الفصل السادس والعشرين

24.4K 1.2K 372
                                    

بقلم بوفارديا
اتمنى لكم قراءة ممتعة

************************

:- سيدي القاضي ، أعلم جيداً أن التحقيق لم يكن كافياً، ربّما السيد هارون يعرف أكثر منا عن هذا الأمر

لأنه من أعطى أمرا بإغلاق تلك القضية، لأنه أعتبرها أو جعل الجميع يعتبرها (عملية إنتحار).

كانت نورسين تجلس متصلبة، شاحبة الوجه، وعينيها تنظر على الطاولة أمامها حيثُ تجلس منتظرة ليسمح لها القاضي بالتحدث كالشاهد الرئيسي.

ولم يتوقف معاذ عن الكلام جاعلاً كل من في القاعة متوتراً ويجلس على أعصابه، سحب هارون نفس خشن وهو يرد قائلاً.
:- ملف القضية لم يتوقف، إنه موقع على أنه بالأدلة الكافية قد تم إثبات طريقة موتها.

لم ينتظر هارون ليتحدث المحامي الموكل، بل كان يقول ذلك بلهجة سريعة جوفاء، ومن الغريب والمستغرب حيثُ جلس الجميع الذين في قاعة المحكمة مذهولين،. أن القضية بالأصل كانت لمطالبة نورسين بإعتراف والدها بالأبوة، وليس عن ماضٍ قد مرّ عليه أكثر من عقدين من الزمن.

:- حسناً سيد هارون، إذا كنتَ تقول هذا، أريد أن أعرف مكان قبرها، إن إبنتها لم تزره قط.

ظهر صوته مرتجفا.
:- سُرق في اليوم التالي لدفنها.

:- لماذا لم تترك المختصون يقومون بدفنها وفعلت ذلك بنفسك؟.

:- لأنه.. لأنها من عاداتنا نحن.

:- إذاً يمكنك أن تفسر لنا لماذا تُركت شهراً كاملاً في ثلاجة الموتى؟.

:- كنا تحت تأثير الصدمة في المنزل، أنا لم استطع إستجماع نفسي إلا بوقت متأخر.

كانت هذه الحقيقة ولا يمكن حتّى لهذا الرجل الذي يبدو شديد الذكاء أن يعرف كم كان هارون يقول الحقيقة في أنه تركها لمدة طويلة جدا في ثلاجة الموتى.

:- قبل يوم من موتها كان في المنزل ثلاثون كاميرا مراقبة، ورغم أن المنزل كبير لكن يعد هذا العدد كبير جدا من كاميرات المراقبة، ثمّ في اليوم التالي من موتها،. كان هناك عشرون كاميرا فقط.

:- كانوا معطلين قبل أسبوع، شركة الصيانة قامت بإزالتهم.

:- هذا يفسر كم كانت الصدمة تؤثر عليك لتنتبه لكاميرات المراقبة وتأمر بتغييرهم.

:- الموظفين قاموا بذلك وليس أنا.

وهما إكتشف هارون أن معاذ كان يسحبه ليوقعه في شباك مكره، لقد تحرك وهو يجيب.
:- في ذلك الوقت لم يكن لديك موظفين، غير الخادمة الوحيدة التي تعمل في تنظيف منزلك الكبير، إلا إذا كانت هي الأخرى مسؤولة عن كاميرات المراقبة أيضاً.

تعالي إلى جحيميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن