٩

124K 8.7K 1.7K
                                    

أمسك كريستوف يدي مجدداً مستعداً للركض فسحبني ڤولكر إليه قائلاً "لنذهب للشاطئ سريعاً ليس لدينا الكثير من الوقت" أنهى جملته ليأخذني خلفه بخطوات سريعة

لقد كان قابضاً على يدي بقوة كأنه ينتقم منها، لم أجرؤ على التفوه بحرف فقد كان في المرحلة الأولى من الغضب

لكن كريستوف أبعد يده مصرحاً "هيَ ليست صخرة كما تعلم"

نظر له ببرود ليتابع السير، من المعروف أن ڤولكر ليس الشخص الذي يمسك أعصابه كثيراً لكنه اليوم يبدو مختلفاً
كأنه بالفعل ذو بطارية منخفضة، قد يقوم بشحنها غداً ويكمل حياته بإزعاجي ولكن هناك أمل فقد وجدت زجاجة عطري

توقف ڤولكر عن السير لينظر خلفه فتلفظ "إنتظراني للحظة"، سار بعيداً فتمتم كريستوف "أعتقد أن به شيء مختلف اليوم"

عاد بعد دقائق وفي يده كتابين ليمدهما لي قائلاً "جئنا لشراء الكتب كذلك صحيح؟"

أومأت له لأقوم بأخذ الكتابين بحذر فتابع "يمكنكِ أخذ غيرهما إن لم تعجبكِ اختياراتي"

تبسمت بجانبية لأعانق الكتاب مثل عادتي لأتفوه "لا، إنه جيد"

صمت لدقائق بملامح فارغة فصرح "سنستقل الحافلة فالشاطئ بعيد"

سار أمامنا فنظرت نحو كريستوف ليقوم برفع كتفيه بلا مبالاة والإشارة لي بتتبعه، سرت خلفهما بصمت وقد كنت متحمسة لأجل كتبي الجديدة

بنفس الوقت حينها تذكرت المصيبة التي تركتها بغرفتي، امتعضت ملامحي فور دخول الأفكار السلبية لرأسي، ماذا لو رآه أحد حينها سيقتلونه وسأكون في مصيبة كبرى، انتشلني كريستوف من شرودي بقوله "ألن تصعدي"

رفعت ناظري للحافلة لأقوم بالدخول وتبعني الآخر، كان ڤولكر قد اتخذ الكرسي الذي في مؤخرة الحافلة ليجلس عليه، فاتجه كريستوف لهناك أيضاً وأسند رأسه على زجاج النافذة فتبقى لي الوسط

تقريباً كما نجلس على المائدة في القصر، أعتقد أنه من شدة تكرار الأمر اعتدنا على الجلوس هكذا في كل مكان

كريستوف:

جلسنا بجانب بعضنا في الحافلة، آمل أن سيلڤر قد استمتعت بوقتها ونست آلامها

أخذت أشاهد الطرقات من النافذة، المدينة رائعة أعتقد أني سأبقى أزور هذا المكان للأبد

شعرت بشيء ثقيل على كتفي، استدرت فوجدتها سيلڤر غارقة بالنوم ، "لطيف" تمتمت بخفوت لأجد ڤولكر يرفع رأسها برفق ويضعه على كتفه

نظرت له بسخرية فرفع لي حاجبه الأيسر ببرود، أقسم أنه يشعر بالغيرة الآن ففتحت شفاهي لأتحدث ليضع إصبعه على فمه مشيراً لي بالصمت

رمشت زاماً شفاهي فأخفض هو رأسه ليلقي عليها نظرة، وبحركة سريعة مني إلتقطت له صورة فقد كانت نظرته رومانسية بشكل غير معتاد فرمقني بغضب ليهمس "سأريك لاحقاً!"

كتمت ضحكتي وبدأت معدتي بالاهتزاز فقام ڤولكر بركل ركبتي لأكتم تأوهي وهو لف كلتا ذراعيه حولها ففتحت فمي أنظر له بصدمة لكنه اخترق توقعاتي عندما رفع يديه عنها بعدما زرّ لها معطفها، ظننت أنه يعانقها
لكانت صورة رائعة لو أنني اغتنمت الفرصة

نظر إلي ببرود مطولاً فتلفظ "فلنعد للمنزل لقد تأخر الوقت"

رفعت كتفي بلا مبالاة قائلاً "كما تشاء"

سيلڤر:

شعرت أني أهتز مستندة على شيء دافئ، فتحت عيني لأجد ڤولكر يسير حاملاً إياي على الدرج

تحدثت بخفوت "يمكنك أن تُنزلني لقد استيقظت"

ألقى علي نظرة خاطفة متابعاً سيره وكأنه يتجاهلني ثم أنزلني أمام جناحي ومد لي الكتابين، أخذتهما سريعاً ناطقة "شكراً جزيلاً"

ومجدداً أخذ نظرة خاطفة وسار باتجاه غرفته، بحثت عن المفتاح في جيوبي آملة أن لا يتعثر حظي فوجدته لأزفر أنفاسي براحة

فتحت الباب بهدوء ودخلت، قد كانت كما تركتها ولم يتغير بها شيء لذلك ارتحت قليلاً

أقفلت الباب مجدداً لأمسك بزجاجة العطر سريعاً وأقوم بفتح الخزانة ففتح ألدراي عينيه فجأة ونهض عن أرضيتها

أفزعني قليلاً فتلفظ بخفوت "أعتذر كنت نائم"

تبسمت لأقوم بوضع الكثير من العطر في الخزانة لأهمس "آسفة لأني لم أُعدّ لك ذلك الشيء اليوم... لقد حدث أمر خطير و... لا تهتم لكني سأفعل ما بوسعي في الغد"

صرح بابتسامة جانبية "لا بأس... أنا معتاد على الإنتظار"

خرجت من الجناح مجدداً وأقفلت الباب لأصعد سريعاً قدر المستطاع لغرفتي القديمة وجلبت وسادة وغطاء من سريري القديم لأعود أدراجي

كدت أصل لغرفتي فرأيت ڤولكر يسير بالرواق لكنه لم يكن مرتدياً لزي النوم، توقفت بصدمة وكنت أخشى أن يشكّ بأمر ما فاِلتفت لي نظر ببرود ليتابع سيره للأسفل فدخلت جناحي وأوشكت على إغلاق الباب لأرى هال وكريستوف يسيران بالرواق متجهان خلفه أيضاً

عقدت حاجبي لأذهب للشرفة فشاهدتهم يتجهون للغابة على هيئة ذئاب، لا بد أنهم يراقبون المكان بسبب ذلك الذئب الأسود

عدت أدراجي لأفتح الخزانة فمددت الوسادة والبطانية نحو ألدراي قائلة "آسفة لا يمكنني تقديم أكثر من هذا"

"شكراً هذا يفي بالغرض"

"تصبح على خير" قلت لأغلق الخزانة وأقوم بإقفالها فلدي ثقة طفيفة بهذا الشخص البشوش

استلقيت على سريري آملة أن تمر هذه الفترة دون حدوث أمر غير متوقع...

|| ڤولكر ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن