وهاقد بدأ يوم جديد على إشراق عيني، وفي رأسي صداع قوي، أكان وقته منذ بداية الصباح!
تأففت لأنهض من السرير ممسكة برأسي، ربما سيزول الألم بعد الاِستحمام
هذا ما توقعته لكن بعدما أنهيت اِزداد الألم فجأة، جففت شعري سريعاً لأتجه لغرفة طبيب القصر الأربعيني فلا يمكنني التحمل أكثر
لم أكن أقصده في حياتي سوى عندما كنت أصاب بالزكام، هو رجل جيد لكنه نوعاً ما غريب أطوار ونظرته ثاقبة، ودائماً ما نجده شارد الذهن، يملك شعر داكن السواد وأعين بنية مائلة للحُمرةكان بابه مفتوح فدخلت إليه ووجدته واقف يصنع شيء أمام طاولة مليئة بالمواد والجرعات وكان شديد التركيز بما يفعل ويقطّر داخل الزجاجات فحمحمت لأجذب انتباهه فاِستدار إلي ليصرح بتبسم "سيلڤر ... أهلاً بك اِجلسي"
بادلته الاِبتسامة لأجلس وأسأل "ماذا تصنع؟"
همهم ليجيب "أتسلى بصُنع سُمّ للفئران... أنا أيضاً أمُر بوقت مُمِل... كيف هي يدك؟"
تبسمت بينما أنظر للضمادة الزائفة لأجيب "بخير تماماً... ولكني حالياً أشكو من أمر آخر فرأسي يؤلمني بشدة منذ الصباح"
أطلق ضحكة متكلفة ليصرح "ذكرتني بشخص ما، بل عدتِ بي عشرين سنة للخلف، ذات مرة جاءت إلي والدتكِ باكية وتشكو من نفس الألم وفعلت كل ما بوسعي كي تتخلص منه لكن لا فائدة إلى أن زال بنفسه"
صرحت باِستغراب "أمي أيضا!؟... أتعني أن هذا الألم سيرافقني لوقت آخر! لا يمكنني تحمله سينفجر رأسي إن لم يزول خلال نصف ساعة صدقني"
"يا فتاة لا تضخمي الأمور... خذي المسكنات هذه وإن لم تنجح عليكِ أن تنتظري كما فعلت أمك"
زفرت أنفاسي لآخذها وأرحل قائلة "شكراً لك"، حسناً إن لم يكن بمقدور ذلك الطبيب علاجي فيمكنني علاج نفسي بنفسي
اِتجهت للصندوق في غرفتي مجدداً وأخذت الكتاب واضعة إياه في حقيبتي، هبطت واضعة يدي عليها فأخشى أن يأخذها مني أحدهم فجأة فلا أريد تخييب أمل هال
أسرعت بسيري نحو الغابة وتوغلت عمداً بها كي أكون بعيدة كفاية عن أي مستذئب، تسلقت الشجرة المناسبة بحذر متمسكة جيداً بأغصانها فإن سقطت لن يجدني أحد وسأبقى على الأرض إلى أن أموت، أكملت صعودي لأتخذ غصناً منها كمقعد لي وأبدأ بقراءة الكتاب مجدداً علني أجد دواء
لكن لفت انتباهي شيء مرّ فجأة من أمام الشجرة وبالكاد لمحته، دقّقت بنظري حتى تحرك ذلك الشيء مجدداً وأوشكت على رؤيته يختبئ خلف تلك الشجرة العريضة، أغلقت الكتاب مبتلعة ريقي بخوف ووضعته في الحقيبة بينما أراقب الشجرة التي اِختبأ خلفها ذلك الشيء السريع
اِبتلعت ما في حلقي مجدداً لأنزل بهدوء كي أعود للقصر وإلا سيحدث لي أمر سيء، سرت خطوتين فشعرت بخطوات أخرى خلفي
أنت تقرأ
|| ڤولكر ||
Werewolfأركضي واركضي بعيداً يا عزيزتي... إبتعدي قدر ما تستطيعين وقدر ما تستطيع أنفاسك الإحتمال... ففي النهاية مهما حاولتِ ستجدين نفسكِ في حضني ومطوّقة بذراعيّ... 2018/12/31 1# في المستذئب 1# في مستذئب 1# في الخوارق 1# في مصاصي الدماء (نقية)