الشطرُ الواحد بعد المئة.

2.1K 303 350
                                    

- من سمَحَ لك بالتصرف؟ قد تلفتُ الأنظار إلينا بتصرفك المتهور!

نطَق زعيمهم كما بدا لبرايلين مُحدثًا الشخص الذي لحق بهِ حتى مكانٍ غريبٍ و مهجور، كان ذلك الرجل قد ذهب إلى منزل لورين بحثًا عن شيءٍ قد يُسرق خصوصًا و أن المكان كان بلا حراسة.

ارتعَدَ ذلك الواقف مما قالهُ رئيسه فصمت نادمًا، عاد ليجلس مع رفاقهِ الذين كانوا شامتين فيه لمحاولته القيام بأمرٍ ما من وراء ظهورهم، سمَع أحدهم و هو يهمس له : لقد أشعلنا المكان يا رجل، أظن أن هذا كافٍ، سمعت أن تلك السيدة بين الحياة و الموت .. تلك البغيضة لم تدفع فلسًا واحدًا.

غلَى الدم في عروقهِ غضبًا بعد سماعهِ لتلك الجملة حيث أن أذناه لم تلتقط شيئًا آخر بعدها لانشغال عقله باستيائه، إنهم يتحدثون عن الأمر و كأن شيئًا لم يكن .. و كأنهم لم يدمروا ما صنعته منذ فترة طويل .. ألم يوشكوا على أن يسلبوها حياتها؟ إنهم يتكلمون عن حياتها و كأنها مجرد قطعة بلاستيكية بالية .. على أولئك الأوغاد أن يدفعوا ثمن ما فعلوه مهما كلف الأمر!

انحنى برايلين بحذرٍ كي لا يصدر أي صوت و هو يفكر في ما يجب فعله .. إن ذهب لإخبار الشرطة فهم سيهربون فور أن يسمعوا الضوضاء التي ستسببها من حولهم .. لقد قالوا أنهم حاولوا إمساكهم كثيرًا .. فهل هذهِ المرة مختلفة يا ترى؟

إن دخل في اشتباكٍ بالأيادي فإن فرص فوزهِ لا تتخطى الواحد من الألف .. إنهم أكثر عددًا كما أن أجسادهم الضخمة ترتعش لها القلوب .. دخوله الآن يعني عمليةً انتحاريةً بكل تأكيد .. لكن ما عساه يفعل مع فقر الحلول الذي يعاني منه؟

جالَ بعينيهِ المكان بحثًا عن أي شيءٍ قد يُستخدم كسلاح إلا أنه لم يجد سوى قطعة خشبٍ مهترئة، كان المكان مُظلمًا بجميع الأحوال حيث أن النور الهارب من مخبئهم هو المصدر الوحيد للرؤية.

كان المكان الذي وصل إليه مصنعًا مهجورًا من الأساس، لم يعرف آن ذاك إلى أين تقودهُ قدماه لكنه كان واثقًا أنه أوشك على مغادرة المدينة .. من قد يسمع عويله إن لم تسِر خطته حسب ما أراد؟ لكن مهلًا .. هل هناك خطة حتى؟

أخذ يسأل نفسه مجددًا بطريقةٍ قد تردعه عن إقحام نفسهِ في ساحة الحرب تلك .. هل سيُقدم  على أمرٍ مجنونٍ كهذا؟ ما كانت لورين لترضى بذلك إن كانت هناك .. لكن ما الذي دفعه لفعل ذلك من الأساس؟ لأنها ليست هنا .. قد لا تكون هنا مرةً اخرى.

تذكر ما حدثَ في ذلك الوقت و اقتحامهُ لأولئك الثلاثة كي يقف حائلًا بينها و بينهم .. أين الشجاعةُ التي دفعته لفعلها آن ذاك؟ أم أنها نبعت من الضمانات التي كان يمتلكها ليس إلا؟

إن كان سيدخل فعلًا فعليهِ أن يختار ضرباتهِ بحكمةٍ تامة .. أي خطأ سيودي بهِ إلى القبر في غمضةِ عين .. هل سيتمكن من فعلها يا ترى؟ عاود مراجعة نفسهِ للمرةِ الأخيرة كي لا يندم على أي شيءٍ مستقبلًا .. قد لا يجد لهم أي أثرٍ بعد هذه اللحظة، و لهذا فقد عزَم أمره .. سيبذل ما بوسعه حتى آخر رمق.

شطرٌ من نور.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن