بعد أن هدأت من روع أمل توقف إرتجافها لكنها بقيت صامتة لا تتحدث ..!!
وهويدا واقفة تُشاهد بصمتٍ عجيب !!
بعد فترة قالت هويدا بهدوء:"يُمكنك الرحيل أنا سأهتم بها.."
لم أُُجبها..وقفت وأنا اُجري إتصالاً لأطمئن فيه على غدير والتي ردت بصوت مُرتعب:"ماذا حدث يا زيد طمني أرجوك ..هل أنتَ بخير !وأمل على ما يرام!!"
ضحكت بخفة:"اهدئ حبيبتي ..نحن بخير والحمد لله وأمل كذلك بخير.."
سمعت صوت بُكائها..فقُلت مُتعجباً :"غدير!!"
وتابعت:"لما البكاء حبيبتي؟"
لم أسمع إلا شهقات وصوتها المُتقطع الذي خفق بقلبي خوفاً أن يكون حدث شئ لها:"ق..قلقت كثيراً...لقد رحلت... ركضاً دون أن تخبرني شيئاً...غير..إسم أمل ..قلقت ..حمداً لله أنكَ بخير!:
همستُ بإسمها:"غدير!!"
وصلني صوتها بعد ثوانٍ:"نعم"
ابتسمتُ قائلاً:"أنعم الله عليكِ حبيبتي!"
وهي ضحكت ببساطة!!
تابعت بعد سماعي لضحكتها العذبة:"دقائق وسأكون عندك.."
همهمت قائلة:"حاضر"
قلدت كلمتها التي وضعت في غير موضعها :"حاضر ...حضر لكِ الخير يا حلوتي!"
........
رحلت وأنا مُطمئن على أمل أخيراً أن والدها لن يمسها بسوء وسأتابع بنفسي أخباره ..عسى ألا يخرج إلا معدوماً..
استقبلتني غدير بأحضانها وكم كُنت ممتناً أنا دائماً مُمتن لغدير لأنها معي وأشكر ربي لأنه من رزقني إياها..ف الحمدلله.
قُلت ضاحكاً :"سعاد نائمة.."
ابتسمت الأخرى براحة عجيبة وهي تغمض عينيها وتلتف حول قدم واحدة كراقصات البالية!وتابعت دورانها وهي تقول:"أجل أخيراً أشعر بالحرية والراحة الأن.."
نظرت إليها مُستمتعاً:"هل تعلمتِ درساً جديداً في الرقص!هل فتحتِ على برامج الأطفال مُجدداً!"
ضحكت وهي تُرجع رأسها للخلف:"سأقع إن توقفت عن الدوران.."
اقتربت منها سريعاً وأنا أُمسك بخصرها..:"يا مجنونة!!"
______________
لم تتعمق هويدا كالعادة معي ولم تسألني عن شئ كل ما قالته:"سأخلد للنوم لقد تعبت أعصابي..أتمنى ألا يظهر أحداً من عائلتك ..فردٌ جديد مثلاً..من الأفضل أن تتصلي ب عاصم فقد خرج غاضباً حانقاً من أخاكِ ..ليس ذنبه ..ليلة هانئة عسانا نتهنا فعلاً!"
.......
ما هي إلا دقائق وإذا برسالة عاصم على هاتفي:"أمل..كيف حالك الآن؟"
كتبت:"الحمد لله"
ثوانٍ وأرسل لي "الحمد لله"
قُلت في نفسي ألن يقول لي غاليتي!إنها كلمة سهلة وأنا أحبها و...
أرسل لي:"سعدتُ بالتعرف إلي أخاكِ!"
كتبت كاذبة:"وبالتأكيد سعد هو الآخر بالتعرف إليكَ"
أرسل:"أجل بالتأكيد!"
كتبت:"لما التعجب!"
أرسل بعد دقيقة من الكتابة تقريباً:"من الجيد أنه أخاكِ.."
ضحكت وأرسلت:"ماذا توقعت!"
أرسل:"هممم لم أتوقع غاليتي فأنا لا أعرف عنكِ شيئاً كما تعلمين !"
خفق قلبي لرؤيتي للكلمة المُفضلة عندي ..كتبت وحذفت وكتبت وحذفت وكتبت وحذفت أخير..
أرسل:"أين ذهبتِ أتكتبين مقالاً!"
كتبت أخيراً وخفقات قلبي تزداد:"شكراً"
أرسل:"هههههههه إنكِ تثيرين دهشتي يا أمل ..لما شكراً الآن!"
كتبت مُبتسمة:"عندما يحين الوقت لأخبرك سوف أخبرك..تذكر فقط عندما يحين الوقت!"
أرسل:"أي وقت ..هل تنوين الزواج مني!!"
شهقت بصدمة وأنا أضع الهاتف في أحضاني خوفاً من أن يكون الكلام حقيقي..
وسمعت أصوات رسائل تصل كثيرة
"أمزح"
"أمل أعتذر ربما مزاحي ثقيلاً!"
"فقط أتأكد من الوقت ههه!!"
"أمل"
"غاليتي!!"
دمعت عيني بخجل وأنا أنظر إلى الرسائل حتي وقعت عيني على غاليتي..!!
كتبت:"تُصبح على خير"
أرسل سريعاً:"كلا"
"ليس قبل أن تحكي لي عن أمل !قصتك تحديداً!"
ابتسمت وأنا أكتب:"عندما يحين الوقت!"
رأيته يُسجل !!!
وأرسل فتحت مُتعجبة رسالته الصوتية(هممم إذن هكذا عندما يحين الوقت..!!حسناً غاليتي تُصبحين على خير)
إنه سيسبب لي صدمة قلبية !!!لم أجبه ولن أجبه لأيام لأنه صراحة أصبح يتمادى ..هل هو قليل الأدب!!!!
_____________
تخرجتُ من جامعتي أخيراً وبتفوق وتخرج كذلك زيد ..وعاصم..أصبحتُ أتحدث مع زيد بإستمرار ويزورني بإستمرار ..
لكن في يوم من تلك الأيام التي مرت على خير حدث شجار بيني وبين زيد وهو على ملابسي وعدم ارتدائي للحجاب ..
وعندما أخبرته أنني سأرتديه عن قناعة صرخ في وجهي:"ألا يكفيكِ كتاب الله لتقتنعي به يا ناقصة للتعليم..والأحاديث!!"
وانتهى الشجار بإرتدائي للحجاب والحمد لله وعن قناعة ..!!!
عند رؤية هويدا لي قالت ضاحكة وهي التي لا تضحك كثيراً!:"تبدين كطفلة بريئة"
أما عن ردة فعل عاصم فقد تهلل وجهه وتلون باللون الأحمر قُلت له قلقة:"ما بك؟"
رد ضاحكاً:"تبدين كحلوى السكاكر .."
وبالتأكيد قدم لي هدية وكانت سلسلة جميلة من الذهب وتاج فضة جميل!!
عندما رأيت تلك الهدية سعدتُ كثيراً وضحكت وأنا اذرف الدموع قائلة:"يا عاصم!!"
ضحك هو الأخر قائلاً:"يا أمل يا حلوى السكاكر"
..................
وباقي أيامي مرت على خير جميلة عرفتُ فيما بعد أن أبي قد مات بعد خروجه من السجن مات مقتولاً على يد أحد من أصدقائه الخبيثين ..
تقدم عاصم إلي يطلب يدي من أخي ..
لكنني لم أوافق للمرة الأولى كم كنت خائفة!!
وأول ما أرسلت إليه:"هل أنتَ جاد!"
كتب:"أنا جوز"
أرسلت:"لا أمزح!"
أرسل إلي:"أنا جاد كل الجد لكوني أريد الزواج بكِ"
"ألن تقبلي الزواج بي برجل يُحبكِ مثلي!"
أرسلت:"لا تلعب بكلماتك يا عاصم..ماذا عن هويدا؟"
أرسل:"ما بها هويدا..!!"
أرسلتُ غاضبة :"ألا تُحبها؟!"
أرسل:"يا مخبولة!!"
وأرسل مُجدداً:"سأهاتفك وأجيبي أفهمتي؟.."
وقبل أن أكتب وجدته يتصل..عند إغلاقي عليه اتصل مجدداً!!
فأجبت ورفعت الهاتف لأذني وأنا أسمع صوت ضحكاته..
قُلت بغضب:"لما الضحك السخيف هذا!!"
ضحك قائلاً:"لأنكِ مجنونة حبيبتي!"
وتابع وهو يتنحنح ليظهر صوته واضحاً:"هممم إن علاقتي بهويدا علاقة صداقة قديمة ..وذلك بسبب وقوعها مع أصدقاء فاسدين ..هويدا تغيرت !وفي البداية كنت أحاول إبعادها عنكِ ..لأنني وللحق لم أكن أثق بها كما يجب..لقد ساعدتها لأنها كانت تسكن فوقنا وجاراتنا منذ الصغر ..ولكنها صدقاً تغيرت !!ولن أستطيع أن أخوض بتفاصيل أكثر من ذلك..لأنه لا يجوز لي فقط أحببت أن أوضح لكِ علاقتي بهويدا...اوف اوف الغيرة بدأت يبدوا أنني لن اتهنا بفتيات مُجدداً"
صرخت به:"أخرس!"
ضحك مجدداً:"هل أخرس يعني أوافق..كم أنا خبير بالترجمة"
أغلقتُ الهاتف في وجههِ فأرسل إلي:"عيب حبيبتي أنا زوجك ..!تُغلقين بوجهي الهاتف !!"
ولم أرد ..ولن أرد ..وليجلس نادماً على ضحكه..!!
عاود عاصم طلب يدي من زيد ..عندما اتصل زيد قائلاً :"ارحمي الشاب المسكين وارحميني ..منزلي أصبح ملجأ له وأنا لا أطيقه ثقيل الدم أريحيني منه"
قُلت بإستنكار:"عاصم ثقيل الدم!"
رد قاطعاً:"جداً"
......
أعلنت موافقتي على الزواج ..وتم الزواج ...
كُنت أحمل سعاد وأنا أتصور بها بفستاني الأبيض وغدير بجانبي مُبتسمة وزيد يحاوطني بذراعه وكم كانت الصورة جميلة ورائعة وكم كانت ابتسامتي جميلة ...!
جلس عاصم بجانبي وهو يقول بشغف:"والآن حان الوقت!"
قُلت بإستنكار :"وقت ماذا !"
رد مُغلقاً عينه بمكر:"لماذا شكراً؟!وقصة أمل!!"
ضحكت:"كلا أنتَ أتعبتني فترة الخطوبة أنسيت"
مثل أنه حزين وهو يقول:"لقد كان حُباً لكِ غاليتي"
خفق قلبي وأنا أقول:"شكراً ..كانت!"
وتابعت مُبتسمة بخفوت:"كانت لأجل غاليتي ..إنها كلمة أمي لي المُحببة لقلبي..إنها الكلمة التي دائماً ما كانت تُسعفني بها أمي..هل أنا غالية يا عاصم"
ابتسم الآخروهو يُقبل جبهتي:"على قلبي أنتِ غالية على قلبي وغاليتي فقط ..و..
صرخ فجأة :"ما هذا المُزاح الثقيل ..صدقاً أنتَ لا تُطاق يا زيد!!!"
ضحكت كثيراً وأنا أرى جاكيت عاصم الخاص به مُلون بالكيك ...
هتف زيد:"إنها سعاد الحق علي ..هيا يا أمل لا زواج ولا يحزنون"
أبعد عاصم زيد بيده وهو يقول:"ابتعد ابتعد....لا أطيقك أعانني الله عليك..حتى سعاد ابنتك تصرخ مُستنجدة والدتها يا إلهى"
ضحكت وزيد يقهقه وعاصم غاضب بحق ويمسح ما حدث ب بدلتهِ الخاصة ..وزيد يضحك وهو يلقي لي قُبلة في الهواء وتبعها بغمزة من عينه اليُسرى..!
وابتسمت أنا سعيدة والدموع تسقط من مقلتي..
الحمد لله أن أمي ارضعت زيد ..والحمد لله أن زيد أخاً لي ..والحمد لله الذي جعله الله سنداً لي في حياتي منذ صغرى..
إن الأخ لا يُعوض وبما أنني لم أعِ على أخ غير زيد فكان زيد هو أخي الوحيد الذي أعرفه..الحمد لله..!!
إن العائلة النبيلة هي ما تبقى العائلة هي المجموعة من البشر الذين يخافون عليك يهتمون لأمرك ..ليس شرطاً كونهم من أصلابك ..حتى الأصدقاء عائلة ..إنني مُمتنة لكِ يا أمي..ممتنة لكِ كثيراً وسعيدة لكونكِ أمي...
وممتنة للخالة سُعاد..لقد حافظت على عهد الصداقة بينكما يا أمي..لقد ربتني وكذلك فعل ابنها وأخي..
وأخيراً سمعتُ صوت ضحكات تلك الفتاة هويدا ..وأقتربت مني وهي تلتقط لي صورة ..
وتقول بهدوء:"أخيراً سأتخلص منكِ ومن زيارات أخيكِ يا الله لكَ الحمد"
قُلت غاضبة:"اخرسي وألتقطي الصورة هيا"
ولم أسمع صوت إلتقاط الصورة إلا عندما شعرت بمن يضمني من الخلف هتفت هامسة:"عاصم"
رد هامساً في أذني اليسرى:"نعم غاليتي؟"
وألتقطت هويدا الصورة وكم هي جميلة!..
.صرتُ طبيبة وأخيراً تحقق حلم اسمي أمل ..وكنت طبيبة متفوقة ..وماهرة ..
.ضحكت للسيدة التي أُجرى لها عملية الولادة:"إنها فتاة جميلة يا سيدتي فليبارك لكِ الله فيها"
...
#النهاية
أنت تقرأ
أمل
Romanceإنني أتجرع كل يوم ألماً جديداً مُختلفاً عن الآخر والجُرعات أصبحت مؤلمة ..وكثيرة علي قلبي المُنهك وعقلي الممتلئ بالأحداث ..وكأنني ورقة بالية ألقاها أحدهم بإهمال بعد أن كتب بها كلاماً جميلاً مُنسقاً..إنهم يتخلون دائماً ولن يصمد معي غير نفسي ..نفسي الب...