الخامس & قلبي أصبح أنتِ & صابرين شعبان

16.4K 611 32
                                    

الفصل الخامس


كان رأفت أول من وصل للمشفى ليجد باهر جالسا على الأرض و قميصه و يده ملطخة بالدماء .. بعد أن أمر رجله بأخذ ماجد و وضعه في غرفة من غرف المشفى و البقاء معه لحين يأتي الدعم لأخذه فلم يشأ أن يأتي أحد و يراه أمامه .. عندما راه باهر هب واقفا و هو ينظر إليه بقلق .. " فقط أخبرني ما به راغب باهر و هل أصابته خطيرة "
سأله رأفت بحزم و وجهه شاحب من الخوف و القلق .. رد باهر بحزن ..
" لا أعلم بعد عمي و لكن أصابته في صدره و فقد وعيه فور أصابته "
كاد رأفت أن يسقط على الأرض لولا يد باهر التي أمسكته بحزم .. أجلسه باهر على المقعد قائلاً .. " أهدئ عمي راغب سيكون بخير أطمئن مؤكد سيكون بخير " لا يعرف باهر هل يطمئن رأفت أو يطمئن نفسه .. أتى والديه و صادق و شريفة مسرعين .. سأله صادق و هو يرى رأفت الجالس و ملامح الصدمة و الخوف على وجهه .. " ماذا به زوج ابنتي باهر "
رد باهر بهدوء محاولا بث الطمأنينة في قلوبهم لعله هو أيضاً يطمئن
" بخير إن شاء الله عمي سيخرج الطبيب بعد قليل و يطمئننا "
سأله بقلق .. " أين ناهدة و والدته ألم يأتيا بعد .. "
رد رأفت بوجوم .." في المنزل لقد فقدت ناهدة وعيها فتركت مليكة معها لحين تفيق .. "
سالت عيني شريفة بحرقة خوفاً على زوج ابنتها و ابنتها التي مؤكد صدمت للخبر ..
أخرج شاهين هاتفه ليجري اتصالا أنتظر لثواني قبل أن يأتيه صوت يزيد .. " نعم أبي "
شرح شاهين ما حدث سريعًا ليقول بحزم .. " أذهب و أجلب ناهدة و خالتك  من المنزل ليطمئنون عليه مؤكد أفاقت ناهدة الآن "
أغلق شاهين معه ليهاتف محمود الذي كان في عمله .. ليحضر عرين بعد ذلك أنتظر الرجال بصمت و النساء ببكاء و قلق ..
خرج الطبيب بعد بعض الوقت الذي شعروا به و كأنه لا يمر .. ألتف حوله الجميع بلهفة و نظرات التساؤل تسكن أعينهم ترجوه أن يؤكد أنه بخير أبتسم الطبيب بهدوء لعله يطمئنهم بملامح وجهه المسترخية  .. سأله
باهر بحزم .. " أخبرنا دكتور هل سيادة المقدم بخير "
رد الطبيب بهدوء .. " سنعرف بعد مرور أربعة و عشرون ساعة و الآن سندخله العناية لمراقبة حالته "
سأله رأفت بخشونة .. " أنت لم توضح حالة ابني دكتور هل هو في خطر أم بخير أرجوك كن صريحا معنا "
تردد الطبيب ثم قال بهدوء .. " الحقيقة الإصابة كانت قريبة من القلب و لذلك سننتظر لمرور بعض الوقت لنتأكد أنه ليس هناك خطرا عليه "
تهالك رأفت على الأرض ليمسكه باهر قبل أن يسقط و يسنده صادق من الجهة الأخرى .. ليقف بصلابة .. كانت زوجته تأتي راكضة مع ناهدة و خلفهم  يزيد  سألت مليكة و ناهدة الباكيتين في نفس الوقت .. " كيف حاله"
رد الطبيب بهدوء .. " بخير للأن سننتظر للغد و سنطمئن عليه رجاء لا داع لوجود الجميع هنا يمكنكم الرحيل و العودة في الغد "
صرخت ناهدة و مليكة بنفي .. " لا لن أرحل من هنا "
قال رأفت لزوجته .. " لن نذهب لا تقلقي سنظل جواره إلى أن نأخذه معنا كالمرة السابقة "
ضمت شريفة ناهدة الباكية بهستيريا .. " لا تخافي حبيبتي زوجك سيكون بخير "
قالت ناهدة ببكاء .. " راغب يا أمي كيف حدث ذلك .. ماذا أفعل إن حدث له شيء "
صرخت بها مليكة بغضب .. " أصمتي ناهدة ابني سيكون بخير  لا تقولي عنه هذا الكلام المتشائم  "
قال شاهين بحزم .. " وقوفنا هنا لن يفيده لنجلس فقط و ننتظر لا داعي لإحداث جلبة و نوتر أعصابنا فراغب يحتاج منا الهدوء حتى نكون أفضل داعم له حين يستيقظ "
بعد ذلك جلس الجميع في انتظار خروج راغب و انتقاله لغرفة العناية .. أتى محمود و عرين  و جاءت سند و سليمان  بعد أن هاتفها باهر ليطمئنها أنه بخير و طلب منها عدم المجيء و رغم ذلك أتت مسرعة
تركت والدها خلفها و ركضت لتراه كيوم عمار ملابسه الملوثة بالدماء .. لم تعد تتحمل هذا الروع كلما ذهب و حدث معه شيء .. انفجرت باكية و هى تلقي نفسها بين ذراعيه و تتحسسه بجنون أمام الجميع  مما أشعر البعض بالشفقة و البعض بالحزن .. " لم أعد أحتمل ذلك باهر ، لم أعد أحتمل "
ضمها برفق .. " حسنا حبيبتي لقد أنتهى كل شيء لقد  ألقينا القبض عليه و لم يعد هناك تهديد لأحد منا فقط أدعي لراغب يكون بخير "
جاء أحد رجال الشرطة ليقف أمام باهر قائلاً .. " سيدي أين هو لقد أتى معي بعض الدعم بالخارج "
رد باهر بحزم و هو يبعد سند عن صدره .. " سأتي معك بنفسي "
تشبثت به سند بقوة .. " لا أتركه يذهب هو معهم أنت ظل معنا "
رد باهر  بهدوء .. " حبيبتي لن أتأخر فقط سأتأكد من وصوله بنفسي لمكانه الذي يستحقه  "
بكت سند بخوف و هى تراه يرحل أمامها مع ذلك المجرم ..
" تعالي سند أجلسي حبيبتي كفاك توترا و بكاء " قالتها إلهام و هى تجلسها مكانها و تقف جوار زوجها و والدي ناهدة .. قالت بهمس ..
" لا أعرف لمتى سنظل نتلقى الصدمات بسبب ما يحدث لأبنائنا شاهين قسما لقد تعب قلبي لذلك "
رد شاهين بثقة .. " حمدا لله إلهام أنتهى كل شيء  نتمنى فقط أن يكون راغب بخير و لا حزن يدخل لقلوبنا بعد اليوم  إن شاء الله "
صمت ساد بعدها و الجميع يدعوا بقلق أن يسلم راغب و هم ينظرون  لزوجته و والدته المنهارتين ..

قلبي أصبح أنتِ 5 /صابرين شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن