الفصل الرابع عشر
ملتفين حوله في الغرفة التي وضع بها بعد أن عاينه الطبيب و ضمد جرح رأسه .. و كانت ذراعه ملتفه بضماد أبيض كالمجبرة .. جلست إلهام بجانبه تبكي قائلة .. " سلامتك حبيبي من اليوم لن تقود تلك الدراجة اللعينة ثانياً "
كان يزيد بين الصحو و الغفيان يشعر برأسه ثقيل يجبره على أن يغفو و هو يقاوم ذلك .. سأل بصوت متعب .. " محمود .. هل .. ذهب أحدهم إليه عرين .. " أوقفته والدته عن الحديث و هى تراه يتحدث بصعوبة لتقول باسمة بحزن .. " لا تقلق حبيبي هى و محمود هنا في المشفى و هى بخير "
سأله شاهين .. " كيف حصل هذا معك "
ردت إلهام بضيق .. " ليس الآن شاهين أتركه ليرتاح قليلاً "
كان باهر يقف في الخلف مكتوف الذراعين يشعر بالذنب تجاه شقيقه الصغير .. فهما حقاً قد تركاه و نسياه وسط مشاغلهم بحياتهم مع زوجاتهم و أولادهم .. اقتربت ضحى و جواد منه يطمئنون عليه .. قال جواد بهدوء .. " سلامتك يزيد لا تقلق ستشفى بسرعة "
سأله باهر .. " الرجل الذي أحضرك هل هو من تسبب في الحادث "
أجابه يزيد بنفي .. " لا بل أنا لقد كنت متعجل لأصل للبيت من أجل محمود "
انحنت ضحى و قبلته على وجنته .. " سلامتك حبيبي لا أعرف كيف لم تنتبه فأنت سائق ماهر مؤكد كنت شاردا "
أغمض يزيد عينيه ليجيبهم .. " أريد النوم قليلاً أذهبا لتطمئنوا على محمود و زوجته و لا تقلقا على أنا بخير "
قالت إلهام للجميع .. " أذهبوا أنتم أنا سأظل معه "
رد يزيد بتعب .. " لا أمي أذهبي حتى لا يحزن محمود لعدم وجودكم جواره "
دلف محمود للغرفة قائلاً بغضب مصطنع .. " محمود أتى ليرى شقيقه عديم النفع ماذا فعل بنفسه ليستقبل ابن شقيقه مصاب ليخبره عندما يكبر أنه سبب حادثه "
أبتسم يزيد بفرح رغم تعبه .. " مبارك لك يا أخي "
أقبل عليه محمود و قبل رأسه بحزن .. " أسف لأني سببت لك هذا أعلم أنك كنت تقود بسرعة من أجلي "
رد يزيد بصوت متحشرج .. " بل أنا الأسف لتأخرهم عليك بالمجيء "
رد محمود باسما .. " إذن أعتذر من يزيد الصغير عندما تراه "
أخرجت إلهام و ضحى صوت فرح و أبتسم شاهين بسخرية قائلاً ..
" ألم تجد غير هذا الاسم يكفينا يزيد واحد في العائلة "
رد محمود باسما .. " لا بل نريد منه المزيد من هناك في عائلتنا أفضل من شقيقنا الصغير يزيد .. أم أنت تغار أبي لأني لم اسميه باسمك "
ضحك جواد و باهر و قالت إلهام بفخر .. " لا يا أحمق لأنه لن يوجد غير شاهين واحد فقط و هو لي أنا نحن من نرفض أن يسمى أحدهم باسمه صقري لي فقط "
قالت ضحى و هى ترى يزيد يغمض عينيه بتعب .. " حسنا لنذهب و نتركه يستريح و سنأتي صباحاً لنراه جميعاً "
قال باهر .. " حسنا أذهبوا أنتم و أنا سأبيت معه هنا "
قال يزيد بحزم .. " لن يظل أحد معي هيا أذهبوا جميعاً "
أستسلم الجميع للأمر و خرجوا لتظل معه إلهام تسأله إن أحتاج شيء قبل الرحيل .. كان شاهين يقف على باب الغرفة ينتظرها بعد ذهاب ابنائه .. سأل يزيد بصوت مختنق .. " هل تمت خطبة أريج اليوم "
شعر شاهين بالحزن و سمع صوت زوجته الباكي يقول .. " حبيبي سيعوضك الله عنها خيرا فقط أهتم بصحتك و لا تفكر بشيء آخر "
أغمض عينيه متمتما بحزن .. " حسنا "
تركاه و ذهبا ليجدا باهر مازال يقف في الخارج .. سأله شاهين بتعجب
" لماذا لم تذهب لمنزلك "
قال باهر يجيبه .. " سأظل معه للصباح و قد أخبرت سند بذلك لا تقلقا"
قالت إلهام بحزم .. " لا أنت أذهب لمنزلك و أنا سأظل معه فعرين هنا أيضاً و سنكون معهم كلاهما و محمود سيظل بدوره لا داعي أنت أيضاً تظل هنا .. هل ذهبت ضحى "
رد باهر .. " لا لقد ذهبت لترى عرين قبل أن تذهب للمنزل "
حسم شاهين الأمر .. " حسنا أذهب لبيتك و تعال صباحاً إذا أردت "
أومأ باهر برأسه موافقا .. " حسنا تصبحان على خير إن احتجتم لشيء هاتفوني على الفور "
تركهم و ذهب فقالت إلهام .. " لنذهب و نرى عرين و الطفل و بعدها نعود "
وافقها شاهين و عقله منشغل بسؤال يزيد عن أريج "
![](https://img.wattpad.com/cover/155378230-288-k332700.jpg)
أنت تقرأ
قلبي أصبح أنتِ 5 /صابرين شعبان
Chick-Litأريدك بكامل وعيي أو بما تبقّى منه بعد أن عرفتك قرّرت أن أحبك فعل إرادة لا فعل هزيمة وها أنا أجتاز نفسك المُسيّجة بكل وعيي، أو جنوني