"شكّ القُرّاء كان بمحلِّه إذًا! لقد أحزنتني رغبتكِ في ترك الكتابة، لم أتوقّع ذلك أبدًا..."
"أُريدُ زيارتكِ في يومٍ ما، أتسمحين؟"
"عزيزتي ومُلهِمَتي ألِكسندرا، لقد بدأتُ أقلق! أنا قادمة غدًا.."
نقرتُ على إسم حسابها بعد قراءة رسائلها ذات التواريخ المُختلِفة، وألقيتُ نظرةً سريعةً عليه حتى وقعت عيناي على آخر مَنشورٍ لها:
أرسلتُ لها ذات يوم 'ورود بيضاء تُنافِسُ بياض قلبِك' لأنّي ساذجة! ساذجة جدًا..
قرأتُ التعليقات فكان أغلبها ممن يقتله الفضول حول معرفة مَن تقصد، فوجدتُ ردّها الذي كان مُنذُ دقائق: شخصيّة خذلتني. صارحتني ببرود أن الأمل التي كانت تمدّني به طوال تلك الفترة كان مجرّد كذبة أحببتُ تصديقها.
وضعتُ هاتقي جانِبًا، ونظرتُ لطعامي الذي بَرد دون أن أتذوّقه حتى.. وتنهّدتُ طويلًا.
إذًا كانت لورا صادِقة بشأن إخباري بمجيئها، أنا من تغيّب عن مواقع التواصل الإجتماعي في الآونة الأخيرة.
لن أكذب وأوهم نفسي بأن الأمر برمّته لا يضايقني، بل يمزّقني! كلماتها كمقطوعةٍ موسيقيةٍ عنيفة تأبَى مُغادرة أذني، ونظراتها التي تحوّلت من فرحةٍ وخجلٍ وفخرٍ إلى خذلانٍ وأسفٍ وندم لازالت تؤلمني! لقد أحيَت مشاعرٍ وأوجاعًا حارَبتُ ظهورها لفتراتٍ وفترات.. وكانت النتيجة فَيض دموعي وإنهيار جُمُودي المُزيّف.
كلماتُها كحبّات ملحٍ رَمَتها على جرحٍ عميقٍ في قلبي لم يجِفّ.. فَتَلَوَّى ألمًا.
لن أنكر أنٌ رسائلها كانت تجعلني في قمة السعادة! ولا يحزنني سوى تبدُّل كلمات نعتتني بها مثل 'كاتبتي المُفضّلة، مُلهمتي، قُدوَتي.' بـ 'ضعيفة. مُخذِلة. شخصيّة.'
همستُ لنفسي في خفوت "لن تبكي مجددًا!" لأمسَح دموعي وأتماسَك، مرّت الثواني.. وغرقت أجفاني في الدموع مرّة أخرى لِأفقِد السيطرة عليهم وأنهار باكية.
*****
أين تكون حين أحتاجك؟ أين تختبئ حين أبحث عنك؟ أيّ مسارٍ أسلُك لأصل إليك يا مَن عذّب فؤادي بقدرِ ما أحياه؟!
تُشبه المطر جدًا! تُشْبِهه بقَسوَته وبهَجرِه الطويل،
تأتي فجأة تخلُق في قلبي فرحًا وأملًا
و أَتَفَاجَأ بَعد لحظاتٍ برَحيلِك!
وتُشبه المُخدَّرات.. تمنحني نشوةً مؤقتة ثم تُغرِقني في عواقبٍ لا حصر لها.
كالماء تمامًا، تُحيي وتُميت.. تُسقِي وتُغرِق.
أحيّ أنت أم ميّت بقلبٍ نابِض مثلي؟
أتعبني إشتياقي، وأرهقني إنتظاري..
وأنت بارد لا تشعر، فسأكون باردة مثلك، بل وأكثر!
أنت تقرأ
منتصف الليل في باريس.
Fantasiaإن إمتزج واقِعُكَ مَع خيالِك، هل سيكون عَقلُك هو الضحيّة الوحيدة؟ حَـــادِثــَةٌ، وقعَت في باريس بالثانية عشر صباحًا، خُرِّبَت حياتي بعدها لِتنقلِبَ رأسًا على عقب. - جميـع الحقـوق محفوظـة لـي©. • فازت الرواية بمسابقة النشر الاقليمي على مستوى القاهرة...