الفصل الرابع

33.3K 943 89
                                    

بقلم بوفارديا_66
اتمنى لكم قراءة ممتعة .

****************************

:- أخي .. لقد حضّرت لي ولك كوبي القهوة ، هل تريد ؟ .

سمعت نورسين صوت فتاة من خلال سمّاعة الهاتف ، قالت له .
:- إذهب يا مصعب إذهب ، لن أتصل بعد الآن .

***

أغلقت نورسين الهاتف ، ووضعته جانباً ، وأغمضت عينيها ، إنها لا تجرؤ على البكاء حتّى ، كيف وصلت إلى هذا الحد من البؤس ؟! .

حاولت أن تنام ولم تستطع ، تلك المرأة هاجمت أحلامها ، حتّى أن صوتها كأنها قد همست بإذنها قائلة .
:- قتلتلني أنا وطفلي ، لن أسامحكِ أبداً وعند الله تلتقي الخصوم  .

شهقت تفتح عينيها والعرق يتصبب منها ، كانت تتنفس بقوة وهي تمسح وجهها ، بالكاد غفت نصف ساعة ، مشت إلى الحمّام .. خلعت ملابسها ووقفت أسفل المياه المنهمرة ، حتّى دموعها بدأت تسيل مع المياه ، وقليلاً حتّى بدأت تجهش بالبكاء ، بكت في الحمام لساعات ، متعبة من الكوابيس ، من رؤية تلك المرأة ، من كل شيء .

إنها لم تنام ، منذُ ماتت المرأة ، كانت تنام نوم متقطع كله كوابيس ، أسفل عينيها كأنه حداد ، لا أحد تستطيع أن تخبره عن مدى ألمها ، وما حجم المعاناة التي تعيشها ، إنها تفضل الموت على أن تبقى على هذاِ الحال .

في الصباح كانت جالسة في غرفتها لم تخرج منها ، أخذت أحد الكتب من مكتبتها الصغيرة ، كان رواية البؤساء ، البعض يحبّ أن يبدو بائس ، ليس لشيء فقط لأن هناك شيء بداخله يخبره كم أن البؤس يجعلنا نشعر بإنسانيتنا .

كانت قد إقتربت نهاية الفصل الدراسي للسنة الثانية ، ورغم أنها كانت متحمسة للنتائج ، لكنها الآن لا تتحمس لشيء ، بعد إسبوع ستبدأ محاكمتها ، ولعلّها في سجنها لا ترى تلك المرأة .

عند الظهيرة كانت قد بقيت في غرفتها ، سمعت طرقات على باب غرفتها ، ولأنها كانت ترتدي ملابس قصيرة إستقامت من مكانها وسألت .
:- من ؟ .

:- أنا مريم .

فتحت لها نورسين الباب قالت مريم مبتسمة .
:- هل يمكنني الدخول ؟ .

اومأت لها نورسين وهي تفسح لها المجال .
:- بالطبع تفضلي .

دخلت مريم وأغلقت الباب وراءها ، قالت لنورسين وهي تمسك يديها .
:- لدي خبر سار لكِ .

إبتسمت لها نورسين وقالت .
:- وأخيراً ، كنتُ أظن ان حياتي ستمضي دون سماع خبر سار ...
.. ما هو ؟! .

تعالي إلى جحيميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن