بقلم bovardia_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة***********************
كانت جالسة متصلبة في مكانها ، تحدق أمامها إلى الفراغ ، وهي تذّكر نفسها أنها حين يلمسها ، عليها أن تعد من الواحد إلى العشرة ، ستتخيل أشياء أخرى لتنسي نفسها بأن هذا الرجل بل الوحش الذي سرق أحلامها ، سرق مستقبلها بتلك الطريقة ويذكرها كل ثانية بأنها قاتلة ، حتّى تشعر بأنها تكاد تنهار .
حين دخل إلى الغرفة ، كانت الساعة الواحدة مساءً ، عينيه تبدو محمرّة ، ملابسه متسخة ومليئة بالغبار ، أبعدت وجهها إلى الجهة الأخرى تنظر من الشرفة للخارج ، لا تريد النظر إليه ، إنه بعمر مازن ، يكاد يكون بعمر والدها ، يا اللهي هناك أعوام كثيرة بينهما ، إنها في التاسعة عشر فقط وهو قد إختلط بشعره الشيب .
بدأت تعد وأصابعها مرتجفة ، بينما صوت الماء يتدفق في الحمام قد وصل إليها ، كانت تخبر نفسها ألّا تبكي ، لا يمكن أن تسمح لأحد من هذهِ العائلة إهانتها ، وخاصةً هذا الرجل ، الذي من المفترض أن يكون الأن زوجها .
يا الله زوجها !! ، كلما تذكّرت ذلك ، قلبها يؤلمها ، كل ما تمنته في هذهِ الحياة أن يكون مصعب زوجها ، هل هذا كثير جداً عليها ؟! ، أن تتمنى ما هو أصلاً من حقّها !! .
سمعت صوت باب الحمام يُفتح ، لا تعرف هل الطقس بارد ، أم أن وجوده جعلها تقشعر هكذا ، كأن جسدها يبدي رفضه هو الآخر بهذا الرجل وليس قلبها وعقلها فقط ، إنّما بكل ذرة فيها .
:- تعالي إلى هنا .
ضغطت بقوة على أسنانها وإستقامت من مكانها ، كانت قد غيرت فستان الزفاف ببيجاما من الساتان وجدتها في الخزانة وجففت شعرها ثمّ جلست منتظرة أن يأتي زوجها ، في ليلة زواجهم ، المأساوية المقيتة لحد لا يوصف برأيها .
كان يجلس على طرف السرير ، يرتدي سروال فقط ، وشعره الندي مبعثر ، وقفت أمامه ونظرت إلى خلفه ، فقط لا تريد النظر لوجهه ، قال لها وبدا صوته نزقاً ، كأنه هو المجبر على هذا الزواج وليس هي .
:- حجاب الصلاة معلق على الشمّاعة ، إرتديه لنصلي .:- لكنني صليت العشاء بالفعل ، لا يوجد صلاة بهذا الوقت .
كان عاقداً حاجبيه وهو ينظر لها بتلك النظرة ، مما جعلها تشيح بوجهها ، وجسدها كله يبدي رفضه ، تحفر راحتي يديها بأظافرها ، لا تريد إبداء ردة فعل ، فقط مشت إلى المكان الذي أخبرها عنه وأخذت حجاب الصلاة ، ثمّ إرتدته بالكامل ، فوقف هو وأخذ قميص قطني وارتداه ووضع سجادة صلاة ووقف ، مشت هي تأخذ سجادة صلاة من الرفوف الخشبية وتضعها بالقرب منه على الجنب .
ثمّ بدأت تصلي مع صلاته ، وبدأت تدعو الله وهي تعض على شفتيها لئلا تسقط دموعها ، قلبها يؤلمها بشدة إنها لا تريده ، قالت بحرقة في داخلها .
:- أرجوك يا الله لأموت قبل أن يلمسني ، لأحترق ، المهم ألّا يلمسني ، لا أستطيع أن أكون زوجة لغير مصعب لا استطيع .
أنت تقرأ
تعالي إلى جحيمي
Storie d'amore#رواية_رومانسية :- تعالي . وقفت بعيدة عنه خطوة ، خائفة وتحاول أن تتظاهر بعكس ذلك ، وكانت تصرفاتها واضحة كم بدت صغيرة ، تنفس والعصبية على قسمات وجهه ، أمسكها من ذراعها وسحبها إليه ، وقال لها مبتسما ، كأنها ابتسامة شرير في أحد البرامج الكرتونية ، هذا...