الفصل السابع

30.5K 1K 347
                                    

بقلمي بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

***************************

فتحت عينيها ، إنها لم تنتبه حتّى أنها مازالت ترتدي حذائها ، محرجة تجلست على السرير ، وسحبت حذائها من قدميها ووضعته على الأرض ، وسحبت نفسها على طرف السرير ، بينما هو خلع قميصه ، وتمدد على الطرف الآخر من السرير ، وعلى الفور إنتظمن انفاسه ونام .

**************************

جلست نورسين على السرير ، كانت مرهقة متعبة ، لكن لماذا لم يزورها النوم ؟ ، إنه أصبح ضيف سيء ، ينقطع عن المجيء في أوقات كثيرة ، وكلما أتى كان ضيفاً ثقيلاً ، يرهقها بالكوابيس ، وأضغاث أحلام غير مفهومة .

كانت قد ذهبت واستحمت ، إعتقدت أن الإستحمام سيجعلها ترتاح أكثر ، لكن ذلك لم يحدث ، بل أنها لم تستطع حتّى إغماض عينيها ، سحبت الغطاء ، وغاصت بداخل السرير تضع رأسها على الوسادة ، ونظرت إلى الرجل الراقد بجانبها ، كان نائماً ، وجهه عابس ، ولأول مرّة منذُ زواجه منها تنظر إليه .

لديه لحية نامية ، وعبوس في حاجبيه ، وفمه مطبق ، كما لو أنه ليس نائماً ، مغمض العينين فقط ، إبتلعت دموعها وهي تضع يدها أسفل رأسها وتنظر إليه ، بينما صوت حماتها يعود إلى رأسها وهي تقول ...
إحترمي نفسكِ يا فتاة ، وإحمدي الله أنه تزوجكِ ، ولم يرميكِ في السجن لتفني سنوات شبابك هناك .

.. لو لم تقتلي زوجته وطفله ، أنتِ وأختك الرعناء ، لا أعتقد أنه سيلتقطك ويتزوجكِ ، أنا لا أعرف كيف يستطيع أن ينام بجانبك حتّى !! .

هي لم تكن تقود السيارة ، ومع ذلك كانت هي المسؤولة عن موت زوجته !! ، بينما هناء ، حين رأتها اليوم ، شعرت نورسين لوهلة أنها لا تستحق التضحية من أجلها ، إنها بالكاد تتذكر وجود نورسين ، لقد بدأت تخبرها كم أن زوجها وسيم ، وأن المنزل الذي تعيش فيه رائع ، وكم هي محظوظة بعائلة زوجها الهادئة ، وأن غرفتها جميلة جداً ، لدرجة جعلت نورسين تتسائل ، هل الجميع سطحيين لهذهِ الدرجة !! ، ألا يمكن لأحدهم أن ينظر لقلوبنا لمرة واحدة على الأقل ؟! .

خرجت من شرودها ، بينما ترى معاذ يتقلب ، كان يتعرق بشدّة ، وجهه بدى متصلباً ، يبدو أنه يعاني من كابوس ، كما يحدث معها ، إبتسمت وهي تنظر إليه ، من الجيد أن تراه يعاني ، كما يجعلها تعاني ، كان يتنفس سريعاً ويحرك رأسه ، وشعره إلتصق بجبينه لتعرّقه الشديد .

بينما نورسين تطالعه متبسمة وقد ظهرت أسنانها لإبتسامتها الواسعة ، لن تكون طيبة ، ستكون سيئة مثلهم ، ستفعل كما يفعلون ، لقد سحقوها بأقدامهم ، لقد إنتهكها ، كما لو كانت لا شيء ، إنها لا تشفق عليه حتّى حين ترى الألم بعينيه ، حين ترى صوره مع زوجته ، إنه لم يترك لها الشفقة ، لقد نزع منها كل ما هو جيد .

“‏لقدّ استنزفَ الطريقُ الطويلُ مشاعِري وتوقعاتي ..
لا أشعرُ الآنَ بشيءٍ ولا أتوقَّع شيئاً. ”

تعالي إلى جحيميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن