفسية مقيتة لا تُحتمل .

ثمّ كان هو .. ذهب وقبّل إمرأة أُخرى ، لمسها ، لقد لمس امرأة أُخرى ، وبعدما قبّل فاتن وتركها مدمية الشفتين وأصابعه كانت قد تركت علاماتها على ذراعيها حين ضغط عليهم بشدة كأنه سيمزقهم ، ثمّ تركها كالملسوع وهو لا يصدقُ نفسهِ بأنهُ أقبل على شيءٍ كهذا !! .

رفع قبضته وضربها من فورة شعوره في الطاولة الرخامية ، علّ بعض الألم ينسيه ، ليتهُ ينسى ، لكنَّ الله لا ينسَ !! ، كانت سلامياته متهشمة وتنزف ، إستقام إلى صنبور الماء وغسل يده .. راقب كيف الماء غسل الدماء وترك المكان نظيفاً ، ليت الماء يغسله ليته !! .

خرج من المطبخ ، ولم يجد أحد في غرفة الجلوس ، صعد إلى الأعلى بخطوات متثاقِلة وذهب إلى الغرفة بتعب ، كان يتعب نفسه لينام دون تفكير لكن عبثاً ، ففي كل حلم ، يرى جوليا تهرب منه ، وكلما لحقها إبتعدت كأنها سراب يعجز عن إمساكه ، فيستيقظ من نومه مفزوعاً ، وحين يراها نائمة بجانبه ، يسحبها لحضنه ، ويضع وجهه بين خصلات شعرها الكثيف ويستنشق رائحتها حتّى تتغلغل إلى أعماقه ، ثم يرتاح وينام بعدها بسلام !! ، كأنه حصل على جرعة إدمانه .

حين دخل للغرفة ، وجدها متمددة على السرير ، وبيدها هاتفها ، لم تراه من ضوء الهاتف ، لكنها سمعت صوت الباب يفتح ثم يغلق ، وحفيف أقدامه على السجادة الصغيرة بجانب السرير ، تركت هاتفها بعيداً ، ونظرت إليه تشاهده وهو يخلع قميصه ويرميه على غير عادته ، ثمّ رفع الغطاء وتمدد على السرير وهو يتمتم بصوت بدا متصلب ، أقرب للحاد !! .
:- تعالي بقربي .

تعالي إلى جحيميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن