الفصل الثلاثين

30.3K 1.4K 740
                                    

بقلم بوفارديا
اتمنى لكم قراءة ممتعة

*********************************

عندما فتحت نورسين عينيها كان التعب يكاد يحطمها، الألم في بطنها أصبح شديداً، لقد تركها بدون طعام ولا ماء.

احست بصوت الباب يفتح، ولم تعرف ماهو الوقت، كان القبو مظلماً، هذا القبو الذي كان يحبسها فيه ، كان يعذبها منذُ الصغر في هذا المكان، فالذكريات والكوابيس كانت تلاحقها، حتّى عندما تركت هذا القصر، دائماً يزور أحلامها القبو، بكل ما شاهده من مأساتها.

اغمضت عينيها بشدّة عندما تسلط على وجهها ضوء قوي جداً وأشاحت بوجهها من شدة الضوء، أتاها صوته يقول بنبرة سعيدة.
:- اشتقت لوجودكِ هنا، في هذا المكان، تحت رحمتي.

:- تبدو يائساً جداً يا هارون، هل معاذ احرقك؟، ارجوك لا تصرخ وتنوح أمامي .

اجفلت وخرج من فمها شهقة عندما صفعها بقوّة، وأمسك شعرها بقبضته يقول أمام وجهها.
:- تستفزيني!! ، سأجعل معاذ مثل خاله ، كالمجنون يدور في الطرقات .

ضحك بينما يده تمسح على وجنتها التي أحمرت أثر صفعته، وعاد يقول بمكره.
:- لقد أوقعتِ معاذ بحبكِ ، قلتُ مراراً ، أنتِ نسخة تلك اللعنة ، ضحاياكن كثيرة ، وأنا وحدي من يجب عليه التخلص من هذهِ السلالة اللعينة التي تورث عشتار الخطيئة في كل مرة تولد فيها فتاة .

:- أبي العزيز ، ألا تعتقد أنكَ أنتَ أيضاً قد فقدتَ عقلك ؟! ، تخلصت من أمي ولم تتخلص من حبها، إذاً هذهِ اللعنة لا تذهب.

اغمض عينيه، وقرّبها منه، مما جعلها تجفل أكثر وشعرت بالإشمئزاز منه عندما بدأ يشم رائحة شعرها ويقول بهذيان الذي يفقد عقله.
:- لماذا ، لماذا يا امرأة ، انجبتي نسختكِ لتقتليني ! .

شهق بقوّة قبل أن يبتعد عن نورسين ، ورفع صوته قائلاً .
:- أدخل .

رفعت نورسين عينيها وارتعش جسدها عندما دخل رجل قبيح المنظر ، مليئ الوشوم ، مشعث الشعر ، وله لحية مبعثرة خفيفة وعلى وجهه نظرة مخيفة .

:- هارون ، ماذا تفعل !! .

قالت بصوت أجوف بينما تحاول فك وثاقها ، انحنى بالقرب من وجهها وأخبرها .
:- أريد رؤية لعنتكِ تسقط الرجال واحداً تلو الآخر .

وخرج هارون وتركها وحدها مع هذا الرجل ، وحينها فقط شعرت نورسين أن هارون يريد قتلها بأبشع طريقة ، هارون الذي يحمل خبث إبليس ، ماذا يريد منها !! ، لم تعرف نورسين بالضبط كل هذا الجنون والكره الشديد ضدها ، نعم كان يحب والدتها ، لكن ما شأن نورسين بكل هذا !! ، لماذا يريدها أن تتألم بهذا القدر !؟ ، ما الذي فعلتهُ لتستحق كل هذا الظلم والقسوة وهذهِ الفظائع التي يفعلها بها ! .

تعالي إلى جحيميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن