الجزء الثاني عشر.

119 11 0
                                    

وصلت في خلال دقائق وصعدت الدرج وأنا أدعوا الله في قلبي أن تكون صمدت وألا يكون قد رأها هذا الرجل جرائمه بشعة ودنيئة ..!
وصلت وأنا ألهث كالليث الذي سينقض على فريسته ..
وجدت أمل وليتني لم أنظر إليها ..ذاك المشهد الذي حدث من سنوات عاد لذاكرتي وهي تجلس أرضاً ونائمة والدماء قد جفت عليها..وعيونها مُتحجرة!
الفارق أنها الآن كبيرة .. منزوية إلي ركن ترتجف فيه ..ومُقلتيها دامعة تنظر لوالدها بخوف!وهويدا تقف أمام الباب تمنع دخوله وتقول له:"من أنت!!"
وكم حمدتُ الله كثيراً على وجود هويدا معها كثيراً وتحركت نحوه:"ماذا تُريد منها!!"
نظر إلي بإستهزاء:"أنتَ ذاك الطفل الذي أتاني متوسلاً مع والدته يسألني عن ابن ياسمين!هل تتوسلني الأن في شئ؟"
زمجرت بغضب:"لن أتوسلك ولن تتوسلني ..فقط أرحل من هنا لا كثير من الكلام"
صوت ضحكاته المزرية ملأت مسامعي ومسامع الجيران وهويدا الواقفة تنظر بقلق وهو يقول:"جئت لأخذ ابنتي فهل ستمنعني!"
وتابع بصوت كصوت فحيح الأفعى:"أتمنى ألا تمنعني فلديك طفلة جميلة!وأنا أتاجر في الأعضاء كما تعلم وقد فعلتها من قبل ومع ابني"
انقبض قلبي خوفاً ..إنه يعرف عنا كل شئ وكم كُنت خائفاً في تلك اللحظة علي ابنتي وزوجتي كثيراً..وتمنيت ..تمنيت لو أن غدير لديها عائلة تلجأ إليها من بعدي..عائلة تضمها بغيابي..!
قُلت بعد ثوانٍ بصوتٍ ثابت:"يبدوا أن القانون لا يعدل معك!"
وتابعت ساخراً:"وابنتي وأي شئ يخصني.. إذا أقتربت من أي شئ يخصني أنا أقسم بمن رفع السماوات بلا عمد سيكون إعدامك على يدي لا إعدامك أنتَ فقط..بل ومن معكَ ممن تعرفهم..جميعاً"
ضحك قائلاً بصوتٍ بشع:"لقد كبرت حقاً..أتمنى ألا تدخل لكي لا ينقلب الأمر عليك وعلى بيتك..فأرحل ولا تُثير المشاكل"
"وحدك من يثير المشاكل أيها اللئيم الخبي...
صمت عندما سمعت صوت صراخ هويدا:"عااااصم تأخرت.."
وفي خطف البصر كان والد أمل مُكبل بالقيود وحوله رجلين من رجال الأمن ..!
وصوت ذلك العاصم:"هل أنتم بخير وأمل!!جيد أنكِ ارسلتي لي رسالة يا هويدا..الحمد لله.."
...
ونظر إلي بتعجب وهو يزدرد ريقه:"من أنتَ؟"
قُلت رافعاً حاجبي الأيسر:"أعتقد أنني من المُفترض أن أسألك أنا..؟"
ولم أبالي به فقد كنت أنظر للجالسة أرضاً ترتجف تحاول أن تنهض وهي تهتف:"ز...زيد"
اقتربت منها وأنا أجلس بجانبها وأضمها إلي بعد خوف عصف بكياني:"بأمان..أنتِ بأمان الأن بخير يا أمل..لن يقترب منكِ مُجدداً أعدكِ"
المسكينة ترتجف كعصفور وقع في بركة ماء وخرج في العراء لا يستطيع أن يجفف نفسه ولا يستطيع الطيران بسبب بلل جناحيه ..وماهي إلا ثوانِ حتي شعرت بيد تُمسك بقميصي وصوت هويدا صارخة:"أُقسم لكَ أنه أخاها..صدقني"
قُلت وأنا أضع يدي على رأس أمل:"إذن أنتَ من كنت تقف معاها أو تقف هي معك لايهم!!ما قصتك أنتَ الآخر"
قال بصوت أجش:"كيف تكون أخاها لا شبه بينكما.. !"
وتابع بغضب:"هل صديقها وتعتبر نفسك أخاها ياللسخافة....؟"
قُلت عاقداً حاجبي:"سخافة !!!هل تدرس طب حقاً؟؟أننا أخوه في الرضاعة يا ذكي..وحلَ عن سماي في تلك الساعة فلا أريد أن أفتعل شجاراً الآن ..والذي سعفك مني هو أنك قدمت برجال الأمن .."
وتابعت بإنفعال قائلاً:"لقد شفع لكَ هذا قدومك لو كنت أتيت بلا فائدة لكنت الأن أنتَ أيضاً مع رجال الأمن ..وسلم لي على شهامتك.."
أغتاظ هذا الشاب حتي كدتُ أضحك وهو يقول:"أحترمك لكونك أخيها لكن لا تتمادى في الكلام..!فهذا ليس في صالحك..وأنا لأول مرة أتي إلى هنا ..وأعرف هذا المنزل لأنني صديقاً لهويدا..فأتمنى ألا تنجرف كلماتك إلى شئ بعيد في عقلك.."
ورحل!!!!!
هذا الفتى ليس سيئاً يبدو مثقفاً ..ويبدو أنه ..يُحب أمل!!
#يُتبع..

أملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن