الثاني & قلبي أصبح أنتِ & صابرين شعبان

18K 629 86
                                    

الفصل الثاني


قبليني رباب  مثلما فعل بطلك “  قالها طه لزوجته الجالسة جواره شاحبة لتبتعد منكمشة عند سماع عبارته الأمرة .. ” ماذا .. تريد “
قالتها بارتباك و نظرات القلق تسكن عيناها .. أقترب منها طه و أمسك بالرواية من يدها و مال عليها ليضعها جانباً و عاد ينظر في عينيها المرتعبة و أنفاسها الثقيلة ..” ماذا .. ماذا بك .. لم أنت خائفة هكذا أنا لن أكلك لقد تناولت طعامي للتو “ قالها بخفوت و أنفاسه تضرب وجهها .. الذي أشاحته بعيداً عنه و قالت بخوف .. ” طه أبتعد .. سا.. سا.. سأخبر أبي “
نظر إليها بسخرية و مكر .. ” تخبرينه بماذا  “
تنفست بقوة و حاولت الابتعاد و لكنه أحتجزها بجسده ليلصقها بظهر السرير .. ” أريد قبلتنا الأولى يا امرأة لقد تركتك خمسة أشهر لتستعدي لذلك اليوم سأقبلك و غداً سأضمك و بعد غد سأفعل الاثنان معا و بعدها سا ... “ قطع عبارته و هو يمد أصابعه ليلامس كتفها العاري من منامتها بحملاتها الرفيعة .. أبعدت أصابعه بعصبية و أجابته بغضب .. ” لا أريد ذلك أنا لا أفعل ذلك “
رفع حاجبه بسخرية .. ” أنت لن تفعلي أنا من سأفعل لا تقلقي  “ قالها بمكر و يده عادت لتداعب كتفها  دفعته رباب بذعر و نهضت من على الفراش تخرج من الغرفة .. زمجر طه و نهض خلفها و هو يهتف بها
” رباب لأين أنت ذاهبة أيتها الحمقاء .. “
دلف خلفها عندما توجهت لغرفة الجلوس تحتمي بالمقعد .. نظر إليها بغضب سائلا .. ” هل جننت  ماذا تفعلين هنا خلف المقعد “
ردت رباب بخوف . ” أبتعد عني طه و إلا سأصرخ ليعلم الجميع ما تريد أن تفعله بي “
زمجر بغضب .. ” ماذا سأفعل أيتها الحمقاء .. أنت زوجتي أفعل بك كل ما أريد و لن يحاسبني أحد “
كان يحاول أمساكها من خلف المقعد و هى تبتعد يمينا و شمالا حتى لا يطالها . قالت بفزع .. ” ليس هذا ما أخبرتني به عمتي .. لم تقل لي أنك تريد شيء كهذا مني .. عندما سألتها أخبرتني أنك ستطلب أن أعد لك الطعام فقط و أنظف ملابسك “
أمسك بيدها لتصرخ برعب و هو يجيبها . ” حقا قالت هذا .. هل هذا كل ما تظنينه في الزواج .. من أين عمتك هذه من المريخ لم تكن معنا على الأرض “
ضربته على صدره .. ” أتركني . أتركني طه ماذا تريد “
سحبها من خلف المقعد لتصطدم بصدره و يحيطها بذراعيه .. ” أريد أن أقبلك الآن أما الباقي فيما بعد لنكون مستعدين لذلك “
قالها طه و هو يميل برأسه ليمتلك شفتيها بشغف قبل أن تركله على قدمه ليبتعد طه متأوه .. ركضت رباب للغرفة و أغلقت  الباب خلفها و أدارت  المفتاح .. طرق طه الباب بغضب .. ” أفتحي الباب رباب هل جننت “
أجابته شاهقة من البكاء .. ” أتركني طه أنا سأذهب لأبي سأخبره ما تريد فعله بي “
” أفعل ماذا أيتها المجنونة  أنا من سأخبر أباك “
أتجه طه لباب الشقة و أمسك  بسلسلة مفاتيح معلقة بجانب الباب و أتجه للغرفة و هو يخرج مفتاح من بينهم ليدسه في باب الغرفة و يفتحه  دفع الباب ليجد خلفه ثقل جسدها الذي يحارب ليغلقه مرة أخرى .. ” هذه الفتاة جنت على الأخير “ قالها طه بغضب  ليدفع الباب بقوة و يدلف إلى الغرفة .. أندفع جسدها مبتعدا فاتجهت للفراش تصعد عليه بذعر .. و رفعت إصبعها محذرة .. ” أبتعد عني طه إياك أن تقترب سأصرخ و أجلب الجيران “
أقترب منها يحاول أمساكها فقفزت لمقعد  طاولة الزينة لتبتعد عن يده وقف طه متخصرا .. ” هل تظنين أنك بعيدة عن يدي و لن أستطيع إمساكك
سألته رباب بيأس .. ” ماذا تريد مني طه “
رد بحزم .. ” أهبطي و سأخبرك
قفزت رباب للأرض و ركضت لخارج الغرفة و عادت لغرفة الجلوس ليسب طه بحنق و هو يخرج خلفها وجدها تقف على المقعد برعب و كأن وقوفها عليه سيحميها منه و لا تجعله يطالها. قال لها بغضب  من تصرفاتها الحمقاء ..
أهبطي لهنا  رباب و كفاك جنون “
كانت رباب تقف على المقعد في غرفة الجلوس في بيتهم حائرة ماذا تفعل و كيف تهرب منه أشارت له بتحذير  و هى تجيبه برعب .. ” لا .. لا لن أهبط أتركني طه سأخبر أبي بما تفعله بي منذ زواجنا لن تقترب مني طه  “
اقترب منها بغضب لتقفز على المقعد المجاور  فتثير غضبه أكثر كلما أقترب منها تقفز للمقعد الآخر أندفع نحوها  طه بغضب يريد إمساكها و هو يقول بثورة .. ” أفعل بك ماذا أيتها الحمقاء  المجنونة و هل فعلت شيء منذ زواجنا .. أنا من سيخبر أباك و أبي و الجميع  أقول لك رباب ..  لن أخبر أحد بما تفعلينه بل سأخبرهم بأني سأتزوج .. نعم أنا سأتزوج مرة أخرى رباب و أنت ظلي هناك على المقعد و أنت تظنين أنك بعيدة عن يدي .. لأنك حمقاء جبانة “
هطلت دموعها بغزارة و ردت بحزن .. ” طه .. ستتزوج على ماذا فعلت لذلك  “
رد غاضبا .. ” لم تفعلي شيء .. لا شيء منذ زواجنا و أنا لن أتزوج عليك .. ليس عليك أيتها الحمقاء لأني لم أتزوجك من الأساس هذه ليست حياة أريدها معك لا تعرفين الاعتناء بالمنزل و لا بي و لا تصنعين الطعام كل ما تجيدينه هو صناعة الكيك فقط فطور غداء عشاء كيك ترتدين ملابس عارية و تظنين أن معك في المنزل لوح من الخشب أو شقيقتك لن تتأثر لا أعلم كيف تأتيك الجراءة لارتدائها أمامي و أنت بكل هذا البرود كأنك ترتدين الجلباب و تتبخترين أمامي هكذا و ترتعبين من قبلة  و تظلين تقرئين روايات غرامية ليل نهار ألا تحرك في جسدك هذا شعرة واحدة و بكل بجاحه تقرئينها لي  .. حسنا سأتزوج واحدة أخرى تفعل معي ما يفعله بطلك الذي تقرئين روايته و أنت  عودي لمنزل والدك إذا أردت أيتها الصغيرة  حتى تكبرين  و عندها حادثيني و ربما جمعت بينكما إن وجدتك مطيعة كما الأخرى لن أقول لك أختاري لي عروس كما يفعلن بعض الزوجات هنا فمؤكد سيكون خيارك فاشل مثلك بالضبط  “
تركها و خرج من الغرفة لتجلس على المقعد بتهالك متمتمه .. ”  يا إلهي هل سيفعل ذلك هل  سيتزوج غيري حقا “

************************
كانت تستند على صدر والدتها التي تتلاعب بخصلاتها بحنان  و هى تحادث مليكة و والدها يتحدث مع صادق بهدوء .. رمقت مليكة راغب بطرف عينها لتجده مكفهر الملامح .. فابتسمت بمكر قائلة ..  ” ناهدة لم لا تنهضين و تذهبي لغرفتك تنامي فأنت لا تستطيعين فتح عيناك  “
انكمشت ناهدة على صدر شريفة أكثر قائلة .. ” لا سأبيت اليوم مع أمي فقد اشتقت إليها كثيرا “
اعتدل راغب بحدة على مقعده و كاد يجيبها غاضبا و لكنه تمالك نفسه و سب باهر داخله .. اللعنة على عينك الشريرة أيها الوغد .. لم يستطع الجلوس أكثر حتى لا ينفجر فنهض قائلاً بهدوء مصطنع .. ” أنا سأذهب للنوم  فاليوم كان متعبا .. تصبحون على خير “
أجاب صادق و شريفة و والديه .. ”. و أنت بخير حبيبي.. و أنت بخير بني “
وكزت شريفة ناهدة قائلة .. " هيا أذهبي لتري زوجك و ما يريده قبل أن ينام و لا تأتي لن تبيتي معي .. لديك غرفتك لن تستولي على غرفتي و والدك “
ضحكت مليكة بمكر  عندما نهضت ناهدة بحرج .. ” هكذا أمي ألست مشتاقة لي “
ردت شريفة مازحة .. ” لا هيا أذهبي أريد التحدث و مليكة بهدوء “
ردت ناهدة باستسلام .. ” حسنا تصبحون على خير إن احتجتم  شيئاً أخبروني “
تركتهم ناهدة و ذهبت لغرفتهم .. وجدت راغب مستلقي على الفراش و يبدوا عليه الملل .. جلست جواره و سألته .. ” هل تحتاج شيء قبل أن تنام “
نظر إليها بغموض سائلا.. ” مثل ماذا  “
أحمرت وجنتيها بخجل .. ” أي شيء “ قالتها مجيبة ليقول بمكر
ظننتك تريدين النوم في حضن والدتك “
ردت ناهدة بخجل .. ” هذا كان أمامهم فقط و لكنك تعلم أين أريد النوم و لكني فقط خجلت أن أتي معك لغرفتنا و هم جالسون “
تبسم راغب بحنان .. فتح ذراعيه بلهفة لتندس بينهما و تمتم بحب
” أنا أظن أني لن أحبك أكثر مما أفعل “
رفعت رأسها تنظر لعينيه و أجابت برقة .. ” و لكني أفعل و كل يوم أحبك أكثر من اليوم الذي مضى “
ضمها راغب بقوة و تمتم .. ” ظلي بين ذراعي إذن هذا هو مكانك لأخر عمري “
دفنت وجهها في عنقه .. ” كلما فكرت في ذلك الاحتمال أنه كان من الممكن أن أكون متزوجة من ذلك الرجل تمام يصيبني  الرعب و أظل أشكر الله  لأنه أرسلك إلي و رحمني من هكذا مصير كان سيكون أسوء من الموت “
تأوه راغب بخفوت  و ضمها أكثر قبل أن يمتلك شفتيها مطمئنا نفسه أنها ليست كما تظن و  أنها معه هو ملكه و ليست لأحد سواه ..

***********************
” يزيد لأين أنت ذاهب بني “
كان شاهين جالسا في غرفة الجلوس ليستمع لصوت الباب و هو يفتح .. وجد يزيد يقف أمامه و قال بهدوء .. ” سأذهب لرؤية بعض الأصدقاء أبي لن أتأخر “
نظر شاهين في ساعة يده ليجيبه .. ” أنها العاشرة بني لأين ستذهب الآن و متى ستعود “
دلفت إلهام تمسك بين يديها صينية تقديم عليها كوبين من الحليب فقالت باسمة .. ” حبيبي يزيد  جيد جئت لتجلس معنا سأعد لك كوب حليب “
رد شاهين بهدوء .. ” بل هو ذاهب إلهام و لن يجلس معنا “
سألته والدته .. ” لأين حبيبي في هذا الوقت “
قال يزيد بضيق .. ” أمي أنها العاشرة و ليست الثانية فجرا “
قال شاهين بهدوء بعد أن أشار لزوجته لتصمت .. ” أذهب يزيد و لا تتأخر بني حتى لا نقلق عليك “
تركهم يزيد و رحل مغلقا الباب خلفه .. تنهد شاهين بحزن .. ” أنه يشعر بالوحدة رغم لقائه بإخوته كل يوم تقريباً .. و كأن نومهم تحت نفس السقف هو ما ينزع عنه هذا الشعور .. لا تضيقي عليه الآن إلهام أتركيه حتى يتأقلم و يتعود و سيعود إلينا من جديد “
هزت إلهام رأسها بحزن .. ” حسنا شاهين .. و لكني كنت أفضل لو يبحث له عن عروس و يستقر كإخوته
رد شاهين و مد يده ليأخذ الكوب .. ” سيفعل إلهام عندما يحب إحداهن عن حق  “
قالت بحزن .. ” هل تعلم أنا لا أحزن عندما يفصم خطبته لأني لم أرض على واحدة منهم لأحزن اليوم و أنا أرى أريج بمرحها و رقتها تمنيت حقا أن تكون من نصيبه  و لكن ليس بيدي شيء  “
رد شاهين بغموض .. ” الصبر إلهام .. فمشاعره ليست مستقرة بعد سيأتي يوم و يعقل “
ردت إلهام .. ” أتمنى ذلك “

*********************
” أحاطت عنقه بذراعيها قائلة بدلال .. ” حبيبي  تأخرت في المجيء “
أبعد يزيد يدها عن عنقه قائلاً بضيق .. ” سمر لا تفعلي .. هذا لا يصح “
قالت سمر بتبرم .. ” متى ستأتي لخطبتي إذن يزيد لنا شهر معا و لا أعرف ماذا أخبر أبوي عن لقائنا في النادي أمامهم .. جيد أنهم لم يعرفوا عن خروجي ليلا لنتقابل
رد يزيد بضيق .. ” و لكنك كنت تفعلين هذا دوماً سمر من أين عرفتك إذن أليس في أحد تلك اللقاءات و أنت مع أصدقائك “
سألته بضيق .. ” ماذا تقصد يزيد .. “
قال يزيد ببرود .. ” أقصد أنني أتيت اليوم لأخبرك أني لا أستطيع التقدم لخطبتك سمر فأنا لا أحبك “
نظرت إليه بغضب قبل أن تدفعه في صدره بيديها .. ” أذهب إلى الجحيم هذا ما كان ينقصني متزمت مثلك ليقول لي أفعلي هذا و لا تفعلي هذا جيد أني تحملتك للأن حقا لقد كان تغيرا لي فقد كنت أشعر بالملل و لكن علاقتي بك زادتني مللا
تركته لترحل تنضم لمجموعتها الصاخبة  المنتظرة في طرف الغرفة .. ما أن وقفت بينهم حتى أحاط خصرها أحدهم بذراعه  و قبلها على وجنتها لتتحدث بمرح و كأنها لم تكن تقف معه مدعيه حبه  أبتسم. يزيد بسخرية و تقدم ليجلس أمام المشرب قائلاً للشاب  العامل خلفه .. ” أعطيني يا فتى  كوب ليمون لأنسى
ضحك الشاب بمرح فقد كان يستمع لحديثهم  .. ” تفضل سيدي  هذا على حسابي فاليوم أخر يوم لي هنا  و سأرحل “
سأله يزيد باهتمام .. ” لماذا .. “
  قال الفتى باسما .. ” سأفتتح عملي الخاص قريبا و سأترك عملي هنا “
سأله يزيد بجدية .. ” حدثني عن عملك هذا يا ... “
رد الشاب باسما .. ”  عمران  سيدي .. عمران  أحمد حسين “

***********************
حملها بين ذراعيه ليهبط بها الدرج متعلقة بعنقه قائلة بقلق .. ” كنت تركتني استند عليك فقط فؤاد و لم يكن هناك داع لحملي
أبتسم فؤاد و رد يطمئنها .. ” لا تخافي حبيبتي غصون لن أسقطك من على الدرج ثانياً أنا أتشبث بك بقوة “
” لم يكن هناك داع لهبوطي فؤاد كنت بخير في غرفتي “ قالتها غصون و فؤاد يدخلها لغرفة معيشة والديه في منزلهم .. ” لا حبيبتي أنا مللت من أجلك و أنت تمكثين في الفراش ليل نهار “
رد عليها و هو يضعها على الأريكة و يقوم بوضع الوسادات خلف ظهرها لتشعر بالراحة .. سألها باهتمام .. ” أدير لك التلفاز حتى لا تشعرين بالضيق “
أمسكت بيده ليجلس جوارها قائلة .. ” كيف سأشعر بالملل و أنت معي فؤاد “
أحتوى رأسها بين ذراعيه بلهفة .. ” أنا أسف لأي ألم سببته لك غصون أعدك أن حياتنا منذ الآن ستكون سعيدة “
أمسكت بكتفه و استندت على صدره .. ” سعيدة فؤاد طالما أنت معي و تحبني “ قالتها غصون بثقة و تأكيد .. تمتم فؤاد بمزاح .. ” أشفي سريعًا لنعود لمنزلنا  “
أومأت برأسها موافقة قبل أن يقبلها بحنان واعدا نفسه بتعويضها عن كل ما لاقته على يديه من معاملة سيئة و عدم اهتمام ...

*********************
” في ماذا تفكر جواد “ سألت ضحى زوجها الجالس جوارها بشرود .. أبتسم جواد قائلاً .. ” لا شيء ضحاي فقط كنت أفكر في أريج .. “
سألته بتعجب .. ” ما بها أريج أنها بخير و تسير في دراستها جيداً “
أشاح بيده نافيا .. ” لا .. ليس هذا ما فكرت به و يشغلني أنها فقط  ..“
سألته بحيرة .. ” ما بها جواد هى بخير  .. هل هناك شيء يقلقك بشأنها  تحديداً “
رد بهدوء و عقله يعمل في اتجاه آخر .. ” لا فقط متعجب لم ترفض كل خاطب يأتي إليها “
قالت ضحى بتفهم .. ”  عادي  جواد هى تفضل عدم الارتباط و هى تدرس ليس الجميع مثلنا حبيبي “
أبتسم جواد بحنان مجيبا  و تجاهل كل تلك الإشارات التي تلح عليه لينتبه لم يدور حقا ..” معك حق حبيبتي .. أتركينا منها الآن و أخبريني عن هذا الصغير .. هل يضايقك “ قالها و هو يداعب بطنها الصغير  ..
ردت تجيبه بمرح .. ” أنه  بخير لا تقلق أنه  هادئ كوالده ليس متعبا أبداً“
ضحك جواد .. ” هل أنت مستعدة للاختبارات القادمة “ سألها باهتمام
ردت ضحى بثقة .. ” بالطبع لدي أستاذ جيد لم يتركني لثانية حتى و أنا نائمة “
ضحك جواد .. ”  أنت محظوظة به “
أحاطت عنقه بذراعيها قائلة .. ” بالطبع أنا كذلك فأنا أحبه كثيرا أيضاً “
أمسك جواد بذراعيها ليقترب منها مقبلا .. ” و هو  كذلك يحب تلميذته كثيرا “

********************
” عدت يزيد “
خرجت إلهام من غرفتها على صوت الباب .. لتجد يزيد يغلقه خلفه ..
” أجل أمي هل تريدين شيء قبل أن أذهب للنوم “
قالت  بحنان و هى تربت على وجنته .. ” لا حبيبي تصبح على خير و لكن محمود أتصل بك هنا يريدك أن تذهب إليه في منزله غداً على الغداء .. حاول مكالمتك لم تجيب .. هل هاتفك مغلق “
رد يزيد .. ” لا أمي و لكني لم أسمع صوته فالمكان الذي كنت به كان مزدحم و شديد الضجة “
سألته إلهام بفضول .. ” لم أين كنت تقابل أصدقائك في ملهى ليلي “
تهرب يزيد من الإجابة .. ” حسنا أمي سأذهب إليه تصبحين على خير “
ذهب لغرفته فعادت بدورها لغرفتها .. قال شاهين بهدوء .. ” لا تخافي عليه إلهام أولادك لا يفعلون الخطأ .. إلا بعض الأخطاء المبررة بالطبع “
ضحكت إلهام .. ” حسنا يا صقري سأصدقك لأني أريد ذلك “
رد شاهين بمرح .. ” حسنا ملهمتي تعالي جواري و أتركي أي شيء فيما بعد فمازال أمامنا الكثير لنعيشه مع أولادك .. لا تظني أنهم تزوجوا و انتهت مشاكلهم  “
ردت و هى تجلس جواره .. ” لا قدر الله شاهين لا نريد غير سعادتهم فقط “
” إن شاء الله ملهمتي هذا ما نريده بالطبع “

*********************
دلفت بهيرة لغرفة أريج لتجدها مازالت مضاءة .. ” حبيبتي هل مازالت مستيقظة للأن
ابتسمت أريج التي كانت جالسة على فراشها تمسك بكتابها يبدوا أنها مازالت تدرس .. ” أجل أمي قليل و أغفو
قالت بهيرة بتذمر .. ” أريج هذا لن ينفع يا ابنتي .. أنت تتعبين نفسك كثيرا في الدراسة  خذي الأمر بهدوء .. و لا تضيعي كل وقتك  في الدراسة .. كلما سأل عنك والدك أخبره أنك تستذكرين و هذا كثيرا حبيبتي التقطي أنفاسك قليلاً فترة راحة ما بين الجامعة و الدراسة
الدنيا لن تطير “
ردت أريج بهدوء .. ” حسنا أمي  سأفعل “
” هيا كفاك و نامي الساعة تخطت الثالثة “
قالتها بهيرة و هى تتركها و تخرج بعد أن أطفئت المصباح الكبير في غرفتها .. جمعت أريج كتبها و وضعتها جوارها  و استلقت على الفراش تتنهد بضيق و ذاكراتها تعود لأيام مضت .. عندما رأته مع تلك الفتاة التي كانت تجلس خلفه على دراجته النارية .. كانت تلف ذراعيها حوله حتى لا تسقط .. و رأسها يستريح على ظهره .. كانت تستقل سيارة أجرة عائدة من الجامعة  ليلفت وضعهم نظرها قبل أن تعلم هويته .. لا تعرف لم تضايقت من رؤيته و تلك الفتاة هكذا ربما لأن ضحى دوماً تخبرها أن أشقائها لا يفعلون شيئاً خاطئ .. ماذا يفعل يزيد إذن ليجعل فتاة غريبة تلف ذراعيها حوله هكذا حتى لو كان بدعوة التشبث به خوفاً من السقوط .. استدارت على جانبها متذكرة بعدها نظراته في المشفى عند عمار و طريقته البغيضة الفظة في التحدث معها .. أغمضت عينيها و تنهدت بحزن و نحت تلك الأفكار عن رأسها و هى تحدث نفسها .. ” أهتمي بدراستك فقط يا حمقاء “
أمسكت بالوسادة لتضعها على رأسها محاولة أن تغفو تركة كل شيء خلفها و لو مؤقتاً ..



****★****★****★****★****

قلبي أصبح أنتِ 5 /صابرين شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن