السادس عشر & قلبي أصبح أنتِ & صابرين شعبان

15.8K 578 68
                                    

الفصل السادس عشر


جلس باهر مع والده في غرفة الجلوس بعد مجيئهم مبكرًا كما طلب منه والده .. سأله بهدوء رغم علمه ما يمكن أن يكون طلبه .. " ماذا تريد أبي لأفعله لك "
الغريب في الأمر أن شاهين لم يسخر منه و هو يسأله عن ما يريد أو ينهره لعدم صبره حتى يخبره بنفسه .. بل قال بجدية ..
" أحمد عبد الفتاح خطيب أريج أريد بعض المعلومات عنه اليوم بعد "
نظر في ساعة يده و أردف .. " ثلاث ساعات من الأن يكون عندي كل شيء يخصه تستطيع أن تذهب الآن إذا أردت "
نظر باهر لوالده بحنق و لم يتحدث فهو يعلم إن تحدث ماذا سيقول و ما سيكون رد والده و بالنهاية سيفعل ما يريده والده فلا داعي للجدال معه دون طائل .. نهض لينصرف قائلاً .. " سنترك زهرة هنا سأذهب أولا لنرى ناهدة زوجة راغب و بعدها سأفعل ما تريده "
رد شاهين ببرود .. " هذا لا يخصني تحدث به مع والدتك فهى من يعتني بعرين و طفلها و عمار الذي سيجلب زوجته هنا اليوم و يتركها غير يزيد المريض أيضاً "
رد باهر بحنق .. " حسنا يا أبي شكراً لكم أخبرني فقط أنكم لا تستطيعون الاهتمام بالطفلة "
رد شاهين بسخرية .. " أخبرتك أن تتحدث مع والدتك و لكنك غبي لتفهم، هذا ليس ذنبي ذلك "
أخرج باهر زمجرة حانقة من حلقه و قال .. " أنا سأذهب مع زوجتي و الطفلة لرؤية ناهدة حتى لا يضيع مزيداً من الوقت الذي أعطيته لي "
رد شاهين ببرود .. " هذا جيد تفضل أسرع "
خرج باهر من الغرفة .. فأبتسم شاهين مشفقا و تمتم بخفوت ..
" ليس ذنبي أنك كبيري و رائد في الشرطة .. ماذا أفعل أطلب ذلك من الغريب أم أفعلها بنفسي و إن فعلت هل أستطيع فعل شيء فأنا لست شرطي و لا أعرف طرقكم الملتوية لجمع المعلومات .. "
عاد للنظر في جريدته بملل و أردف .. " فلتسرع فقط يا وحش التحقيقات أشعر بالحماسة لفعل ذلك "
دلفت إلهام للغرفة قائلة .. " ما بك يا صقري تتحدث مع نفسك "
نظر إليها مبتسما و هو يشير للمقعد جواره قائلاً .. " ماذا أفعل ملهمتي و قد انشغلت عني بأحفادك و زوجات ابناءك "
ابتسمت إلهام برقة لزوجها سائلة .. " تريد بعض الشاي بالنعناع الأخضر لقد اشتريت البعض منه للتو من أجلك يا صقري "

****************
بعد رحيل باهر و سند دلف راغب لغرفته و أغلق الباب خلفه .. نظر لناهدة المستلقية على الفراش تتطلع للسقف بشرود .. تنحنح بهدوء و أتجه ليجلس جوارها على الفراش .. اعتدلت في جلستها و نظرت إليه بتفهم تقرأ كل ما يدور في خلده و يريد اخبارها به .. هطلت دموعها بحزن و خجل  لتقول بألم .. ” أسفة أعلم أني أخطأت في حقك و حق والدي و نفسي “
مد يده يلمس شعرها المشعث يعيده للخلف قائلاً بهدوء .. ” أنا أحبك و أريدك سعيدة فقط .. لقد ظننت أن دراستك ستجعلك هكذا و لكنها لم تفعل .. من اليوم ستستمعين لحديثي فقط و لا شيء غيره “
احنت ناهدة رأسها بحزن و داخلها تأكيد أن زوجها سيمنعها تكمل دراستها منذ اليوم .. و لكنه قال بحزم ليخرجها من ظنونها تلك
”  الجامعة ستكون ذهاب للمحاضرات الهامة فقط عند العودة  مواعيد طعامك معنا كما المعتاد .. المذاكرة ساعتين فقط في اليوم ..وقت الاختبارات سأسمح لك بساعتين زيادة على الساعتين  .. إذا رزقنا الله بطفل ستتوقفين عن الجامعة لحين يولد و بعدها تستطيعين العودة و الاهتمام بالطفل أنت و أمي أنا لا يهمني لمتى ستظلين في الجامعة  .. لحين تتخرجين .. عندما أعود للمنزل سنعود كما كنا نجلس قليلاً مع والدي ثم نعود لغرفتنا .. مذاكرة في الفراش ممنوع حديث عنها معي وحدنا ممنوع ..سيكون لنا فسحة من وقت لآخر من كل شيء يوم سنقضيه وحدنا سنذهب لأي مكان تريدينه وإذا أردت السفر لوالديك فقط أخبريني قبلها لأخذ فرصة من العمل هل هذا يسعدك أم أن لديك اعتراض على أي من  حديثي “
ابتسمت بعيون دامعة قبل أن تلقي نفسها بين ذراعيه قائلة بفرح
” لا .. لا اعتراض على أي من قولك .. أنا أسفة أحبك كثيرا راغب “
أبعدها عنه ينظر في وجهها باسما و أزال دموعها براحته قائلاً بمزاح
” هناك شيء آخر إذا بكيت ستعاقبين  “
هزت رأسها موافقة بفرح لتغرقه بقبلاتها المحبة ..

قلبي أصبح أنتِ 5 /صابرين شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن