كما هو الحال في كل يوم لا جديد غير بكاء أمل المستمر ..إنها أصبحت علي تلك الحالة المُخزية ..تبكي كثيراً وياليت دموعها تنتهي ...!
مر شهراً حتي فقدنا عودة والدة أمل ..وهل فقدت أمل الأمل حقاً بعودة والدتها!!
إنها تستيقظ في الليل بفزع مع شهقات مُستمرة وبكاء ..
وإنني أشاهد و والدتي تُشاهد كذلك ولا نستطيع فعل شئ..
اسمع أمي تدعي ليلاً في صلاتها بأن تعود ياسمين بخير..
وكذلك أمل..وأنا أنا كُنت أدعوا الله أن يصبر أمل علي فراق والدتها شئ بداخلي أخبرني بثقة أن والدة أمل لن تعود!وكذلك أخيها الصغير..
....
بعد مرور شهرين ..
استيقظنا على خبر مُفزع وهو انقلاب سيارة العُمال الذين يأتون من الريف للعمل في المصانع ..
الصور التي نُشرت في الجرائد كانت مُفزعة..إن أجسامهم مُتناثرة والدماء مُنتشرة علي الطريق ..
قُلت همساً عندما وجدت أمي تنظر إلى الجريدة بخوف وعينيها تكاد تخرج من وجهها مع تغير لون وجهها:"أمي!"
أغلقت الجريدة ودموعها تتساقط:"أخفي هذا عن أمل"
أخفينا الجريدة أنا من ألقيت بها في القمامة و أخذت القمامة خارج المنزل لألقي بها..!
عرفت فيما بعد من أمي أن ياسمين من أسماء الذين ماتوا في الحادث ..وأخبرتني أمي أنه لا وجود لإبنها الصغير!!
وقتها بكيت في الظلمة على أمل تلك الصغيرة كيف ستتحمل!!
كنت ارفع رأسي للسماء وأنا أدعوا الله أن يصبر أمل وهي كل ليلة تستيقظ بفزع تقول :"أمي ليست بخير"
"أخي وحيد".."حلمت بأبي!".."أنا وحيدة!".."يارب ارحني وخذني إليك".."إنني أريد أمي يا زيد..أمي!"
..
وما باليد حيلة ..والله يفعل ما يريد فهو أرحم عليها منا..وإنني حزين!
_________________________________
مرت السنوات وهاقد تأقلمت أمل علي وضعها بيننا وربما فقدت الأمل بعودة والدتها حقاً تلك المرة..
أصبحنا في المتوسط وكبرنا وتخرجنا من الإبتدائية..
كُنت سألت أمل عن حلمها وتعجبت عندما أخبرتني:"طبيبة بالتأكيد وأنتَ؟"
قُلت ضاحكاً:"يليق بكِ لأنكِ فتاة بالنسبة لي أريد أن أكون جندي"
رفعت حاجبها الأيسر بتعجب :"جندي"
قلت بلطف:"أجل..لأدافع عنكِ إن حدث مكروه لكِ ..أريد أن أصبح شجاعاً"
وهي ضحكت وصمتنا..عندما نادت علينا والدتي لنتناول الغداء ...
..........
"ماذا تكتب يا زيد؟!"
أجبت مُبتسماً :"آخر ما أتذكره عن قصتي وأنا صغير عزيزتي"
ضحكت غدير ..صحيح غدير هي زوجتي الآن "لقد كنت أتحدث مع أمل بالأمس!"
ألتفت إليها وأنا أقول مُبتسماً:"لقد تحدثت معها اليوم قبل ساعات"
ابتسمت غدير وهي تحرك شعرها بدلال:"أشعر حقاً أنك والدها .."
ابتسمت بحزن وأناأغلق الضوء وأقول:"ومن لها غيري بعد وفاة أمي يا غدير..."
#يتبع
أنت تقرأ
أمل
Romanceإنني أتجرع كل يوم ألماً جديداً مُختلفاً عن الآخر والجُرعات أصبحت مؤلمة ..وكثيرة علي قلبي المُنهك وعقلي الممتلئ بالأحداث ..وكأنني ورقة بالية ألقاها أحدهم بإهمال بعد أن كتب بها كلاماً جميلاً مُنسقاً..إنهم يتخلون دائماً ولن يصمد معي غير نفسي ..نفسي الب...