لازلتُ لا أستوعب هذا اللفظ...
ولا أستوعب وجود شون أمامي مِن الأساس!
وقبل أن تتحرّك شفتاي ناطِقة بأيّ حرف، وجدتُ نغمة رنين هاتفي تدوي في المنزل.
نظرتُ لـ شون فأومأ لي بقبول، توجّهت نحو هاتفي الموضوع علي المنضدة وتناولته لأري إسم لاري بيكر يُضيئ الشاشة، كتمتُ صرختي لأشعُر بأنفاسي تتسارع وبقلبي يتراقص داخل قفصي الصدري.
لاري بيكر هو صاحب أكبر دار للنشر في كندا، لطالما راسلتهُ علي بريده الإلكتروني وعرضت عليه أعمالي التي لم أنشرها بعد، لطالما تمنيت أن يُجيبني لكنه لم يفعل، وها هو يتّصل بي علي حين غرّة!
لاحظتُ أنني شردت في أفكاري وإنشغلتُ في فرحتي وصدمتي المُمتزجان حتي أنني نسيت أن أُجيب علي المكالمة، وإنتهي الرَنين...
تباً! لاري لن يُعاوِد الإتصال أبداً، لستُ بالشخص المُهِم ليفعل.
تنهّدتُ في إحباط، لقد أضعتُ فرصة عمري! من يعلم رُبّما قد إتصل بشأن قبوله لأحد أعمالي!
كدتُ أن أُهشِّم الهاتِف لشدّة غضبي، لكن قبل أن أقوم برميه علي الأرض وجدت إسم لاري يُضيء الشاشة مجدداً ونغمة الرَنين ترتفع.
لاري إتّصل بي مرّتان!
مما يعني بأنّهُ لم يطلُب الرقم الخطأ في المرّة الأولي! مما يعني بأنه يُصِرّ علي مُحادثتي! مما يعني بأنّهُ مهتم بالحديث معي..
تذكّرت مجدداً أنني كِدتُ أتجاهل إتصاله للمرّة الثانية بسبب غرقي في دوّامة أفكاري، فإستعدتُ وعيي ونقرت علي الزر الأخضر لأضع الهاتف علي اذني وأبتسِم دون أي سبب.
"مرحباً سيّدة جروفر، معكِ لاري بيكر من كندا، صاحِب دار 'خيال' للنشر والطباعة." تحدّث بنبرته الرسميّة مُرحِّباً، ومن لا يعرفك يا بيكر؟
"مرحباً بِك سيّد بيكر!" أجبتُ بذات النبرة، فسُرعان ما وصل-لاري للنقطة الأساسية في الحديث "إذاً آنِسة ألِكسندرا، لماذا قصدتِ دار خيال للنشر؟"
أجبت سريعاً "لأنها دار مشهورة ومرموقة وذات سُمعةٍ طيّبة وصيتٍ وشُهرة."
"ولماذا تظنين أننا قد ننشر كتاباتكِ؟"
"لأنّها تستحق أن تُنشَر.. لتصل لشريحةٍ أكبر مِن القارئين حول العالم."
"لكنّكِ لازلتِ في مقتبل العُمر ولستِ معروفة كفاية لنثق بكتاباتكِ!"
"هذا ليس مقياساً لأي شيء! ثم أنهُ يكفيني أنني أثق بها."
"أعمالكِ المنشورة وغير المنشورة تحمل أفكاراً غريبة ومعتقدات عجيبة، ألا يُخيفكِ هذا؟!"
"لأنني لستُ أُحِبّ إتّباع المألوف والكتابة المبتذلة التقليديّة، ثم أن هذا ليس مُخيفاً أبداً.. ففي النهاية هي معتقداتي وأفكاري التي سأفتخر بها لطالما حييت."
أنت تقرأ
منتصف الليل في باريس.
Fantasíaإن إمتزج واقِعُكَ مَع خيالِك، هل سيكون عَقلُك هو الضحيّة الوحيدة؟ حَـــادِثــَةٌ، وقعَت في باريس بالثانية عشر صباحًا، خُرِّبَت حياتي بعدها لِتنقلِبَ رأسًا على عقب. - جميـع الحقـوق محفوظـة لـي©. • فازت الرواية بمسابقة النشر الاقليمي على مستوى القاهرة...