الجزء السابع

161 11 4
                                    

ألتحقت أنا بكلية الحقوق لأن كلية الشرطة لم تتيسر لي لكوني غير مؤهل لها!!وأختي أمل بكلية الطب كما كانت تريد..
تسكن أختي أمل في شقة لا تملكها مع إحدى أصدقائها..رغم محاولاتي معها بأن تعيش معي..أذكر كيف كانت أمي تعتني بأمل جيداً وأخجل عندما أتذكر أنني لم أقدم لأمل أي شئ يذكر ..
عند وفاة أمي كنا في نهاية الثانوية..ولا أذكر غير انهياري وانهيار أمل وصوت أمي وهي تنطق الشهادة وصوت مُتقطع منها:"أهتم بأمل"..
وإنني لا أعرف كيف سأهتم بنفسي لأهتم بأمل؟؟
عندها تجمع الجيران في منزلنا يرثون حالنا ..ونظرات الشفقة تظهر في أعينهم..!
وتلك النظرات قتلتني ي أمي كما قتلني رحيلك..
عشتُ مع أمل في منزل أمي إلي أن تخرجنا وبعتُ المنزل ..كُنت أعمل بجانب دراستي لأوفر لنا شئ أي شئ ..!
أمل الصامتة كانت دائماً صامتة وتخجل مني دائماً ..تخجل لطلب شئ ..وتخجل أن تنصحني ..إنها صامتة فقط..
تعرفت علي غدير في السنة الأولى لي بالجامعة ..
لم يكن هدفي الحب ..لكنني كُنت أحتاج إلي أحد لطيف يلطف علي حياتي يُنيرها ولو قليلاً..يجعلها دافئة ولو قليلاً..!
وقد كانت غدير ملجأي الوحيد ..
غدير كانت تسكن مع عمتها بعد وفاة والدها و والدتها ..وكم كانت تُعاني ..عندما ذهبت لطلب يدها لم تتردد عمتها ولم تتردد غدير بل وافقت في نفس اليوم علي طلبي!
وكم كنت سعيداً..!
غدير كانت نعمة بالنسبة لي ..الخطوبة كانت شهر وتزوجنا في الشهر التالي ..
وأسكن معها في شقة كنت قد أشتريتها..أخبار أمل انقطعت عني لمدة سنة لا أعرف عنها شيئاً في السنة التالية ذهبت إليها في الجامعة وبعد عدة أسابيع آخيراً وجدتها ..
أمل كانت مُتغيرة ..وبالمناسبة أمل لا تتقبلني دائماً وأشعر أنها تكره وجودي أحياناً
"ما هذه الملابس؟"كان هذا أول ما نطقت به عندما وجدتها..
ردت وهي تعقد حاجبيها:"زيد..!وما شأنك؟"
قُلت وأنا أكتم غضبي:"ملابسك فاصخة وأحدهم ينظر إليكِ نظرات ش..."
قطعت كلامي وهي تضع يدها علي فمي!
وقالت بهمس غاضب:"لا أريد فضائح ..مهمتك انتهت معي ي زيد ..كلانا له حياته الآن ..لا تظن أنك أخي بالفعل أنا لا أريد أن أكون أختاً لك ..ولا أعني لكَ شئ"
قُلت بهمس مُنصدم:"أمل.."
ردت:"لا أريد أن نتحدث هنا لينظر إلينا الجميع لا تُسبب لي الفضائح"
عقدت حاجبي:"فضائح..منذ متي هذا"
سبقتني بالسير وسرتُ خلفها إلي أن وصلنا إلي مقهي..
قُلت بغضب:"منذ متى وأنتِ هكذا ما هذا التعجرف ..وشئتي أم أبيتِ يا أمل أنتِ أختي ..لستُ أنا من أرغمت والدتك أن ترضعني..!!"
نظرت إلي بتهكم:"ماذا تُريد لماذا أتيت!!"
تنهدت بضيق :"لا شئ لا شئ يا أمل من الجيد أنكِ بخير"
ورحلت بعد أن تركت بعض الأموال على الطاولة!
.....
لكنني لم أتوقف عن الذهاب إليها ولم أتوقف على أن أحذرها من ملابسها ولم أتوقف علي ممارستي عليها دور الأخ ..لم أتوقف ..!!
عندما كنت أحكي لغدير عنها كانت تغضب وكنت أخبرها أنكِ أختي يا أمل ولا أدري ما كل هذا الكره الذي تحمليه لي!!!
ومازلتُ لا أفهم لما كل هذا الكره لي !
إنها تُثير غضبي ..
واليوم ذهبت إليها حيث تسكن فتحت لي الباب صديقتها وصديقتها تلك ماهي إلا نسخة أسوء حالاً من أمل ..
قُلت بعد إلقاء التحية:"أمل بالداخل!"
تلك الفتاة الجريئة نظرت إلي تتفحصني وكأنها تراني عارياً نظراتها لعينة كملابسها ..بعد أن فحصتني بالكامل بتلك النظرات نادت بصوت مرتفع :"أمل شخصٌ ما يُريدك..وسيماً!"وضحكت بغنج..
أتت أمل ركضاً فأبتسمت لرؤيتي لها هكذا ..تُشبه أمل الصغيرة التي ربيتها أنا وأمي معاً ..
قالت بإنفعال جعل وجهها تنفر منه العروق:"ماذا تُريد يا زيد"
قُلت بإبتسامة صفراء:"أريد الحديث معكِ بشأن أخوكِ!"
جلست صديقتها علي كرسي مُقابل للباب وهي تنقل نظرها بيننا فنظرت إليها قلقاً ..!ردت أمل:"إنها هويدا صديقتي ..وليس لدي أخوة"
عقدت حاجبي بإنزعاج وتنهدت يأساً منها وقُلت بصوت منخفض:"لا أقصد أنا بل أخوكِ من والدتك"
عدة ثواني وانطلقت صراخات أمل وصوتها المرتجف يقول:"أمي علي قيد الحياه!!"ولم أسمع إلا صوت جسدها يرتطم بالأرض!!!
#يتبع

أملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن