الشطرُ السابع و التسعون.

1.7K 312 164
                                    


- لمَ تحدّقون بي هكذا؟

غيّر برايلين طريقته في الاستفهام حيث أن أسئلتهُ السابقة لم تحصل على شيءٍ سوى النظرات الغامضة، كما أنه تعجّب لرؤيته روبرت في هذا المكان مما ضاعف أسئلته .. نما فضوله أسرع من ذي قبل تجاه كل ما يحدث حوله.

تحيّر وايت لوهلةٍ دون أن يجد أي كلمةٍ قد تساعده في هذا الموقف الصعب، أحست ڨيا بحيرتهِ فنطقت بالنيابةِ عنه مُدعيةً الرسمية : أنت هنا للقيام ببعض الفحوصات و التحاليل.

أحسنت زوجتهُ باختيار تلك الحُجةِ حيث ساعدته على خلق كلماتٍ أخرى، صرّح بما رتّبه داخل عقلهِ كي يتأكد من إقناعه بطبيعية الموقف : نعم كما قالت، كما أن السيدة نايلي تعرف أنك هنا، فهي من أرسلتك إلينا، و الآن استرِح قليلًا ريثما نتأكد من كل شيء.

فهِمَ روبرت ما يرمي إليه كلاهما فتابع هو الآخر مضيفًا لمستهُ الخاصة للموضوع : أخبرني وايت أنك هنا بينما أقوم بفحصيَ السنوي، كما تعلم لا يمكنني تفويت فرصةٍ أستطيع إزعاجك بها.

قلَب برايلين عينيهِ بضجرٍ للتُرّهات التي قالها كي يؤكد له سخافته، دفعهُ بيدهِ ثم راح يتحدث بنفاذ صبر : هيا ألم تسمعه؟ لقد قال أنني أحتاج للراحة .. هيا اخرج.

أطلقت فولڨيا ضحكةً خافتةً قبل أن تشد ملامحها مجددًا بعد أن حوّل برايلين أنظاره نحوها، ارتسمت ابتسامةٌ خفيفةٌ على شفتي وايت قبل أن يتابع برسميتهِ المعتادة : حسنًا .. و الآن هيا لنتركه.

خرج الاثنان المزعجان أولًا ثم هتَفَ برايلين محدثًا وايت قبل أن يخرج : صحيحٌ أنها مرتي الأولى في رؤيتها لكن يراودني إحساسٌ بأنها مزعجة، كُن حذرًا منها!

أومأ وايت متفهمًا نصيحة صديقهِ المزعومة ثم أغلق الباب من خلفه، تنهد أخيرًا مُفرجًا عن حجم الاضطراب الذي أصابه خلال تلك الدقائق القليلة ثم نظر إليهما.

أشار لهما كي يبتعدا عن الغرفةِ قليلًا ليتأكد من أن برايلين لن يسمع هذه المحادثة، اجتمع ثلاثتهم في حلقةٍ مُصغرة ثم بدأ روبرت الحوار لأنه لم يفهم ما حدث : لقد قلتَ أنه بخير .. هل ضرب رأسه أم ماذا؟

تاهت نظراتُ وايت لثوانٍ معدودةٍ ثم نطق و هو يحدق في اللا شيء مع القلق الذي كان يلتهمه : أرغم عقلهُ نفسه على نسيان كل الأشياء السيئة، لقد قال أمي .. إذًا فقد عاد بذاكرتهِ إلى آخر مرةٍ كان سعيدًا فيها دون أي مشاكل .. أي قبل معرفتهِ بمرضها و وفاتها.

تشابكت عقولهم بواسطةِ الحيرة التي شوّشت أفكارهم جميعًا، لا أحد يعلم كيف يجب أن يتصرف في هذهِ الحالة، عبّرت ڨيا عن حالهم بسؤالها العفوي : و كيف سنتعامل مع الأمر؟

تنهّد وايت مُستسلمًا للفكرةِ التي جالت في باله ثم أدلى بما لديه : لستُ أعلم لكن .. يجب أن نخبرهُ قبل أن يعرف من مكانٍ آخر .. لستُ واثقًا من كيفية تعاملهِ مع الأمر.

شطرٌ من نور.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن