بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة*********************
لقد قرأت تلك الرسالة التي كان يقصدها بها حتّى وهو لم يوجهها إليها ، لقد وضع ذلك المنشور منذُ ساعاتٍ قليلة ، وبقيت هي تقرأ النص المقتبس من قصيدة نزار قبّاني ( خاتم خطوبة ) ، يقول أنها سبية الدينار !! ألا يقرأ المحب عيون حبيبه !! ، ألا يرى الألم في عيونه !! .
نظرت إلى زوجها ، كان نائم ، إنها بالكاد تنظر إليه ، إن قلبها لا يستطيع تقبّله ، كأي شيء نعرف بأننا لن نستطيع تغييره ونحاول التأقلم ، بعض المحاولات تكون ناجحة ، أمّا التعاسة ، في تلك المحاولات الفاشلة .
خرجت من السرير تمشي بهدوء بأقدامها العارية بينما تسحب أحد قطع الملابس التي رُميت بعشوائية على الأرض وإرتدتها لتستر نفسها ، أبعدت شعرها المبعثر عن وجهها تجمعه بربطة شعر ، ذهبت إلى الحمام .
وقفت تحت سيل الماء المتدفق ، اغمضت عينيها يا اللهي لقد صنعت مع مُصعب حياة تخصهم في خيالها وخياله ، وكانت عازمة على جعل تلك الخيالات حقيقية ، تخيلت أول يوم بعد زفافهم ، تخيلت كيف سينظر لها دون تردد ، سيلمسها ، تخيلت كيف ستكون ردّة فعله على أول حمل ، ثمّ أول طفل ، تخيّلت كيف ستكون حياتها مع رجلها ، بحياتهم الخاصة وحولهم الكثير من الكائنات الصغيرة تقفز بكل مكان ، كيف سيستطيع الإعتياد على طعامها المحترق غالباً .
خرجت من الحمام بعدما إرتدت قميص خفيف وفضفاض ، رغم برودة الطقس ، مشت بإتجاه الشرفة ووقفت عند زجاجها تنظر إلى المطر المتساقط ، وصوته يدوي وسط هدوء المكان ، أطبقت على فمها حين وجدت بأن دمعها يغلبها .
" أهذا شعور أم مسامير تطرق ؟! "
في الصباح كان هو يتجهز للعمل بعد صلاة الفجر ، بينما نورسين ، كانت جالسة أمام حاسوبها الذي قد أحضره لها لتدرس عليه في بداية السنة الثالثة في الجامعة وبعدها ستبدأ في الدراسة السريرية .
ما يزالان كغريبين ، كما لو أنهما إلتقا صُدفةً للتو ، لا أحد منهما يبدأ الحديث مع الآخر ، كأن كل منهما أُجبر على العيش تحت سقف واحد مع الآخر ، رغم أن ما حدث كان بناء على قرارات حرّة لكل منهما .
كانت تربط شعرها بعشوائية وتجمعه فوق رأسها ، بينما هي متكورة على الأريكة ، وجهها ذابل ، هناك عزاء تحت عينيها يُظهر قلّة النوم الذي يصيبها ، بينما هو كان كتوم أكثر من ذلك ، كأن ألمه مدفون بطريقة لا يمكن لأي بشر يستطيع رؤية ما يخبأه ، هل عيباً أن يحزن المرء ؟! ، ربّما بالنسبة لمعاذ ، فالأمر أكبر من العيب .
:- أريد الذهاب إلى منزل عائلتي .
قالت نورسين بينما تضع حاسوبها المحمول جانباً وتقف حيث كان معاذ ينظر لبعض الأوراق التي تخص عمله ، دون النظر إليها ، أجابها .
:- عندما آتي في المساء ، سنذهب سويّاً .
أنت تقرأ
تعالي إلى جحيمي
Romance#رواية_رومانسية :- تعالي . وقفت بعيدة عنه خطوة ، خائفة وتحاول أن تتظاهر بعكس ذلك ، وكانت تصرفاتها واضحة كم بدت صغيرة ، تنفس والعصبية على قسمات وجهه ، أمسكها من ذراعها وسحبها إليه ، وقال لها مبتسما ، كأنها ابتسامة شرير في أحد البرامج الكرتونية ، هذا...