بقلم bovardia_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة .**************************
كانت صامتة حين عادوا ، ربّما من الصدمة ، لكنها بركان على وشك الإنفجار ومستعد ليملئ الدنيا حمم ألمه المكبوت .
نزلت خلفه ، ومشت في الممر ذو الرصيف الخشن ، والأضواء الهادئة للحديقة كانت تعطي إنطباعاً سريالياً للمكان ، كان اللقاء هو بمثابة قنبلة قد فجرها معاذ أمام السيّد هارون وأمامها ، ولم يكن على نورسين سوى الصمت امام عيون جدّها القاسية التي حدجتها طوال السهرة بنفس النظرة التي لم تلين ولم ترق قسوتها رغم مرور السنوات عليها ، بقيت بنفس الشراسة ، الغلظة ، القسوة ، الشدّة ، الصلابة ، والعنف .
كانت العائلة متجمعة في غرفة الجلوس ، بحميمية يُحسدون عليها ، فوالد معاذ السيّد أحمد كان يجلس على الأريكة ، جوليا تضع رأسها بحجر والدها وعلى وجهها إبتسامة طفلة ، وشعرها متدلي كأنها خارجة من برنامج كرتوني ، السيّدة ماجدة ، تجلس على الأريكة المجاورة لزوجها ، تشرب من فنجان قهوتها ، وتحدّث زوجها والذي يبتسم لكلماتها الحافتة ، وعينيه تلمع كلّما نظر إليها ، فتسبل جفنيها بحياء مراهقة ، ومعتز كان جالساً على الأرض ، يستند بظهره على الأريكة التي تتمدد عليها جوليا ويتحدث مع أخته بينما ينظران سوياً على حاسوبه الشخصي ، حيث يعدّل على فيديوهاته المصوّرة التي ينشرها بانتظام على صفحته الشخصية في موقع يوتيوب .
دخل معاذ إلى الغرفة وبجانبه كانت نورسين بينما ألقى السلام على العائلة ، وخلال لحظة شاهدت نورسين ، كيف جوليا قفزت تقريباً من حضن ابيها ، وتجلست وقد هبّ شعرها الحريري لحركتها وتطاير معها ، ونظرت لأخيها بنظرة ... خشية !؟ .
كانت نورسين متعبة من اللقاء الذي اهلك مشاعرها ، واستنزف طاقتها بالكامل وجعلها خائرة القوى ، وأخبرت زوجها بهمس .
:- سأذهب إلى الغرفة ، أنا متعبة .اومأ لها دون أن يتكلم وقد استأذنت من الجميع وتمنّت لهم ليلة سعيدة وخرجت وهي متخدّرة الأطراف .
قال معاذ لجوليا وقد وقف مكانه .
:- جوليا تعالي معي .بدت متوترة وازدرءت ريقها وهي تقف مكانها ، إلّا معاذ ، هو الوحيد الذي يجعلها تبدو هكذا ، متوترة ! ، مضطربة الأنفاس ! ، نظرت له فأشار لها بحاجبيه أن تقف من مكانها وتتبعه ، قالت والدته .
:- ماذا هناك ؟ .:- هناك شيء أريد التحدث به مع جوليا .
قال والده .
:- معاذ .النظرة الصارمة التي تلقّاها من أبيه فهمها دون حتّى أن يتكلم والده ، إن والده لديه اسلوب يجعل حّى الجاهل يفهم ، لكنه قال .
:- لا تقلق .خرج معاذ ، ونظرت جوليا لوالدها كأنها تستنجد به قبل خروجها من الغرفة خلف معاذ ، فمعاذ مجنون لا يراعي أبداً مشاعر الآخرين إن كان يريد تنفيذ ما بعقله ، وهذا كان الشيء السيئ به ، وكانت زوجته السابقة تعاني من هذا ، وعلى ما يبدو أن نورسين هي الأخرى تعاني من جلفه .
أنت تقرأ
تعالي إلى جحيمي
Roman d'amour#رواية_رومانسية :- تعالي . وقفت بعيدة عنه خطوة ، خائفة وتحاول أن تتظاهر بعكس ذلك ، وكانت تصرفاتها واضحة كم بدت صغيرة ، تنفس والعصبية على قسمات وجهه ، أمسكها من ذراعها وسحبها إليه ، وقال لها مبتسما ، كأنها ابتسامة شرير في أحد البرامج الكرتونية ، هذا...