٣

149K 10.2K 3.2K
                                    

فتحت عيني بصعوبة فيبدو أنني سهرت كثيراً في الأمس، نظرت لساعة الجدار لأدرك أنه لم يتبقَ لوقت الفطور سوى نصف ساعة فنهضت مسرعة لأستحم وأقوم بالمعتاد

هبطت الدرج ومازلت متعكرة المزاج بسبب قصة الأمس، ومع ذلك كنت أشعر بالحماس بسبب كتاب هال فقد بدأت أرى العالم بشكل أوضح بسببه

جلست في مكاني على المائدة ليقرع هال كوبه مجدداً كما اِعتدنا

همس ڤولكر بخفوت "آمل أن النهاية أعجبتكِ"

تمتمت باِمتعاض "شكراً لك على كل حال"

أجابني بنفس طبقة الصوت بسخرية "شكراً على ماذا أنا لا أفهمكِ"

"لأنك كنت تمنعني عن قراءة النهاية... يبدو أنك قرأته قبلاً"

"حمقاء يبدو أنكِ تحبين أن أمزق لكِ كتبك أنا لا أعرف عما تتحدثين"

حمحم هال بينما ينظر إلينا فأخفضت ناظري لطبقي والتزمت الصمت إلى أن أنهيت فطوري

فصعدت السلالم بابتهاج لتلك الفكرة التي خطرت لي فجأة خلال ذلك رأيتهم ينقلون الأثاث للغرفة المحايدة لخاصة ڤولكر وقد كان هال واقف يراقب عملهم

اِبتسم لي ليصرح "مرحباً سيلڤر، اِنتظري للحظات وستصبح هذه غرفتكِ الجديدة"

رمشت عدة مرات مُرتبة كلماتي لأتلفظ "شكراً جزيلاً لك" ، اِستدرت لأكمل صعودي للقبة مع تلك الملامح الممتعضة، ألم يناسبهم وضع غرفتي في مكان آخر غير حياد ڤولكر البغيض

أخذت نفساً عميقاً لأشجع نفسي، فبالنهاية ليس هناك فرق سيبقى مزعجاً حتى لو كنت تحت الأرض، دخلت لغرفتي وارتديت معطفي وحقيبتي الجانبية وها أنا أهبط للخارج قاصدة الغابة

سأبحث عن بعض الأعشاب حتى أقوم بتجربة الجرعة التي ذُكرت بالكتاب

من الغريب أنه كان بلا عنوان ولا مقدمة ولا صفحات مرقّمة إنه فقط كلمات وصور

بعد استمراري بالسير وتجنب فروع الشجر وبعض النباتات الشائكة وصلت للمكان المناسب

اقتطفت بعض من العشب البري والأزهار وأشياء أخرى لأضعها في حقيبتي وأنهض

فرأيت جوني الفتى الذي يكرهني واقف بثبات ويحدق بي بملامح ساخطة، تجنبته وما إن سرت بضع خطوات تحدث بصوت مرتفع "ماذا كنتِ تفعلين!؟"

اِستدرت برأسي لأجيب "ليس من شأنك" ، من المعروف عن جوني أنه بلا رحمة ويغضب بسرعة لكني لم أعد أبالي هاهو ذا يكاد يتحول لذئب من شدة الغضب

فاستدرت مجدداً لأرحل لكنه سحب الحقيبة مني بينما يتنفس بصوت مسموع، عقدت حاجبي فتلفظت بغضب "ما مشكلتك!؟"

فتح الحقيبة رأساً على عقب لتسقط كل الأعشاب منها فشهقت لأصرخ به "ماذا فعلت!؟"

جثيت على ركبتي لأجمعها مجدداً لكنه دفعني بقدمه لأسقط أرضاً واِستدار راحلاً فأمسكت بصخرة كانت بقربي متوسطة الحجم ورميتها على ظهره فاستدار برأسه وقد كانت أعينه تشتعل

|| ڤولكر ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن