الجزء الحادي عشر

116 11 1
                                    

سمعنا طرقاً على الباب ..ذهبت هويدا لتفتح الباب وسمعت صوتها المُتعجرف يقول:"من أنتِ"
وسمعت الصوت الرقيق يقول:"أمل بالداخل؟!"
خرجت مُتعجبة لأجدها زوجة زيد ماذا كان أسمها يا ترى !!..أجل غدير ..قُلت:"مرحباً"وعيني تنزل إلى الطفل الذي بيدها تبدو فتاة!!ولم تقفز في خيالي إلا صورة أمي الأخيرة وهي ترحل بأخي ..إلى الموت!!
طردت الأفكار من رأسي وأنا أقول :"تفضلي يا غدير"
دخلت غدير مُبتسمة بلطف ..تلك الفتاة رقيقة لا أدري كيف يتعامل زيد مع كل هذه الرقة صدقاً..هل يصرخ في وجهها!!!!!
جلست وهي تقول:"كيف حالك الآن عرفتُ من زيد تعبك لم أستطع الحضور إلى المشفى ..حمداً لله على سلامتك"
قُلت بلطف:"سلمكِ الله وسلمت قدمكِ لحضورك.."
ضحكت غدير خجلاً! وردت:"شكراً لكِ يا غالية"
إن كلمة الغالية تكثر تلك الأيام وكم أحب هذا!!
"العفو!"
قدمت إلي الطفلة وهي تقول:"هذه سُعاد إبنتي"
شعرت بالعجز وأنني لا أريد الإمساك بها وحملها ولكنني تحاملتُ على نفسي ..وحملتها ..وكم كانت دافئة وو:"تُشبه زيد!!"
خرجت تلك الكلمات بتلقائية مني جعل غدير تضحك وتتورد خجلاً وهي تقول:"أجل كثيراً!"
إن الصغيرة تمتلك نفس شعر زيد الأسود والعيون العسلي!والبشرة البيضاء ..الأنف أنفها أصغر من أنف زيد ..ربما ورثته من غدير!
ورفعت رأسي بتلقائية نحو أنف غدير وضحكت!!
إنها ناعمة وبشرتها ناعمة، ما أجملها..تبارك الرحمن..!
انتهت زيارة غدير بأثر جميل في نفسي ..وكم أحببت الزيارة بعد أن كنت غير مُتقبلة لها..وكم أريد الإتصال بزيد الآن والإعتذار له..!
___________
عند عودة غدير قابلتني ببشاشة وهي تقول:"إنها لطيفة وتُشبهك كثيراً في طريقة حديثك..كأنني أتحدث إليك..!لا عجب أنكم أخوة!"
ضحكت بمرح قائلاً:"لطيفة كثيراً!"
وأنا أتذكر إحدى المواقف لأمل الصغيرة وهي تُخبر أمي أنني صادقتُ شاب فاسق في المدرسة وعاقبتني أمي بشدة وعندما ذهبت لأخبرها لماذا أخبرتيها ..أجابت بهدوء:"بالتأكيد لأنني أكرهك"
ضحكت بشدة عندما تذكرت شكلي وأنا أكاد أبكي أمامها بأنها تقهرني بحركاتها الخبيثة ..!!
نظرت إلي غدير رافعة حاجبيها :"علي ماذا تضحك"
قُلت بصوت ماكر:"على بطنك المُنتفخة أصبحتِ بدينة أخاف أن يتطور الأمر إلى مالا أحتمل تحمله!"
..
وهذه الليلة نمتُ على الأريكة بسبب مزحتي السخيفة وعلي حجري الصغيرة سُعاد أحاول أن أسكتها..وتباً لمزاحي الثقيل!!
.......
مرت الأيام كما تمر ولكن الفرق أن أمل أصبحت تتصل علي ..وتطمئن علي من حين لآخر ..وأنا كذلك أصبحت أطمئن عليها وسعدتُ بهذا التغير الكبير الذي حدث في حياتي ..على الأقل أصبحنا نتحدث كأخوة فعلاً !!وليس كأعداء في حلبة المصارعة!
لكن المُكالمة الأخيرة لم تكن سعيدة ولم تكن إطمئنان وأنا أُجيب مرحاً:"أمل يا أمل..
توقفت عند سماعي لصوتها المرتجف :"زيد والدي على البا...ب ي يقف مع هويدا!!!!"
خفق قلبي خوفاً وأنا أقول:"لا تخرجي أمل قبل أن أكون عندك..دقائق دقائق فقط غاليتي..."
#يتبع

أملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن