الجزء إثنان وثلاثون

2.2K 87 4
                                    


كانت ذقنه قد نمت قليلا و عيناه غائرتان بسسب السهر ظهرت حولهما خطوط لم تكن موجودة قبلا فكانه كبر عدة سنوات .. فكيف وصل به الحال لهذه النقطة ... فكر و سؤال يشغل باله ماذا لو كان هذا كابوس فقط جلس ياغيز.على احدى المقاعد المطلة على المضيق تعبث الرياح بشعره نظر الى ساعته تبقت 3ساعات على اقلاع طائرته المتجهة الى امريك
مضى اسبوع منذ اخر مرة راها فيها عند التلة تنهد بضيق و هو يحاول ان يجد تلك النقطة التي اخطا فيها  و كيف انهار عالمه في اسبوعين فقط ..
يذكرها تماما عندما جاءها تلك الليلة كان ثملا احتضنته وعيناها تلمعان بشغف ..في تلك اللحظة التى اقترب منها كان يود بشدة تقبيلها لكنه جبن و.تراجع كان يريد ان يكون بكامل وعيه وان يكون بامكانه لستحضار تلك اللحظة التى طالما تمناها لكنه ندم اشد الندم فلا يهم مقدار ذهاب عقله عندما يتعلق الامر بهازان فهو لا ينسى شيء بخصوصها ابدا . مند تلك الليلة لم ترد على مكالماته جن جنونه تماما عندما علم انها عادت للقرية فسافر اليها ....... ربما فعلا  .. تاخر كثيرا تاخر .على انقاذها....و دمعت عيناه .. اوقف افكاره عند هذه النقطة و وقف و ارتدى نظارته الشمسية و اتجه نحو سيارته في مشواره الاخير للمطار .....
..
استيقظت صباحا كان احدى تلك الصباحات التى لم تتمنى ان تعيشها ابدا .. منذ عودتها من اسطمبول. هي لا تتحدث مع احد ابدا لا امها ولا ايجة و لا حتى والدها .. ايجة التى تخلت عن موقفها الغاضب تجاه اختها و قلقت كثيرا لاجلها بعد ان علمت من والدها برغبة عثمان الزواج بهازان طرقت باب هازان عدة مرات لكن دون جدوى حاولت ان تعرف ما بها من ياغيز لكن هو ايضا لا يعلم لم تكن تقبل بالحديث او الذهاب لطبيبها النفسي حتى كانت تخرج صباحا و تلجس عند التلة و تعود مساءا لتغلق باب غرفتها و تعيد نفس النظام في اليوم اللاحق ياغيز ضاق ذرعا بكل الضغوطات  في العمل و قلقه و شوقه لهازان ففي  احد الصباحات قرر ان يقود سيارته متجها الى هازان  حيث ينبض قلبه ..وصل بعد الظهيرة كان الجو قد بدا يميل للخريف و انقضت ايام الصيف الدافئة كان الارض بدات تفقد شيء من حيويتها و كذلك السماء بدت غاضبة ملبدة بغيوم رمادية .....
ما ان اوقف سيارته حتى
شعرت به قبل ان يصل نبض قلبها اخبرها عطره اخبرها و خطواته المترددة جلس بجوارها لم تنظر اليه كان غاضبا منها و قلقا عليها و يطير سعادة برؤيتها غضبه منها لانها تجعله يشعر بهذا القلق صمت لفترة ثم قال لماذا كلما اقترب اليك تبتعدين عني لما كلما ظننت اننا شيء تجبرينني ان افكر باننا لا شي تختفين تبتعدين و.تتركينني كان يتحدث بنبرة هادئة حزينة..اكمل : هل تخافين مني؟ .. ابتسمت لنفسها بسخريةو نظرت اليه بحقد ثم عادت تحدق في الافق و اطلالة التلة العظيمة على المدينة العريقة .
. اكمل و قد بدا يشعربالقلق اكثر اذ ان هازان لا تبدو بخير ابدا .. قال :ايجة اخبرتني انك هنا و انك لا تتحدثين الى احد .. التفتت اليه مجدا و بدات تضحك بصوت عال  رفع حاجبيه مستفهما و قامت من فورها لتغادر فقام خلفها و امسك بذراعها بعنف و ادارها لتواجهه و سحبها اليه حتى التصق جسداهما.. قائلا بتحدي هازان التي اعرفها تركت مخاوفها في الماضي وقررت المواجهة الان ماذا حدث حتى عدت الى تلك الفتاة الجبانة كان ينظر داخل عينيها و يضغط بشدة على ذراعها فسحبتها منه بعنف و دفعته عنها  بكفيها صارخة انت ما حدث لي ... انت  بدا صوتها يتهدج و عيناها امتلاتا دموعا  .. انت انت وعدتي ان تكون دائما موجودا لاجلى و خدعتني ..

 شفاء الروح (الفصل الأول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن